أحدث الأخبار
الخميس 21 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
" مجرد أنثى" من الدنمارك إلى حيفا!!
بقلم :  خلود فوراني سرية ... 06.05.2018

أقام نادي حيفا الثقافي مساء الخميس 03.05.2018 أمسية ثقافية خاصة استضاف فيها المترجمة المغتربة سوسن كردوش قسيس وإشهار رواية "مجرد أنثى" وقد ترجمته عن الدنماركية للأديبة ليزرا نورغورد.
كانت البداية لمسة وفاء للمناضلة الفلسطينية ابنة الناصرة، طيبة الذكر صبا الفاهوم.
أما افتتاحية الأمسية والترحيب بالحضور الواسع فقدمه رئيس نادي حيفا الثقافي المحامي فؤاد مفيد نقارة، بارك بعدها للكاتبة نوال حلاوة إصدارها الثاني بطبعته الثانية رواية " العنكليزي".
وختم بدعوته للمشاركة في النشاطات الثقافية المختلفة في البلدات بما فيها أمسية النادي الأسبوع القادم الأخيرة لهذا الموسم قبل حلول شهر رمضان المبارك.
تولى عرافة الأمسية الإعلامي نايف خوري، فكان له تقديم متميز ولافت عن نشاط النادي والقيمين عليه بشكل عام وللأمسية وموضوعها وضيفتها بشكل خاص.
أما في باب المداخلات فقدم المترجم د. نبيل طنوس مداخلة تحدث فيها عن ترجمة الأدب والتثاقف المتبادل الضروري بين الحضارات، بما فيه كتاب الأمسية ومترجمته.
كمُترجم له باع وذراع في المجال، قال د. طنوس إن الترجمة وسيلة للتواصل وبناء علاقات إنسانية سليمة بين فئات المجتمع الإنساني.
وتطرق لأقوال أديبين من شعبين مختلفين بالموضوع كقول طيب الذكر سلمان ناطور بأن الأدب هو الصندوق الأسود لكل شعب ويجب أن نفتح هذا الصندوق كي نتعرف على الشعوب الأخرى.
أما عن بروفيسور أ. ب. يهوشواع فقال إننا نستطيع أن نتعرف على شعب حسب الجوانب الإيحائية عنده.
وأردف، أن الترجمة هي عملية نقل نص أصلي من لغة لأخرى، نقل من ثقافة المصدر بما يحتويه النص من صور حسية ورغبات وإيحاءات وغيرها...
فكل لغة تنتمي إلى ثقافة معينة وعلى المترجم أن ينقل هذه الشحنات الثقافية. لأنه ينقل الحالة الموجودة إلى اللغة المقصودة وقد تؤدي إلى إشكالات كبيرة.
تحدث بعدها عن أنواع الترجمة كترجمة الدلالات، المواضيع، الترجمة السياسية والثقافية بهدف التعرف إلى الآخر وإبراز جمالية أدبه.
أما عن مسؤولية المُترجِم ففي اختيار المضمون، سلامة اللغة، الإضاءات والميتا ترجمة (ما وراء الترجمة).
وفي حديثه عن كتاب " مجرد أنثى" بنصه العربي فقد أشاد بترجمة سوسن للكتاب ودقتها وبراعتها لدرجة أن القارئ العربي يكاد يحسبه نصا أصليا لا مُترجما.
وختم بتناوله عتبة الكتاب وغلافه والدلالات والألوان في لوحة الغلاف ورموزها.
كانت المداخلة الثانية للمؤرخ د. جوني منصور فتحدث فيها عن مضامين الكتاب حيث قال إن " مجرد أنثى" هو سيرة ذاتية لكاتبة دنماركية عمرها اليوم يناهز المئة عام. ولها نشاط زخم في الإعلام والصحافة والدفاع عن حقوق الانسان. وكون الكتاب سيرة ذاتية فهو محصور بإطار زمني، تتحدث فيه كاتبته عن مجتمع محافظ وعن الروابط العائلية على مستوى العائلة الموسعة وعن الاستفاضة بالعادات والتقاليد والأصول المتبعة في المجتمع الدنماركي.
كما تناول أهمية نضال الأنثى لنيل حقوقها واختراقها الحواجز التي حالت دون تحررها من أجل بناء مجتمع من بيئة متزمتة ومتشددة.
وعن ترجمة سوسن للكتاب لاقى دورا لهذه الترجمة في تناغم النص المترجم مع التوضيحات الكثيرة التي أشارت إليها. والنص المترجم ملائم لحالة مجتمعنا بين حياة القرية وحياة المدينة.
وفي ختام كلمته شكر المترجمة على هذا الموروث الثقافي الذي ما كُنا لنتعرف عليه لولا ترجمتها له.
وفي الفقرة الأخيرة كانت الكلمة لصاحبة الأمسية وكمغتربة تقيم في الدنمارك، تحدثت باستفاضة مستعينة بمعروضة محوسبة عن تاريخ هذا البلد مرورا بالحروب التي طالته ونتائجها والتغييرات التي مر بها المجتمع الدنماركي، كما تناولت الحياة في الدنمارك متناولة الجانب ا، العائلي، الاجتماعي، الاقتصادي، السياسي، العادات، التقاليد والموروثات.
وفي خضم عرضها الموضوع أشارت إلى أن الدنماركيين فخورون جدا بمنتجاتهم المحلية ويشجعون على استهلاكها.
وتحدثت طبعا عن صاحبة رواية " مجرد أنثى" الأديبة الإعلامية ليزا نورغورد وعن موقعها في المشهد الثقافي وغيره في بلادها ومساهمتها في الارتقاء بمجتمعها مقارنة إياها بأديبات ومبدعات من الزمن الغابر في مجتمعنا الفلسطيني كمي زيادة، سميرة عزام، كريمة عبود وغيرهن.
وبفقرة زجلية مع الزجال وائل أيوب كان الختام لنعود ونلتقي يوم الخميس القادم 10.05.18 في الأمسية الاحتفائية لذكرى ميلاد شاعر العروبة والوطن سميح القاسم. بمشاركة د. نبيه القاسم، الأديب محمد علي طه، الإعلامي وديع عواودة، الإعلامي وطن سميح القاسم وعرافة الأديبة أنوار الأنوار.

1