أحدث الأخبار
الخميس 21 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
ضرب الزوجات بين الادعاءات والحق الالهي والإنساني!!
بقلم : منال الكندي ... 05.09.2016

كنت في جلسة نسويه تضم مختلف الأعمار، ودارت عدة قضايا حول بعض قضايا القرآن التي لها علاقة بالمرأة، و تفاجأت بسؤال من فتاه بعمر الزهور ، تجادل بسؤالها عن (لماذا الله أمر الرجل بضرب زوجته إذا خاف منها النشوز؟؟) مستندة بالآية القرآنية (وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً) النساء:34
فسألتها إذا بحثت عن إجابة لهذا السؤال، وهل قرأت بتمعن عن الموضوع. فأجابت بأنها، قرأت في تفاسير المذاهب ووجدت بأن الجميع يقر ضرب الزوج لزوجته إذا خاف نشوزها، وتستغرب إلا يحق للمرأة أن تضرب الزوج في حالة نشوزه.
فسألتها وهل بحثت عن معنى النشوز أو الضرب في القواميس، فأجابت لم تبحث ولكنها تعرف بأن الضرب يعني كما هو متعارف لدينا الضرب والأذى، والنشوز بمعنى أن الزوجة لم تمتثل لأمر من أوامر زوجها.
حقيقة بأن هذا السؤال يعتبر من الشبهات المثارة حول الإسلام إدعاء أن القرآن يبيح للزوج ضرب الزوجة، ولقد قرأت كثير من المقالات والكتابات لمعادون للإسلام يستدلون بالقرآن حول قضايا يتم عن طريقها تشويه الإسلام من خلال قضايا المرأة متهمين بأن الإسلام انقص من قدر المرأة وأعلى من قدر الرجل، بالرغم أن الآيات واضحة بأن الله أوضح الواجبات والحقوق بين كل عبيده سوى ذكراً أو أنثى، وأقر بالعقاب والجزاء لكل منهما كلا حسب عمله.. ومن تلك القضايا هذه الآية التي تتعلق بعلاقة الرجل والمرأة ومسألة ورود الضرب.
وللأسف بما أننا أمة أقرا ولكن لا نقرأ وإن قرأنا لا نستوعب الكثير، ولكن تفننا في تقليد أسوأ ما عند الغرب وإعادة كلماتهم وإدعاءاتهم كالبغبغاء بدون أي وعي أو بحث أو تدبر في ترديد تلك الشبهات، ونتناسى أو ننسى بأن قرأتنا لتلك التفاسير ليست هي النهاية، فأصحاب تفاسير المذاهب، بشر قرأوا واجتهدوا ومنهم من أصاب ومنهم من أخطأ، والله سبحانه وتعالى، خلق لنا العقل، وبين لنا الحق من الباطل لنتدبر ونعي ونجتهد، حتى وإن استعصت لنا حكمته، رغم أن حكمته هي رحمة لنا فكل ما أقره وكتبه لنا من خير أو شر..
سأحاول من خلال مقالي هذا أن نتدبر معنى الآية والحكمة بما جاء بها، لنعي بأن الله لطيف بعباده رحيم بهم، وإن من لطفه ورحمته على المرأة إذا خاف الزوج من نشوزها، أن يسلك معها أكثر من طريقة محاولة للإصلاح بينهم والعودة للخير والمعاشرة الطيبة واستمرار الحياة بما يرضي الله ويرضيهم. ولكي تستقيم الحياة على المودة والرحمة بعيدا عن الأذى والعنف.
حيث لا يجوز للزوجة أن تمتنع من أداء واجباتها تجاه الزوج، كما لا يجوز للزوج الاعتداء على الزوجة بالضرب أو الايذاء أو سوء المعاشرة، و لو عاملها معاملة مهينة أو ضيق عليها بحيث وقعت في العسر و الحرج يمكنها الرجوع الى الحاكم الشرعي ( المجتهد الجامع للشرائط ) أو المحاكم العادلة لإجبار الزوج على حسن المعاشرة أو تطليقها و أخذ حقوق الزوجة منه.
خلق الله الإنسان وجعل منه زوجين ذكر وأنثى، وأراد أن يكون الرباط الذي يجمعهما قائما على المودة والرحمة وحسن العشرة. وحفاظا على هذا الرباط، وهو عقد الزواج الذي سماه القرآن بالميثاق الغليظ، واستمرارا للمعاشرة الطيبة بين الزوجين، بين الحق سبحانه الحقوق والواجبات المتبادلة بينهما وجعلها قائمة على الود والتراحم والاحترام المتبادل.
سنورد في البداية معنى النشوز حسب ما جاء عند المفسرين:
النشوز عند المفسرين:
قال القرطبي: " المرأة الناشز هي الكارهة لزوجها السيئة العشرة"[5].
وقال ابن كثير: "المرأة الناشز هي المرتفعة على زوجها، التاركة لأمره المعرضة عنه، المبغضة له"[6]
وقال الطبري: " قوله نشوزهن فإنه يعني استعلاءهن على أزواجهن، وارتفاعهن عن فرشهم بالمعصية منهم، والخلاف عليهم فيما لزمهن من طاعتهم فيه، بغضا منهن وإعراضا عنهم"[7]
والنشوز يكون من الزوج كما يكون من الزوجة، وهذا ما أشارت إليه الآية 128 من سورة النساء: "َإِنْ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً"[8]
يقول الطبري رحمه الله في معنى نشوز الزوج الوارد في هذه الآية: "يعني استعلاء بنفسه عنها إلى غيرها، أَثَرَة عليها، وارتفاعاً بها عنها، إما لبغض، وإما لكراهة منه بعض أشياء بها، إما دمامتها، وإما سنها وكِبَرها، أو غير ذلك من أمورها"[9].
وقد يكون النشوز من الزوجين معا، وهو ما عبر عنه الحق سبحانه وتعالى بالشقاق، قال سبحانه: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقْ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً) النساء 35
قال الطبري رحمه الله في تفسير معنى الشقاق: "ذلك مشاقة كل واحد منهما صاحبه، وهو إتيانه ما يشقّ عليه من الأمور، فأما من المرأة فالنشوز، وتركها أداء حقّ الله عليها الذي ألزمها الله لزوجها؛ وأما من الزوج فتركه إمساكها بالمعروف، أو تسريحها بإحسان"[10]
وقال الطاهر بن عاشور رحمه الله: " وهكذا يلاحظ أن أقول المفسرين متقاربة في معنى نشوز الزوجة، وهو عصيانها وتمردها وكراهيتها للزوج وخروجها عن طاعته، كما يلاحظ أن معنى العصيان في الفراش لم يتردد عند جميع المفسرين، بل ذكره البعض منهم فقط"[11]
يتضح لنا بأن النشوز، هو الخروج عن المعتاد أو الطبيعة سوى من الزوج أو الزوجة، وفي كل الأحوال، يحث الله الزوج والزوجة وكل من لهم علاقة بهم، أن يصلحوا بينهم، وإن كان هناك أي تأديب، يكون بالإبعاد والفصل بعيدا عن العنف والأذى، حتى تهدأ النفوس ثم تعود صافية بينهم..
أما بالنسبة لكلمة الضرب التي وردت في الآية كتأديب للزوجة، والتي عليها يثار تلك الإدعاءات لتشويه الحقيقة. في البداية سنورد معنى الضرب باللغة الانجليزية"[12] والتي تعني الإضراب عن الشئ:
Present : let stamp: let draw: go forth: strike: striking: take away: strike in
يرى سامر اسلامبولي بأن افتراضنا خطئاً أن لغتنا العربية بوضعها الحالي ولهجتنا العامية هي امتداد متكامل ومتطابق للّغة العربية التي كانت متداولة في وقت نزول القرآن وان بعض كلمات اللغة العربية في الزمن الحاضر وكذلك اللهجة خاليتان من الأخطاء والتشويه والتغيير وهذا فرض خاطئ لأسباب عديدة منها بُعد الفترة الزمنية ومنها ما مرت به المنطقة من حروب واحتلالات واستعمارات وإمبراطوريات و بلغات كثيرة مختلفة.
فهل بعض كلمات لغتنا العربية المتداولة هي نفسها كلمات لغة العرب الذين نزل القرآن بلغتهم؟ هل فهمنا واستخدامنا لبعض كلمات اللغة بشكلها الحالي يعطينا المعنى الصحيح لشبيهتها الواردة في آيات القران؟
مستغلا مقدمته ورأيه للانطلاق في أسلوب تحليل موضوع البحث بالاعتماد على النص القرآني فقط وبتجرد بعيداً عن تأثير إي تفسير ومحاولا تفسير القران بالقران وعملا بقوله:
“أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا” النساء (82)
“أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا” محمد (24)
موضوع النقاش والتحليل هو كلمة ”اضربوهن” الواردة في الآية (34) من سورة النساء:
“الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا” النساء (34)
لو أخذنا كلمة الضرب بمفهومها المتداول وهو الأذى و بالعامية (اللطم باليمني) فالسؤال المطروح, هل هذا ما يريده الدين الإسلامي من المسلمين لنسائهم بما فيهم أنبيائهم ورسلهم؟ (لطم) احدهم للأخر؟ قد يكون الجواب بالإيجاب أو قد يكون بالنفي.
جاءت كلمة ضرب بأكثر من موضع في القرآن الكريم وكانت بمعنى الفصل والإبعاد كما وردت في الأمثلة الآتية:
(وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاؤُواْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ)البقرة 61
ضُرِب شيء على شيء ..فقد وقع الضّرب على الذلّة و المسكنة ..أي فرّق الله تعالى الذلّة و المسكنة و باعدها عن بعضها ليوزّعها عليهم توزيعا متساويا فيما بينهم ..
( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ)…. النور 31.
ضرب الخمار على منطقة الجيب إي تغطيتها بجلب الخمار ووضعه أو إطباقه على منطقة الجيب….عكس إبعاده عنه.
(فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا) الكهف (11)
لم يُذكر ما هو الشئ الذي ضُرب على أذانهم ولكن مدلول الآية يبين انه أطبق على أذانهم. الضرب على الشئ هو الوصول أو الإقبال على الشئ والالتصاق به عكس البعد عنه.
الضرب بشئ:
( يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ الحديد) (13)
إي اُبعِدَ بينهم بسور….تم الإبعاد بين المنافقين والذين امنوا بواسطة سور.
الضرب بشيء…
وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ النور 31
الضرب بشيء… هي حركة مباعدة وإبعاد.. بواسطة ما.. فالضرب بالأرجل هو حركة تقوم بها النساء لإظهار ما خفي من الزينة.. وهذه الحركة فيها مباعدة.. وهي بحاجة إلى تدبّر أكثر ..
(أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ) الزخرف 5
ضرب شيء عن شيء ..هو الاستبعاد الكامل لذلك الشيء …فيقول الله تعالى للذين كفروا : …هل نستبعدكم نهائيا من الذّكر ؟ إي إنا سنذكركم في الكتاب كما ذكرنا الآخرين الذين كذّبوا الرّسل …فهل نستثنيكم ولا يكون لكم ذكرا في الذّكر (( الذي هو التاريخ الإنساني الموجود في القرآن الكريم )) ..فالله تعالى قد أخبرنا في الذّكر الموجود في القرآن الكريم بأخبار الأقوام السابقة وما كان من تكذيبها للرسل ..و هؤلاء أيضا من الكفار الذين يكذّبون النبي الكريم محمّد عليه الصلاة و السلام لهم ذكر عند الله تعالى وهم مذكورون فيه و مذكور كيفية تكذيبهم للرسول الكريم و مذكور أيضا إسرافهم في كلّ شيء و خاصة الإسراف في التكذيب و عدم تصديق الرسول و اتهامه بأبشع الاتهامات ….فيبيّن الله تعالى أنهم غير مستثنون من الذّكر ..
( أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ )الرعد (17)
نعود إلى الآية أعلاه من جديد ولكن لنلاحظ (يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ)…إي كذلك يباعد الله الحق عن الباطل كما يباعد بين الأمثال.
ننظر الآن إلى الآية سبب البحث:
– الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا النساء (34)
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَنْ تَعْدِلُوا ۚ وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا” النساء (135)
( “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ”) المائدة (8)
(“وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا”) الفرقان (67)
إي قوامون على طلبات النساء, مؤَدين أو موَفين على أكمل وجه لجميع الحقوق والواجبات وليس متسلطين و متجبرين.
اللاتي تخافون نشوزهن:
كل بيت أو عائله دائما ما تحصل هناك مشاكل بين الزوج والزوجة وقد تكون لأتفه الأسباب ولكن قد يتطور الأمر بسرعة ويتحول إلى عناد بين الجانبين وجفاء. في هذه الحالة ينصح المُشَرِع الرجل بالتالي:
1-عظوهن بالكلام المنطقي.
2-اهجروهن في المضاجع.
3-اضربوهن : و الضرب هنا يأتي بمعنى …((( أبعدوهن ))) ..إي أبعدوهن عنكم بعدم التعامل معهن و الأخذ و الردّ مع بقاء المرأة في بيت الزوجية و لا يجوز طردها لأنها لا تطرد أثناء الطلاق فما بالك بدون ذلك.. وهذا العقاب شيء قاس جدا على المرأة.. وهو دواء ناجح يعيد المرأة إلى صوابها في حال ميلها نحو النشوز أو الترفع أو غيرها. فان أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا. ولو كان الضرب يعني الأذى الجسماني الفيزيائي فلماذا بعد أن قام المُشَرع بذكره لم يحدد ماهية الأذى وبأي أداة تكون ومتى يبدأ ومتى ينتهي والى إي حد (وهذا ما أبدع فيه أصحاب المهنة.
تعقيب : التدبر السليم هو الذي يجد معني مشترك بين الفروع و التصاريف العائدة لنفس الجذر و قد يتساءل البعض لماذا لم يقل الله (أبعدوهن) مثلا ؟ و نقول أن لله حكمة و دقة في كل لفظ لا يعلم منتهاهما إلا هو كما أن فعل (أبعد) الدارج بيننا لم يستخدم بالقران أصلا و هنا نقع في الخطأ المذكور في المقدمة حيث نسقط ما وصل إلينا من اللغة علي القرءان بينما من المفترض أن نحكم القرءان علي ما وصلنا من لغة عن طريق التدبر السليم المتجرد.
في النهاية يقول عليه الصلاة والسلام "يظل أحدكم يضرب امرأته ضرب العبد ثم يظل يعانقها ولا يستحي"
والسؤال الذي يطرح نفسه، هل الزوجات والنساء في الغرب من يتعرضن كل يوم لعنف وضرب من ازواجهن وشركاءهم (الرجاء الاطلاع على الرابط http://khayma.com/Alhkikh/Gharb/Women/nesaa.htm
، قرأوا الآية وطبقوها، أم هي النفس البشرية الغير سوية والأنانية التي أعطت لنفسها الحق في تدمير نفسها وتدمير البشرية ، دون فهم واعي للحقوق والواجبات التي أقرها الإسلام والتي تقوم على المودة والرحمة والسلام للعالمين كافة.
لذلك ضرورة التمييز بين الطاعة العمياء التي تفرضها الأعراف والتقاليد على الزوجة، فتعتبرها ناشزا حتى لو كان أمر الزوج الموجب للطاعة مخالفا للشرع وبين واجب احترام الالتزامات التي تقع على الزوجين حفظا لحقوق الزوج الآخر وضمانا لاستقرار الأسرة. فعلينا أن نفهم التطبيق الفعلي والعملي للقرآن والسنة والنبوية بعيداً عن الأعراف والتقاليد البشرية التي أنقصت من قدر المرأة وكذلك الرجل، فالرجل الذي يرى في نفسه القدرة على التعامل مع المرأة أو غيرها بعنف وأذى، لن يكون إنسانا قادرا على فهم كونه راعي مسئول عن رعيته بالحفاظ عليها والتعامل معها بالرحمة والمودة والخير.
*المراجع
5- القرطبي، الجامع لأحكام القرآن،تقديم وتصحيح أحمد عبد العليم البردوني. القاهرة, 1952ـ1965
6. ابن كثير،تفسير القرآن العظيم، بيروت : دار الفكر العربي.
7. الطاهر بن عاشور، التحرير والتنوير، نسخة الكترونية
8. الحصفي، محمد علاء الدين. شرح الدر المختار، مطبعة صبيح وأولاده .د.ت
9. فخر الدين الزيلعي تبيين الحقائق، بيروت : دار المعرفة.
10. كشف القناع،البهتوي، راجعه وعاق عليه هلال مصيلحي،دار الفكر 1982م.
11. ابن جزي، قوانين الأحكام الشرعية ومسائل الفروع الفقهية، ،دار العلم للملايين 1974م.
-12 موقع المعاني http://www.almaany.com/quran/4/34/29/#.V8P5vlV97bQ

كاتبه يمنيه
1