الآشوريون أسسوا أولى الحضارات ثم عادوا بعد آلاف السنين لينزحوا إلى بلدان العالم باحثين عن هويتهم.
في بداية الثلاثينات من القرن الماضي اقتنع الآلاف من الآشوريين باستحالة العيش في العراق بعد تدمير قراهم، فنزحوا إلى سوريا حيث لم تمانع سلطات الاحتلال الفرنسية استقبالهم، فاستوطن عشرات الآلاف ضفاف نهر الخابور.أصحاب أولى الحضارات على الأرض، وأهل اللغة والقانون، والعمارة والأسطورة والطوفان، كل واحد منهم نصفه جلجامش ونصفه أنكيدو، وبعد آلاف من السنين، لم تعد الحياة على الكوكب الذي نعيش فيه تعنيهم كباقي البشر. ويشهد نيسان في أول أيامه عيدهم الكبير، عيد رأس السنة البابلية الآشورية السريانية معا، ولكنه يشهد أيضا أحداثا دامية وقعت في الرابع والعشرين منه، ذات يوم، الأحداث التي عرفت باسم “سيفو”.
وحسب التوراة فقد كان آشور أحد أبناء سام الذي استقر شمال ما بين النهرين، ويرى الباحثون أن أصل الكلمة يعود إلى اسم الإله آشور الذي كان يعبد في المدينة المعروفة بنفس الاسم منذ أواخر الألف الثالث قبل الميلاد، فهم الضلع المتكسّر من السامية في العالم، وهم بقايا الحضارة العملاقة التي أسست كل شيء منذ البداية.
بعد انهيار برج بابل
بعد انهيار الإمبراطورية البابلية وزوال الملك العظيم الذي حكم الرافدين وسوريا ومصر ومناطق كبرى من المشرق، بدأ عهد سيطرة الإمبراطورية الرومانية على شرقي نهر الفرات، وسيطر الفرس على المناطق الواقعة غرب الفرات، فتشكلت في المناطق الحدودية عدة ممالك سريانية وعربية شبه مستقلة تابعة لهاتين الإمبراطوريتين مثل “حدياب” و”الرها” و”تدمر” و”الحضر”. واعتنق أهل هذه الممالك ديانات تأثرت بديانات وادي الرافدين والفرس.
وانتشرت اليهودية إلى “حدياب” فاعتنق ملكها إيزاط وزوجته هيلينا الديانة اليهودية في أوائل القرن الأول الميلادي. أما دخول المسيحية إلى “الرها” فقصة وقعت بعد أن راسل الملك أبجر الخامس يسوع المسيح لكي يزور مملكته ويشفيه، فاستجاب له بإرسال أحد تلاميذه، فانتشرت المسيحية فيها، وأصبح مار أداي أسقفا على الرها بحلول العام 100 ورسم بقيذا نفسه أسقفا على “حدياب” سنة 104.
عرف السريان والآشوريون كلمة “ملفان” التي تعني” معلّم” ومع تقدّم الزمن واعتناق المسيحية أكثر فأكثر في القرن الرابع والخامس ظهر ملافنة كبار مثل أفرام السرياني ونرساي وغيرهما. واعتبرت المدارس السريانية في “الرها” و”نصيبين” من أهم المراكز التعليمية في تلك الفترة. وتوصف مدرسة “نصيبين” أحيانا بأنها أقدم جامعة في التاريخ، وتمت ترجمة الإنجيل والتناخ “التوراة” إلى السريانية بالنسخة المعروفة بالبشيطتا والتي تعد من أقدم النسخ المحفوظة للإنجيل، وكتبت العديد من التفاسير وكتب الألحان مثل “بيث غازو” الذي لا يزال يستعمل حتى اليوم في الكنائس السريانية الغربية.
مع العرب والإسلام
مع الفتح العربي للشمال، وصل حكم المسلمين إلى البلاد التي يعيش فيها الآشوريون والسريان، في العام 640، ولم يشتكوا من أي ضغط مورس عليهم أو حرمهم من ممارسات عباداتهم. وكانت اللغات السامية، العربية والسريانية والآشورية مصدر تقارب بينهم وبين المسلمين العرب القادمين من الجزيرة والحجاز، على عكس ما وقع ضد السريان والآِشوريين من البيزنطيين والفرس. واشتهر السريان في الترجمة من اليونانية إلى السريانية ومن ثم إلى العربية في عهد الدولة العباسية، حيث كان معظم المترجمين في بيت الحكمة من اليعاقبة والنساطرة وبرزوا في علوم الطب والرياضيات والفيزياء فاعتمد عليهم الخلفاء، واشتهرت منهم أسرة بختيشوع و يوحنا بن ماسويه مدير مشفى دمشق في خلافة هارون الرشيد، وحنين بن إسحاق المسؤول عن بيت الحكمة وديوان الترجمة وابنه إسحاق بن حنين، وحبيش بن الأعسم وغيرهم. وأصبحت بغداد عند إنشائها مركزا لكنيسة المشرق.
بلاد الرافدين، بلاد ما بين النهرين، ما بين دجلة والفرات، وكذلك المسرح الحضاري الإنساني وصولا إلى البحر المتوسط، حيث سوريا، الفضاء الذي شهد ولادة هذا الشعب، وتشكيله لحضارته الأولى، بابليون وآشوريون وسريان، عاشوا على هذه الأرض، صعدوا وهبطوا، غمرتهم الأحداث والظروف، وحين بدأ الوعي القومي ينشأ بين الشعوب مع مد الثقافة القومية الأوروبية، وصراع العالم، كانت “زهريرا دبهرا” الجريدة التي صدرت في أورميا كأول صحيفة سريانية ناطقة بإحدى لغات ما بين النهرين السامية العريقة، هي نقطة البداية، وأورميا هي إحدى المدن التي تقع اليوم في شمال إيران، ولكنها كانت حين صدرت فيها “زهريرا دبهرا” في العام 1849، في النطاق المتنازع عليه ما بين العثمانيين والروس، في أورميا كما في غيرها، عرف السكان من الآشورييين والسريان والعرب وبقية الشعوب المتشاطرة في الحياة، ما سمي حينها بالإرساليات الدينية التبشيرية، التي قامت الدول الغربية بإرسالها لتغيير المذاهب المسيحية من الكنيسة الشرقية إلى الكنائس الغربية، فدخلت مع تلك الإرساليات المطابع والأزياء الأوروبية والمزيد من الثقافة.
وكان أول من وقف ضدّ تلك الإرساليات أكراد المنطقة، ووجهاؤها وشيوخها منهم، وكانت قد بدأت تنشأ إمارات كردية في المنطقة بعلم العثمانيين وتفويضهم وتحت سلطتهم ورغما عنهم في أحيان كثيرة، أراد أمراءها كالأمير الكردي محمد الراوندوزي تطبيق إدارتهم وأحيانا فرض الإسلام على بعض مكونات هذا الفضاء الواسع بالقوة، فوقعت أحداث دامية ضد الآشوريين والسريان وأيضا ضد الأكراد اليزيديين، في مناطق حكاري وبرواري وبوهتان حيث الأمير بدرخان وحتى سنجار وفي سهل نينوى العراق.
الإرساليات الدينية وتقسيم المنطقة
كان مجيء العام 1895 محملا بالمزيد للشعوب السريانية والآشورية التي واجهت صدّ صعودها العنيف من قبل الجميع، وكانت كل منطقة تصل إليها الحملات التبشيرية باسم حماية الأقليات أو تغيير المذهب والكثلكة أو التحول إلى البروتستانية تصبح هدفا لأحداث دامية ستقع فيما بعد. ولم يكن للسريان كالآشورين نزعات قومية عالية تطالب بحكم ذاتي أو استقلال عن السلطنة، ولكن الفوارق العلمية والمعيشية والمهنية ما بين مسحييي المنطقة ومسلميها، والتي تسبب فيها وجود الإرسالية، جعلت السلطان العثماني يقلق، فقرر إغلاق المدارس والإرساليات وحصرها بفرماناته.
بدأ العصف ضد الآشوريين والسريان، لارتباطهم بالدول التي ترسل تلك الحملات، وفي معظمها كانت دولا تخوض حروبا ضد العثمانيين كروسيا والغرب، فتغيرت معالم المنطقة، ونزح الآشوريون والسريان جنوبا نحو سوريا والعراق، وظهر حينها الزعيم الروحي الذي سيقود وورثته الشعب الآشوري إلى بدايات القرن العشرين وأحداثه الكارثية، مار شمعون الذي ترأس السلطة الدينية والسياسية للآشوريين.
مار شمعون والحكم الذاتي
وعد العثمانيون مار شمعون بنيامين، بالحكم الذاتي، إذا وقف ضد الروس، وقام بضبط الشعب الآشوري والسرياني وعدم السماح لبعض فئاته بطعن خاصرة الدولة العثمانية التي تحارب القيصر الروسي حينها. وقد التزم مار شمعون بنيامين بالوعد، ومنع الآشوريين من الانضمام إلى تمرّد الأرمن، وتحمّل ضغوطات كبيرة، منها اختطاف شقيقه هرمز شمعون من اسطنبول ونقله إلى الموصل للضغط عليه كي يوافق على دخول الآشوريين الحرب ضد العثمانيين، ولكنه رفض، وقال: “حياة رعيتي أهم من حياة أخي”، فتم قتل هرمز وتغلبت العشائر الآشورية على رأي مار شمعون وأعلنت الحرب ضد العثمانيين في 10 مايو من العام 1915.
أعطت روسيا وعودا للآشوريين بحمايتهم، ولكنها لم تفعل، فلجأ مار شمعون وشعبه إلى الجبال، وتمت محاصرتهم، فكتب مار شمعون رسالة إلى الروس جاء فيها: “بعد شهر من المعارك مع الأكراد، أرسل مهدي باشا حاكم الموصل العثماني وحدات عثمانية مدونة بمدافع ثقيلة، فقاموا باحتلال قرانا وحرقها… يعيش الآشوريون الآن في قمم الجبال في “تياري” و”تخوما” و”ديز"، وهم يموتون بسبب نقص الغذاء. ليس لدينا أي عتاد والأتراك يحاصروننا، لقد نفدت خياراتنا”. ولكن الروس لم يستجيبوا، فساق مار شمعون شعبه عبر الجبال إلى سهل أورميا وأسكنهم في سالماس وأورميا، بعد أن فقد الآلاف حياتهم جوعا في الطريق الوعرة بين الجبال.
ووقعت الأحداث التي راح ضحيتها الآلاف، وما تزال تحقيقاتها جارية حتى اليوم، فلم يحسم العالم موقفه منها بعد أن رفض كل طرف الاعتراف بمسؤوليته عن وقوع ما سمّاه الآشوريون والسريان باسم “سيفو” فيقولون ” شاتو سيفو” أي “عام السيف” العام 1915، الذي عرف النزوح والترحيل أكثر نحو الجنوب حيث سوريا والعراق.
خذلان روسيا والنتائج على الآشوريين
في العام 1917، تراجع الروس، بسبب أحداثهم الداخلية والثورة الشيوعية التي قامت ضد القيصر، وانسحب الجيش الروسي من الجنوب وانسحب معه الثوار الآشوريون، ولم يعد لهم من داعم سوى الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى، فأقاموا جسرا مع البريطانيين القادمين للحلول محل الأتراك، بعد أن احتل الإنكليز بغداد في مارس من العام 1917. وشكّل الآشوريون في أروميا في العام 1918 حكومتهم المدنية الأولى، ولكن قائد الأكراد “سمكو” أجهز على زعيم الآشوريين مار شمعون، مما أدى إلى رد فعل عنيف من الآشوريين ضد القرى والأهالي المسلمة في دلمان وسلماس وعادت الفوضى، التي التقطها البريطانيون، حيث قرروا التمدد عسكريا إلى الشمال وطلب دعم الآشوريين والأرمن، ضد الأكراد، الذين صمدوا في وجه الإنكليز، فقررت بريطانيا نقل الآشوريين إلى المناطق التي تتبع سيطرتهم، وهكذا نزحوا إلى بعقوبة والحبانية في العراق، حيث أقام لهم الجيش البريطاني مخيمات للجوء، ثم أعيد توطين هؤلاء بعد العام 1925 في مجموعة من القرى في شمال العراق.
المطالبة بالاستقلال
استمرت الزعامة الروحية والسياسية لأسرة شمعون، فطالب بطريرك كنيسة المشرق مار شمعون الثالث والعشرون بحكم ذاتي للآشوريين في شمال العراق وعرض البطريرك هذه المطالب على عصبة الأمم في العام 1932. وأرسلت إلى عصبة الأمم عدة وثائق من الآشوريين في العراق حدّدوا فيها مطالبهم قبيل إنهاء الانتداب البريطاني على العراق، طالبوا فيها بنقل اللاجئين إلى دولة تحت سيطرة قوة أوروبية، وفضلوا بذلك سوريا التي كانت لا تزال تحت الانتداب الفرنسي. والطلب الآخر في 16 يونيو من العام 1932 بعد أن اجتمع البطريرك مع قادة الآشوريين في “العمادية” ورفع المجتمعون وثيقة إلى الحكومة العراقية وعصبة الأمم تدعو إلى الاعتراف بالآشوريين واستخدام تعبير “شعب” ضمن مكونات العراق. وطالبت الوثيقة بإنشاء منطقة حكم ذاتي للآشوريين، والاعتراف بمار شمعون زعيما روحيا ودنيويا عليهم. رفضت الحكومة العراقية هذه المطالب، وقال نوري السعيد إن الآشوريين لا يشكلون سوى ربع مسيحيي لواء الموصل، ولذا لا يحق لهم بالمطالبة بمقعد في البرلمان. ورفضت تركيا السماح للاجئين بالعودة لقراهم. وبعد أن وصل كمال أتاتورك إلى السلطة، قرر ترحيل من تبقى في الجنوب إلى منطقة الجزيرة الفراتية العليا وشمال سوريا، فهاجر الآشوريون والسريان إلى الحسكة وحلب وغيرهما، ونزح كثير منهم إلى القامشلي مقابل نصيبين التركية، وكذلك بيروت التي بنت لهم المخيمات ثم أسست لهم حيا عرف بحي السريان، وما زالوا في لبنان ومنهم عائلات كبيرة شهيرة.
أصبحت قضية الشعب الآشوري والسرياني قضية عالمية، بعد أن استقال اللواء الآشوري الذي شكلته بريطانيا من الجيش العراقي احتجاجا على رفض مطالب البطريرك، وناقش العالم كيف يمكن توطين هذا الشعب في كردستان العراق، أو في كندا، ولم يتم الاتفاق على أي من تلك المقترحات. واستمر المقاتلون الآشوريون في ثورتهم حتى وقعت المواجهة بينهم وبين الجيش العراقي، في سميل، في العام 1933، بعد إعلانهم عن نواياهم بتأسيس كيان مستقل تدعمه بعض الدول الغربية، ولكن الجيش قضى على قواهم العسكرية، مما اضطرهم إلى الهجرة عبر الحدود إلى سوريا على مجرى نهر الخابور، حيث استوطنوا هناك وعاشوا كسوريين، بعد أن طلبت منهم بريطانيا مطالبة عصبة الأمم بضم الموصل إلى العراق، كي تمنحهم حكما ذاتيا، وبعد أن تم ضمها إلى السيطرة البريطانية تخلت عنهم كما تخلى عنهم الروس.
في طريق رحلتهم إلى الجزيرة السورية، كان المقاتلون قد انهكوا تماما وقرّروا ترك السلاح. ويروي العقيد البريطاني رونالد ستافورد أثناء زيارته للمنطقة دهشته لرؤية الآشوريين مكسوري الروح وهم أهل الجبال المعروفين بالصلابة. واقتنع الآلاف منهم باستحالة العيش في العراق بعد تدمير قراهم، فنزحوا إلى سوريا حيث لم تمانع السلطات الفرنسية توطينهم بها، فاستوطن عشرات الآلاف ضفاف نهر الخابور في محافظة الحسكة مجاورين للسريان الغربيين الذين استوطنوا هناك عقب أحداث “سيفو”، وأسسوا في تلك الأنحاء أكثر من 30 قرية أهمها تل تمر، وتم نفي مار شمعون إلى قبرص، على يد القوات الجوية البريطانية، ثم رحل إلى الولايات المتحدة الأميركية ليؤسس كنيسة المشرف الآشورية في شيكاغو في العام 1940. وبعد ثماني سنوات، في العام 1948 اجتمع مار شمعون مع ممثلي دول العراق وسوريا وإيران في واشنطن وطالب أتباعه بالعيش كمواطنين “مخلصين أينما أقاموا في الشرق الأوسط”.
هوية بلا غيتو
من يعرف الجزيرة السورية، يدرك كم كان الآشوريون والسريان يرغبون في العيش كمواطنين كاملي المواطنة، محافظين على هويتهم، دون أن تصطدم تلك الهوية مع المكونات الأخرى، فاختلطوا مع العرب، وتشاركوا معهم في زراعتهم وتجارتهم وحياتهم، وظهرت منهم شخصيات فكرية وثقافية وفنية كبيرة، وانخرطوا في الحياة السياسية السورية، حتى وصل بعضهم إلى مناصب كبيرة.
في الثلث الأول من القرن العشرين فتح العالم الغربي لهم باب الهجرة ولم يغلقه، وكان المرء يرى في ساحة المرجة في دمشق ملصقات باللغة الإنكليزية والفرنسية مكتوب عليها “مطلوب مهاجرين سريان ـ آشوريين”.
واستمرت هجراتهم في القرن العشرين، فكتب كبرئيل موشي كورية، مسؤول المكتب السياسي لـ”المنظمة الآشورية الديمقراطية” في سوريا،: “إن الهجرة بدأت منذ قيام دولة الوحدة بين سوريا ومصر عام 1958، عندما فرضت قيود كبيرة على ثقافتهم.
حينها لجأ عدد كبير منهم إلى لبنان، ومنها إلى أوروبا وغيرها، جراء اشتداد الحرب الأهلية اللبنانية، ولا توجد إحصاءات دقيقة لأعداد الآشوريين السريان في سوريا، الذين يقدر عددهم تقريبا بنحو 200 إلى 250 ألفا”. ولكنهم استمروا أيضا في معارضتهم النظام الديكتاتوري الذي نشأ في سوريا بعد وصول البعث إلى السلطة، فيقول القيادي في “المنظمة الآشورية الديمقراطية” عبد الأحد اسطيفو وعضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري المعارض إن المنظمة كانت “الأكثر انخراطا في الحالة الوطنية السورية من خلال شراكتها وتحالفاتها في أطر المعارضة الوطنية الديمقراطية”.
الآشوريون ثائرون على نظام الأسد
يؤكد مسؤول “اتحاد تنسيقيات السريان الآشوريين” جورج كورية عدم وجود أية مشاريع انفصالية لدى الآشوريين السوريين إلا أنهم يطالبون بـ”الحقوق القومية المشروعة ضمن سوريا”، ويضيف “أهدافنا هي الدفاع عن الحقوق القومية للشعب الآشوري كمكون أساسي وأصيل في وطنه سوريا، والسماح له بتدريس لغته القومية واعتبارها لغة رسمية تدرس في المناهج الدراسية، والحفاظ على العادات والتقاليد التي ورثها منذ آلاف السنين، وحرية ممارسة شعائره الدينية وطقوسه، والعمل من أجل بناء دولة ديمقراطية علمانية مدنية تعددية على مبدأ المواطنة الحرة لجميع أطياف ومكونات الشعب السوري وعلى مبدأ سوريا للجميع ولكافة أبنائها”.
ويضيف كورية “تنسيقيات السريان الآشوريين في الداخل والخارج شاركت منذ البداية في التظاهرات السلمية جنبا إلى جنب مع بقية المكونات، كما ساهمت بفعالية في تشكيل لجان دعم ومساندة الثورة السورية وبالأخص إعلاميا لتعريف الثورة ونشر أخبارها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو عن طريق المقابلات ونشر الفيديوهات على نطاق واسع. وكردة فعل على هذه المشاركات قام النظام القمعي يوم الجمعة 20 مايو 2011 بمداهمة مقر المنظمة الآشورية في مدينة القامشلي وصادر محتوياته واعتقل 13 قياديا منها بعد عودتهم من المشاركة في المــظاهرة”.
قادة في الجيش الحر
رفع العلم الآشوري في الثورة السورية جنبا إلى جنب مع علم الثورة السورية، وشارك الآشوريون في الحراك السلمي ثم العسكري ضد نظام بشار الأسد، يقول القيادي الآشوري في الجيش الحر ريمون يوخنا إن “المشروع السياسي الآشوري هو “إقامة دولة مدنية ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان والمواطنة بغض النظر عن الدين والمعتقد والجنس، والاعتراف بكل مكونات الشعب السوري وحقوقه”.
ويؤكد عبدالأحد اسطيفو أن “السريان والآشوريين هم كغيرهم من مكونات المجتمع السوري، فيهم من يدعم الثورة وفيهم من يوالي النظام وفيهم من يقف على الحياد والبعض مازال متحمسا للثورة، وآخرون تعبوا من تداعياتها وينشدون الخلاص وعودة الحياة إلى طبيعتها شأن الكثير من السوريين، كما أن البعض اختار طريق الخلاص له ولأسرته عبر الهجرة“.
الآشوريون في سوريا الضلع السامي المنسي وبقايا حضارة عملاقة !!
بقلم : إبراهيم الجبين ... 05.04.2014
المصدر: العرب