بدأ عند الساعة الرابعة من فجر اليوم الأربعاء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي ولبنان، وشهدت الساعات التي سبقت بدء الاتفاق قصفاً إسرائيلياً عنيفاً استهدف فيه عدة مناطق في بيروت خارج الضاحية الجنوبية وضمنها، كما أغار طيران الاحتلال على مناطق أخرى في لبنان بما فيها صور وبعلبك والجنوب اللبناني.وكان الوسخ الأميركي جو بايدن أعلن مساء أمس الثلاثاء موافقة دولة الاحتلال ولبنان على الاتفاق، وتوالت ردود الفعل الدولية المرحبة بالاتفاق بعد إعلان الرئيس الأميركي. ففيما رحبت الأمم المتحدة بالاتفاق وقالت إنه يتطلب "الكثير من العمل"، قال رئيس وزراء بريطانيا، إن بلاده وحلفاءها سيواصلون تصدّر الجهود الرامية إلى كسر دائرة العنف المستمرة سعياً لتحقيق سلام طويل الأمد في المنطقة.في موازاة ذلك، أكد بيان مشترك لبايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن واشنطن وباريس ستعملان معاً لتعزيز القوات المسلحة اللبنانية ومساعدة اقتصاد لبنان. وقال البيان إن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان سيوجد الظروف اللازمة للعودة إلى الهدوء.من جهته، قال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، في اتصال هاتفي مع بايدن، إن "اتفاق وقف النار يعتبر خطوة أساسية نحو بسط الهدوء والاستقرار في لبنان وعودة النازحين إلى قراهم ومدنهم". وقال ميقاتي: "أقدّر المساعي المشتركة للولايات المتحدة وفرنسا للتوصل إلى هذا التفاهم"، مجدداً تأكيد التزام الحكومة اللبنانية تطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وتعزيز حضور الجيش اللبناني في جنوب لبنان والتعاون مع قوات يونيفيل في الجنوب. وطالب ميقاتي بالتزام الاحتلال الإسرائيلي قرار وقف إطلاق النار بالكامل والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي يحتلها والتزام القرار 1701 كاملاً.اعتبر النائب عن ولاية فلوريدا مايك والتز، الذي اختاره الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لمنصب مستشاره للأمن القومي، أن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان جاء بفضل فوز ترامب وقال في منشور على منصة إكس، قبل وقت قصير من توقيع مجلس الوزراء الإسرائيلي على الاتفاق أمس الثلاثاء: "الجميع قادمون إلى طاولة المفاوضات بسبب الرئيس ترامب. لقد أرسل انتصاره المدوي رسالة واضحة إلى بقية العالم بأنه لن يتم التسامح مع الفوضى. أنا سعيد برؤية خطوات ملموسة نحو التهدئة في الشرق الأوسط".أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقايي، ترحيب طهران "بوقف عدوان الكيان الصهيوني على لبنان"، مؤكداً دعم بلاده القاطع للبنان حكومة، وشعباً، ومقاومة.وسرد بقائي في بيان تحركات بلاده الدبلوماسية طيلة 14 شهراً لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته للحفاظ على السلام والأمن في الشرق الأوسط، وممارسة "ضغوطاً مؤثرة على الكيان الصهيوني لوقف عدوانه على غزة".أعرب وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية الكبرى، أمس الثلاثاء، عن دعمهم القوي لوقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، بحسب أسوشيتد برس، لكنهم تجنبوا مسألة ما إذا كان ينبغي فرض مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب حرب غزة.رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بإعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان. وجاء ذلك في بيان صدر عن مكتبه الإعلامي، أمس الثلاثاء، وعبر غوتيريس عن أمله في أن "يضع هذا الاتفاق حداً للعنف والدمار والمعاناة التي يعيشها شعبا البلدين". وطلب من الطرفين "احترام كافة الالتزامات التي تعهدا بها بموجب هذا الاتفاق وتنفيذها على الفور" كما حثهما "على اتخاذ خطوات فورية نحو التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 (2006)".رحبت كندا بتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان وقال مكتب رئيس الوزراء الكندي "نرحب باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان" واضاف بحسب رويترز أنه يشجع "جميع الأطراف على تنفيذ الاتفاق بشكل كامل".