هل المرأة تحتاج الى يوم واحد في السنة لتعرف فيه عن مكنوناتها؟ هل المرأة بهذا اليوم فقط تستذكر ما مر عليها وما المفترض أن يأتي؟ هل المرأة عدوة نفسها وتحاول بهذا اليوم أن تظهر الوجه الجميل منها فقط؟ هل هي ضحية جهلها بما يجب أن تعرف أم مسترجلة ولا تبحث عن من يدافع عنها أو يمنحها حقها بالعيش الكريم ؟
نحاول بهذه الاسئلة كمقدمة أن نجيب عن ما يختلج في نفس المرأة وما يراودها من أوهام حقيقية أو ربما حقائق خيالية. مما لا شك فيه بأن المرأة وإلى الان وفي الكثير من المجتمعات العربية ما يزال يهضم حقها في شتى مناح الحياة وأهمها حقها في العمل، اختيار شريك حياتها، التعبير عن رأيها بحرية، حقها في أن تكون إمرأة كاملة السيادة على نفسها.
تستحق المرأة أن تأخذ حظها من الحياة بعيدا عن المعوقات المصطنعة التي توضع بطريقها إما من المجتمع أو من الأسرة أو من أنظمة البلد وقوانينها. المرأة بما لديها من طاقات مؤهولة لكن غير مكتشفة قد تضعها في خانة الظل لا يراها أحد ولا يعمد إلى صقلها بشر لذلك وجب علينا نحن كأناس واعين وداعمين للمرأة أن نضع للمرأة نبراسا لترى ما هو محجوبا عنها كفتح حلقات أو ندوات عن طريق مراكز متخصصة للتأهيل المعنوي والنفسي والفكري وتوعية المرأة بحقوقها وما لها وما عليها وتمكينها ضمن معايير وأسس معينة.
عندما نتطرق الى مصطلح "تمكين المرأة" يجب أن نحدد مفهوم "تمكين المرأة" لأنه مطاطي وقد يفهم على أنه تشجيع لها على التمرد على عاداتها وتقاليدها ولربما دينها, لكن ما يقصد هنا من تمكين المرأة هو تبسيط وتسخير كل المعوقات الحياتية والأسرية التي تحول دون وصول الفتاة أو المرأة إلى هدف أو رؤية تجعلها إنسانة واعية ومنتجة ومفكرة مما يسهل عليها النهوض بنفسها أولا ثم بمجتمعها الذي سيلحق بركب ارتقاءها ورفعتها لتقدم دعوة مجانية للكثير من النساء بأن يحذوا حذوها وربما يتفوقوا عليها بما يخدمهم ويعطيهم ديمومة نجاح وعمل مشرف.
نجاح المرأة لا يصفق له بيد واحدة بل بكلتا اليدين وحتى يتحقق هذا الشرط وجب علينا أن نكف عن إطلاق الشعارات الرنانة التي تنادي بالمساواة مع الرجل والتي تصدح في كل وسيلة إعلامية أو تكنولوجية. كل ما ننادي له أو نطالب به يجب أن يترجم إلى أفعال على أرض الواقع كفتح مراكز أو مؤسسات أو جمعيات للتوعية والإرشاد لأن أكبر معضلة تواجه المرأة هو عدم وعيها بما يجب أن تفعل وتفهم. الجهل بالشيء لا يحرك حجرا على حجر لذلك اللبنة الأساسية للبناء هو الفهم أولا، الإرادة ثانيا، توفير البيئة الخصبة لتنثر فيها مكنوناتها ثالثا، وأخيرا وليس آخرا المحافظة على الاستمرارية مهما كانت المصاعب.
لا أطالب بالمساواة مع الرجل لأن المرأة ضمنيا تحتل السواد الأعظم من الانجازات سواء أكانت ربة منزل أم إمرأة عاملة لأن طاقات المرأة تفوق الرجل بأضعاف لكن لا نستطيع أن ننكر التربية الذكورية عند الكثير من الأسر العربية بأن يحق للذكر ما لا يحق للفتاة وعلى هذا" الفكر الضال" وجدت الفجوة وكبرت وأدت إلى مشاكل مجتمعية فاقمت من إنكار حق المرأة في عدة جوانب قد ذكرتها آنفا، لكن أطالب بفهم المرأة وإعطائها المساحة الكافية لتعبر فيها عن نفسها وقدراتها بما يتلاءم مع بيئتها والمحيط الذي تعيش فيه.
"الحق ينتزع ولا يمنح"
انثري أيتها المرأة عبير جمالك على كل قبح ينادي بأنك لا شيء وكوني بإرادتك كل شيء....
يوم المرأة وما لها وما عليها!!
بقلم : مها صالح ... 06.03.2018