في كثير من الأحيان نسأل لماذا هواء الفجر نظيف ونقي؟ لأن المنافقين يكونوا نيام”. من هذه البوابة أبدا حديثي عن موضوع قديم حديث متجدد متغير متحول مثل فيروس الكورونا المستجد الذي يغير خصائصه بعد كل فترة حتى بات إيجاد لقاح له صعب للغاية إلى الآن مثل النفاق تماما ، وهكذا هم بعض البشر يبرعون بالتلون والتغير والتبجح لكن يظلون منافقين مخادعين تبعا لأهوائهم ومصالحهم الشخصية، لكن هل هذا التلون أصبح العملة الرائجة الآن ولولاها لا تمشي الحياة بميزان العدل الذي شرعه الله؟!
يا معشر البشر كيف تصلون وتصومون وتحتجبون لكن تسقطون الخشية من الله من حساباتكم عندما تكذبون وتنافقون وتنصرون الباطل على حساب الحق ولا تألون جهدا لإجهاض الحق ولتفعيل الباطل لإنّ النفاق وهو زيف أخلاقي يبرهن على قيمة الأخلاق الصحيحة. هو أن تقول ما لا تفعل و تظهر عكس ما تخفي في قلبك، أن تظهر الخير وتكتم الشر، أن تذيع الحب والاحترام وتخفي الكره والحسد، والمنافق هو الشخص الذي يتسم بهذه الصفة لأنه يمتلك وجهان يظهر أحدهما حسب الموقف الذي يمر به؛ فالنفاق من أسوأ الصفات التي يتصف بها الشخص فهي تنشئ البعد والكره بين الناس وتفرّق بينهم.
لماذا رقابة الضمير معطلة عند هؤلاء؟ هل بات إرضاء الطغاة ومحور الشر أهم عندكم من اليقين بوجود الله الذي شرع قوانين الأرض العادلة لتناسب الطبيعة الإنسانية وإن تصبغت ببعض الشر؟ لماذ الخوف من البشر أعظم عند هؤلاء من الخوف من الله؟ ندرك تماما بأن الكذب والنفاق هما منجاة الضعيف الذي يبحث عن أقصر الطرق للربح السريع. أنا منافق إذا أنا موجود، هذا حالهم اليوم وغداً و ربما بعد الغد، ولكن مهما ارتفعوا للقمة سيبقون فى ظلمات الأنفاق، سيظلون تحت الأرض كالأفاعي تستبيح النور فقط لمداهمة فريستها. المنافق لسانه يسرّ و قلبه يضرّ وهم في مجتمعنا وبيننا تماما مثل الفيروس بل انهم اشدا فتكا بالعلاقات الانسانية وهدم السلام في البيوت من الفيروس الذي قد نأخذ العلاج به ونشفى، لكن كيف يشفى مجتمعنا من هذه الفئة الضالة التي تفتك بالسلم العائلي كل يوم؟
مكافحة هذا النوع من الآفات المجتمعية ضرورة حتمية درءا لمخاطر قد تحولنا إلى روبوتات خالية من محاسبة الذات وغياب الضمير. الوضوح والصدق والصراحة المعتدلة هم منجاة القوي و الذي لا يخاف من قول الحق لومة لائم، ان تسلحنا بهذه الصفات سيعمر مجتمعنا بقيم تصلح لكل زمان ومكان مهما كانت المغريات التي قد تجعلنا نحيد عن بوصلة الحق وميزان العدل..
قال ويليام شكسبير:" أعطاك الله وجهاً، وأنت تصنع لنفسك اَخر".
لا تصنع لنفسك وجها بل اصنع لنفسك كيانا وهوية واسلك طريق الحق وان خلا من العابرين وانفض عن عقلك كل فكر شاذ لا يمت للطبيعة الإنسانية بصلة. ايجاد لقاح لفيروس كورونا أمر سيحدث عاجلا ام آجلا، لكن ايجاد الدواء لهؤلاء المتلونين أشبه بالمستحيل لأن العلاج ينبع من ذات الإنسان بعيدا عن أي مؤثرات خارجية. فعلاج بعض الخصال السلبية امر يتطلب جهد شخصي وإرادة وعزيمة ثم قرار. فدع قرارك أن تكسب نفسك لا ترميها إلى التهلكة. ولا تكن أخطر من فيروس لا يرى بالعين المجردة ..
اخطر من كورونا!!
بقلم : مها صالح ... 03.05.2020