أعلن الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنهم سيكشفون عن بعض تفاصيل عملية «حد السيف» التي جرى خلالها كشف عمل قوة خاصة استخبارية داخل قطاع غزة قبل عام، وقتل قائدها في اشتباك مسلح على الحدود الشرقية لجنوب قطاع غزة.وقال أبو عبيدة في كلمة له أمام حشد كبير من نشطاء القسام، كانوا يشاركون في «مسير عسكري:» انطلق من مدينة خانيونس جنوب القطاع «إن ما تحصلت عليه (القسام) من معلومات وأحراز ومعطيات مختلفة في عملية حدّ السيف، يمثل كنزاً استخبارياً حقيقياً، وضربة غير مسبوقة لاستخبارات العدو وقوات نخبته الخاصة والسرية».وكان يتحدث خلال المسير الذي نظم في الذكرى الأولى للعملية، وقال «إن ما بحوزتنا لم يكن للاحتلال في أسوأ كوابيسه أن يتخيل وقوعه بين أيدينا»، لافتا إلى أن المقاومة توظف هذا «الذخر الأمني والاستخباري» لصالحها في «معركة العقول وصراع الأدمغة»، مع الاحتلال، معلنا عن قرب الكشف عن معلومات جديدة حول العملية، وعن محاولات الاحتلال لاختراق منظومات المقاومة.وقال وهو يشير إلي وقوع شيء كبير بين يدي تنظيمه المسلح «كتائب القسام كسرت أعتى وحدات النخبة في جيش العدو الصهيوني، وانتزعت منهم أسراراً تكنولوجية وعملياتية طالما اعتبرها العدو جزءاً أساسياً من بنية عمله الأمني».وأضاف «أوصلت المقاومة رسالتها للعدو بأن اللعب في ساحة غزة هو مغامرة وحماقة، و أن غزة بشعبها العظيم ومقاومتها الباسلة ستظل لعنة تطارده إلى أن يفنى ويباد».ويطلق الجناح العسكري لحركة حماس اسم «جد السيف» على تلك العملية التي جرى خلالها اكتشاف القوة الخاصة الاستخبارية الإسرائيلية، التي كانت تتنقل في قطاع غزة، وذلك بعد إيقافها من قبل عدد من النشطاء في منطقة تقترب من الحدود الشرقية لمدينة خانيونس جنوب القطاع.وعند اكتشاف تلك القوة، دار اشتباك مسلح بين نشطاء حماس وأفراد القوة، سرعان ما تطور لتتدخل فيه قوات جوية إسرائيلية، أسفر وقتها عن استشهاد سبعة نشطاء من حماس، أبرزهم نور بركة نائب قائد كتيبة في القسام، ومقتل الضابط الإسرائيلي المسؤول عن تلك القوة الاستخبارية.وفي اليوم التالي من تلك العملية، وعقب تشييع جثامين الشهداء، بدأت غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة في قصف بلدات ومدن إسرائيل حتى على بعد 40 كيلومترا من حدود غزة، ردا على تلك العملية، فيما قام جيش الاحتلال بقصف عنيف على القطاع، أسفر عن وقوع شهداء ودمار كبير، قبل أن تنتهي الموجة المسلحة بعد تدخل وسطاء التهدئة.وعقب تلك العملية كشف الجناح المسلح لحماس عن معلومات حول تلك القوة الإسرائيلية، وقام بنشر صور لهم وبطاقات الهوية المزيفة التي استخدموها في تنقلاتهم، كما بثوا لقطات لتحركاتهم في القطاع، التقطت من خلال كاميرات المراقبة.وقال أبو عبيدة إن الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة التي خاضت سوياً هذه الجولات المشرّفة من القتال، وأدارتها بحكمة واقتدار «ستخوض موحدة أية مواجهة تقررها الغرفة المشتركة، وفق مقتضيات إدارة الصراع مع الاحتلال بالقواعد التي فرضتها المقاومة على مدار سنوات».وقال «تل أبيب ستظل على بنك أهدافنا طالما بقي الاحتلال، ومتى ارتأت قيادة المقاومة دكّ قلب الكيان وضرب عمقه الأمني».وقبل كلمة الناطق باسم القسام، انطلق مسير عسكري، من ميدان خانيونس إلى ميدان بلدة بني سهيلا التي شهدت اعتراض نشطاء الجناح العسكري لحماس العربة التي كانت تقل القوة الخاصة الاستخبارية الإسرائيلية، حيث دار هناك ليل يوم 11 تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، اشتباك مسلح مع القوة الإسرائيلية الخاصة.واصطف عدد كبير من نشطاء الجناح المسلح لحماس الذين وضعوا أقنعة على وجوههم، في الطريق الواصل لبلدة بني سهيلا، وهم يحملون بنادق رشاشة وقاذفات مضادة للدروع، وحملوا رايات الحركة الخضراء.وكان الناطق باسم حماس عبد اللطيف القانوع، قد قال في الذكرى الأولى لتلك العملية «إن عملية «حد السيف» حققت انتصاراً أمنياً وميدانياً فارقاً مع الاحتلال الإسرائيلي، وسجلت تحولاً مهماً في طبيعة المعركة معه وتثبيت قواعد الاشتباك وراكمت نقاط قوة جديدة لقدرات المقاومة تمكنها من مواجهة عدوانه وإفشال أهدافه».وأشار إلى ان دولة الاحتلال لا تزال تعيش أزمة داخلية وتعاني من آثار عملية «حد السيف» التي خاضتها المقاومة الفلسطينية مع جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية، مضيفا أن ذلك «يعكس عمق الأزمة التي أحدثتها وحجم الضربة التي تلقاها الجيش وقادته السياسيون والعسكريون بعد فشل العملية».وأكد القانوع أن المقاومة الفلسطينية «ستظل كابوساً يلاحق الاحتلال ويُسقط قادته ويُفشل مخططاته وكل أهدافه، وإن استراتيجية جيشه وأجهزته الأمنية المتبعة تجاه قطاع غزة آخذة بالتآكل بفعل تطور قدرات المقاومة».وتابع القانوع «لقد شكّل تعاون المجتمع الغزي مع المقاومة الفلسطينية في عملية «حد السيف» حالة وعي متقدمة فشل الاحتلال في كيها وفشل في زعزعة ثقة شعبنا بمقاومته الباسلة».يشار إلى أنه كشف في إسرائيل عن قيام جيش الاحتلال بإجراء العديد من التغييرات في صفوف قادة منظومة الأمن، بعد فشل تلك العملية، كما كشفت تقارير إسرائيلية، في يوليو/ تموز الماضي عن استقالة مسؤول كبير في شعبة الاستخبارات العسكرية «أمان»، على خلفية فشل عملية خانيونس.!!
غزة :«القسّام» تتعهد بالكشف عن معلومات استخبارية تمس بالاحتلال وتنذر: تل أبيب في بنك أهدافنا طالما بقي الاحتلال!!
12.11.2019