شيعت جماهير فلسطينية غفيرة، اليوم الخميس، جثامين عدداً من الشهداء الذين قتلتهم قوات الاحتلال خلال العدوان الذي بدأته فجر يوم الثلاثاء الماضي، باغتيال القيادي في الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا.وانطلقت مواكب التشييع من مناطق مختلفة من القطاع، لتشييع جثامين الشهداء من رفح ودير البلح والنصيرات ومدينة غزة وشمال القطاع.وبدأت عملية تشييع الشهداء الثمانية من عائلة أبو حلموس في منطقة دير البلح وسط القطاع، انطلاقًا من مستشفى شهداء الأقصى، ثم إلى منزل أقربائهم لإلقاء نظرة الوداع عليهم، قبل أن تؤدي الصلاة ويتم دفنهم في مقبرة الشهداء بالمنطقة.كما شيع شهيدين في رفح، وشهيد في مدينة غزة، وشهيد في شمال قطاع غزة.ورفع المشيعون في جميع الجنازات العلم الفلسطيني ورايات الفصائل المختلفة، مرددين شعارات غاضبة. واستشهد 8 أفراد أسرة واحدة في قصف إسرائيلي بعد منتصف ليل الأربعاء – الخميس، استهدف منزل يعود لعائلة السواركة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بينهم خمسة أطفال وسيدتين.وقال شهود في دير البلح إن المنزل مكوّن من ألواح الصفيح وأغلفة النايلون، وأقر الجيش الإسرائيلي بمسؤوليته عن الهجوم، بدعوى استهداف قائد في حركة "الجهاد الإسلامي".وجاءت هذه الغارة الإسرائيلية حين كان جميع أفراد العائلة بداخله يغطّون في نوم عميق. والشهداء هم، وفقا لتصريح وزارة الصحة الفلسطينية، "معاذ محمد سالم السواركة (7 أعوام)، ومهند رسمي سالم السواركة (12 عاما)، ووسيم محمد سالم السواركة (13 عاما)، يسرى محمد عواد السواركة (39 عاما)، ومريم سالم ناصر السواركة (45 عاما)، ورسمي سالم عودة السواركة (45 عاما)".وفور حدوث الغارة، توجّه عدد من المواطنين نحو منزل عائلة السواركة، ليُصدموا بمشهد تسوية المنزل بالأرض على جميع سكانه النائمين.بأيديهم، بدأ المواطنون بنبش الرمال ومساندة طواقم الإسعاف بانتشال الشهداء من تحت ركام المنزل المستهدف.وانتشل المواطنون أطفالا مدفونين تحت رماد المنزل، في مشهد يوحي بأنهم "لا زالوا نائمين وأن الغارة لم تعكر صفو نومهم"، بحسب إفادة شهود عيان لمراسلة "الأناضول".وعلى أسرّة مستشفى "شهداء الأقصى"، التي نُقل إليها المصابين، توزّع أعداد من الأطفال الجرحى لتلقّي الإسعافات الأولية والعلاج.وبذلك ارتفع عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا جراء التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة منذ فجر الثلاثاء، إلى 34 شهيدا، بينما أصيب 111 آخرين بجراح مختلفة. ومن بين مجمل الشهداء، 8 أطفال و3 نساء.ويسود الهدوء الحذر أجواء قطاع غزة، بعد مرور أكثر من يوميْن دامييْن جّراء الغارات التي شنّتها طائرات حربية إسرائيلية على أهداف بمناطق متفرقة من قطاع غزة.يأتي ذلك عقب إعلان حركة الجهاد الإسلامي، عن التوصل لوقف إطلاق نار مع إسرائيل في قطاع غزة، بوساطة مصرية.وقال المتحدث باسم الحركة، مصعب البريم، في تصريح خاص لوكالة "الأناضول": "تم التوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة، وقد بدأ بالسريان مع الساعة الخامسة من فجر اليوم".وأكّد البريم أن التوافق على وقف إطلاق النار تم تنفيذه وفقا "لشروط المقاومة الفلسطينية والتي مثّلتها وقادتها حركة الجهاد الإسلامي!!