أحدث الأخبار
الثلاثاء 08 تشرين أول/أكتوبر 2024
المقاومة الفلسطينية ماهرة في التفاوض كما في الحرب… وهدف بايدن تطويل عمر نتنياهو!!
بقلم : حسام عبد البصير ... 08.05.2024

الذكاء الفلسطيني ليس له حدود، لم يتوقف فقط عند أعتاب السابع من أكتوبر/تشرين الأول المجيد، اذ لا يمر حدث إلا ويكشف عن أن الفلسطينيين بارعون في الحرب، كما هم بارعون في التفاوض، ومن تجليات الساعات الماضية قبول المقاومة بالهدنة، عقب عملية عسكرية ناجحة أوقعت عددا من القتلى والجرحى في صفوف جيش الاحتلال في معبر كرم أبو سالم، ما سبب حرجا لواشنطن التي ليس لرئيسها الثمانيني ووزير خارجيته الذي يتباهي بصهيونيته، من هدف سوى مواصلة الجسر الجوي لأشد الأسلحة دمارا لإنقاذ الكيان من الزوال، وهما يتهمان المقاومة بأنها السبب في عرقلة المفاوضات. وعلى الرغم من بدء تسلل جيش الاحتلال لرفح، إلا أن شعورا بات يلازم الكثيرين بقرب إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني. وقال مراسل “القاهرة الإخبارية”، إن الاشتباكات بين حماس وقوات الاحتلال متواصلة منذ ساعات في الناحية الشرقية قرب معبر رفح من الجانب الفلسطيني. ونفى ما تردد في بعض الوسائل الإعلامية عن عمليات نزوح من الفلسطينيين تجاه المعبر، قائلا إنه «لا يوجد أي عمليات نزوح جماعي من الأشقاء الفلسطينيين من البوابة الفلسطينية إلى البوابة المصرية». بينما قال السفير ماجد عبد الفتاح رئيس بعثة جامعة الدول العربية في الأمم المتحدة، إن المفاوضات بشأن ‏الهدنة في قطاع غزة لا تزال جارية بمشاركة رؤساء الأجهزة الأمنية، وسط مساع أمريكية مكثفة، ‏لافتا إلى أن الولايات المتحدة لم تعلن موقفها بعد قبول حماس للمقترح المصري‎.‎ وأضاف في تصريحات تلفزيونية، أنه في حال قبول إسرائيل ‏للصفقة، سيتم التوصل إلى وقف إطلاق نار إنساني على ثلاث مراحل، تشمل تبادل المحتجزين ‏والأسرى، تليها عملية تفاوضية للتوصل إلى وقف إطلاق نار نهائي‎.‎ وأشار إلى تقدم فرنسا بمشروع قرار لمجلس الأمن يهدف إلى خلق أفق سياسي لحل الدولتين، ‏وتحديد قواعد إقامة الدولة الفلسطينية، وقد تمت مناقشته في جلسة مغلقة. ‏وأكد أن جميع أعضاء مجلس الأمن يقومون باتصالات مع أطراف المفاوضات والجانب ‏الإسرائيلي، متوقعا حدوث تقدم إيجابي. ‏وكشف عن طلب الجزائر عقد اجتماع لمجلس الأمن أمس الثلاثاء؛ لمناقشة قضية المقابر ‏الجماعية التي تم العثور عليها في مستشفى الشفاء ومجمع ناصر الطبي في غزة، بهدف بدء تحقيق ‏دولي عبر مجلس حقوق الإنسان، واستخدام ذلك دليلا أمام محكمة العدل الدولية، بشأن ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة‎.‎ وأشار إلى انعقاد الدورة الخاصة المستأنفة للجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة المقبلة؛ للنظر في ‏مشروع قرار المجموعة العربية، بشأن منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة‎.
وأدان الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية استمرار الهجمات الوحشية البربرية للكيان الإسرائيلي على النازحين من الأطفال والنساء والمدنيين في مدينة رفح التي تؤوي ما يقرب من 1.4 مليون فلسطيني، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى، وحذّر من كارثة إنسانية مروعة تضاف إلى جرائم الاحتلال. وقال مفتي الجمهورية: “إن هذه الجرائم والاعتداءات الوحشية البربرية الغاشمة تضاف إلى سلسلة الجرائم الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني، الذي يطالب بحقوقه المشروعة، كما أن هذا التصعيد الخطير يهدد حياة من يعتمدون اعتمادا أساسيا على معبر رفح. وأوضح علام أن قوات الاحتلال تضرب بالقوانين الدولية والمبادئ الإنسانية عُرض الحائط، وسط صمت تام من المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن هذه الاعتداءات الغاشمة والمتجردة من المشاعر الإنسانية، وصمة عار على جبين الإنسانية، ووصف الاعتداءات الوحشية بأنها “جرائم حرب مكتملة الأركان”.
خطر على الأبواب
أسوأ ما في الزلازل أنها تأتي بغتة، ولا يستطيع أحد التنبؤ بها أو وقفها، فتأتي على الأخضر واليابس، وتقتل البشر والحيوان وتهدم الحجر، لذا يتوقع محمد عبد الحافظ في “الوطن”، أن ما تنوي قوات الاحتلال القيام به في قطاع رفح الفلسطيني سيؤدي إلى نتيجة الزلازل نفسها، وإن كان يختلف عنها، لأن موعده سيكون معلوما، وإن كان المجتمع الدولي يعجز عن وقفه، رغم يقين الجميع بما سينتج عنه من مأساة بشرية لم يشهدها العالم من قبل، سواء في الكوارث الطبيعية أو الحروب، حيث يتكدس كل سكان غزة في هذا القطاع الضيق، بعد أن أجبرتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي على ذلك، حيث خططت لهذا السيناريو منذ بدء حرب الإبادة، التي مارستها في قطاع غزة قبل أكثر من 200 يوم. كل دول العالم وقفت عاجزة أمام حرب الإبادة البربرية والمجازر الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في حق الفلسطينيين، وأصبحنا أمام 110 ألف ضحية فلسطينية ثلثهم شهداء من النساء والأطفال، وفي حالة اجتياح رفح سيتضاعف هذا الرقم، فهدف نتنياهو الاستراتيجي هو إبادة الفلسطينيين ومحوهم من فوق الأرض، إما قتلا أو تهجيرا قسريا. وأمام هذا العجز الدولي وغياب الضمير العالمي، وقفت مصر من اليوم الأول مدافعة عن الحق الفلسطيني، ومنادية بضرورة حل الدولتين وإقامة دولة للفلسطينيين عاصمتها القدس الشرقية، ورفض تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، سواء لمصر أو لأي بلد آخر، ومقاومة الصلف الإسرائيلي، وتعنت قوات الاحتلال في دخول المساعدات الإنسانية والطبية، وواجهت كذب الكيان الإسرائيلي الذي ادعى أمام محكمة العدل الدولية، أن عرقلة المساعدات كانت بسبب غلق معبر رفح من الجانب المصري، وقدمت مصر على الفور مذكرة قانونية تفند ادعاءات إسرائيل.
وسيط نزيه
كانت مصر وهي تدافع عن الحق الفلسطيني، وفقا لما يرى محمد عبد الحافظ تحافظ أيضا على أمنها القومي، وتفسد كل محاولات الجانب الإسرائيلي لإقحام مصر كطرف في الأزمة، ولكن مصر بقوتها ودبلوماسيتها ظلت ثابتة على دورها الرئيس، كجزء من حل الأزمة وليست جزءا من الأزمة، وتذكروا محاولات إسرائيل دخول آلاتها العسكرية محور فيلادلفيا، وكيف رفضت مصر ولوَّحت ببنود معاهدة السلام وضرورة التزام إسرائيل بها، فأحبطت المخطط الإسرائيلي. مصر رغم انحيازها المعلن والثابت والتاريخي للحق الفلسطيني، إلا أنها ظلت هي الوسيط النزيه بين إسرائيل وحماس، لتحقيق الهدنة ووقف الحرب وتبادل الأسرى الفلسطينيين الموجودين في السجون الإسرائيلية بالرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى «حماس». ونجحت الوساطة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وتم تنفيذ أول هدنة وإدخال المساعدات وتبادل الأسرى بالرهائن.. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها مصر بالوساطة. ففي عام 2008، أدت هدنة إلى وقف إطلاق النار بعد هجوم إسرائيلي على قطاع غزة، كانت مدتها 6 أشهر بوساطة مصرية، وقضت الهدنة بوقف إطلاق النار، وتخفيف الحصار على غزة، وفتح جميع المعابر الحدودية. إلا أن هذه الهدنة انهارت سريعا في الشهر التالي، بعدما شنت إسرائيل هجوما بريا موسعا على القطاع الساحلي. وفي عام 2012 بعد 8 أيام من القصف الإسرائيلي المكثف على غزة، توسطت مصر، فتمت الهدنة وتوقف العنف، وتم إدخال المساعدات الإنسانية وفتح المعابر. لكن هذه الهدنة تعثرت أيضا بعد أن اتهمت تل أبيب مصر بالانحياز إلى حركة حماس. وفي عام 2014، وبعد حرب دامت 50 يوما وخلَّفت أكثر من 2000 شهيد في غزة، قضت هدنة بوقف إطلاق النار وفتح المعابر. اجتياح رفح، بالإضافة إلى كارثيته البشرية، فإنه سيؤدي إلى توسيع دائرة الصراع في المنطقة، وقد يؤدي -لا قدَّر الله – إلى نشوب حرب عالمية ثالثة.
نهاية الجنون
بينما كانت الجهود تبذل من كل الأطراف لتحقيق التوافق على الاقتراح المصري لوقف إطلاق النار في غزة.. كان نتنياهو كما يرى جلال عارف في “الأخبار”، يواصل دوره في محاولة قطع الطريق على أي اتفاق حتى ولو كان الثمن أرواح الرهائن لدى “حماس”.. ورغم كل الضغوط الداخلية والخارجية، امتنع نتنياهو عن إرسال الوفد الرسمي ليشارك في جولة المحادثات الحاسمة بالقاهرة.. ورغم أن الأطراف كلها تحدثت عن تطورات إيجابية في المواقف مع بقاء نقاط اختلاف يجري العمل لتذليلها، كان نتنياهو يعلن نواياه الواضحة أمام العالم، ويرفض أي حديث عن وضع نهاية للحرب، ويؤكد أن إسرائيل ستقتحم رفح، باتفاق على الهدنة أو دون اتفاق، ورغم ذلك لم تتوقف جهود مصر وباقي الوسطاء من أجل الاتفاق على الصفقة. لكن نتنياهو يحاول خلط الأوراق مرة أخرى، ويستغل حادث قصف المعسكر الإسرائيلي في منطقة كرم أبو سالم القريبة من رفح لتصعيد الموقف بدلا من وقف حرب الإبادة. ويتجاهل كل التحذيرات من ارتكاب “مجزرة” غير مسبوقة في المدينة الفلسطينية، التي أصبحت المأوى الأخير لأكثر من 1.4 مليون فلسطيني. ويبدأ في طلب إخلاء أهم مناطقها تمهيدا للاجتياح والتدمير الذي ستمتد عواقبه – إن حدث – إلى كل المنطقة، وسيضع العالم أمام كارثة إنسانية لا يمكن السماح بها، أو التسامح معها. العالم كله يرفض هذه الجريمة التي تضع الفلسطينيين أمام الاختيار بين القتل أو التهجير القسري. شعب فلسطين لن يترك أرضه ولن يترك الثأر لشهدائه.. مصر لن تسمح بإتمام هذه الجريمة، والعالم كله يعرف حجم المخاطر وعليه أن يتحرك. مجلس الأمن مطالب بتفعيل قراره بإيقاف الحرب وجعله إلزاميا، و”الفيتو” الأمريكي عليه أن يختفي هنا ولا يحمي الجريمة الإسرائيلية. والتحرك العربي قادر على إحداث الفارق إذا انتهت مسيرة “التطبيع المجاني” أو كانت هناك رسالة للعالم بأن “ازدواجية المعايير” لا بد أن تتوقف. لا يمكن لجنون نتنياهو أن يقود المنطقة والعالم إلى هذه الكارثة.
أوهام العظمة
من حين لآخر، وفق ما لاحظ عبد الله عبد السلام في “الأهرام”، يحلم نتنياهو أحلام يقظة. يتصور نفسه موجودا على رأس حكومة إسرائيل طيلة السنوات العشر المقبلة. يصفي حساباته مع خصومه ويتجنب شبح المحاكمة والسجن بتهم الرشوة وخيانة الأمانة. يتحايل على الواقع المرير وينسى أن إسرائيل تعرضت لأكبر كارثة في تاريخها تحت رئاسته. لكنه وهو المسكون بأوهام العظمة والعبقرية يُحمّل الآخرين مسؤولية الفشل. إنه لا يخطئ.. هكذا يحدث نفسه. تقرير اعتمد على مصادر مقربة منه بثه موقع «تايمز أوف إسرائيل»، كشف أن زعيم الليكود يعتقد أن إسرائيل ستظل في حرب ضد حماس عشر سنوات على الأقل، وأنه وحده القادر على قيادتها. خصومه مثل بينى غانتس الوزير في مجلس الحرب المصغر ويائير لابيد زعيم المعارضة لا يشكلون تحديا له. سيعرف كيف يهزمهم. المهم استمرار الحرب لأنها الإنقاذ الوحيد له. حسب زعمه، حماس لديها 40 ألف مقاتل تم القضاء على 15 ألفا منهم.. لا بد من القضاء على الباقي. في سبيل ذلك، سيقاوم أي إغراءات لوقف الحرب. حتى التطبيع مع العرب الذي كان يستجدي من أجله، لم يعد أولوية لأنه يلزمه بوقف الحرب. البرنامج النووي الإيراني تراجعت أهميته أيضا. الآن، لا صوت يعلو على صوت القضاء على حماس. ماذا يفعل لتحقيق أوهامه؟ قدم مقترحات للتوصل لاتفاق بشأن الهدنة وإطلاق سراح الرهائن. إنه يدرك أن شركاءه المتطرفين مثل بن غفير وسموتريتش سينسحبون من الحكومة، لو تم إقرار الصفقة، وعندها تكون الانتخابات البرلمانية حتمية. ولأنه متمرس في اللعبة، فلديه اعتقاد جازم بالفوز فيها، والمضى قدما في الحكم. لا يعطى اهتماما كبيرا لاستطلاعات الرأي، التي ترجح كفة غانتس عليه. سيواصل الحرب خلال الحملة الانتخابية، لجذب مزيد من أصوات اليمين. صفقة الرهائن المرتقبة ليست سوى تهدئة للضغوط الأمريكية وغضب عائلات الرهائن. كل شيء وارد في السياسة خاصة في إسرائيل، لكن الأوهام نادرا ما تتحول إلى واقع. نتنياهو انتهى عمليا في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وما نراه ليس سوى ظل سياسي يحاول إطالة أمد حكمه. الجنون الذي يمارسه والفظائع التي يرتكبها، سترتد عليه.
نكبة ثانية
للشهر الثامن، نعيش “الإصدار الجديد”، أو “النسخة الثانية”، من”نكبة” فلسطين، كما يفضل أن يطلق محمود زاهر في “الوفد” على الحدث الجلل، الذي يواجهه الفلسطينيون على وَقْع إبادة جماعية وقتل وتدمير وتجويع وحصار وتهجير قسري لأشقائنا المستضعَفين في غزة، ومذابح يومية لم ينجُ منها رضيع أو طفل أو امرأة أو شيخ، تلك «النكبة الثانية»، بنتائجها الكارثية ـ بعد مرور 76 عاما على «النكبة الأولى» ـ أسفرت حتى الآن عن استشهاد 35 ألفا، معظمهم من النساء والأطفال، وجرحى يتجاوز عددهم 78 ألفا، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض إن «نكبة» فلسطين «الممتدة حتى الآن»، ليست مجرد ذكرى فقط، بل هي واقع دامٍ مستمر، وإنْ بأشكال مختلفة، لكنها قد تكون فرصة متجددة، وموعدا سنويا، لسرد ذكريات من التاريخ الأليم، الذي لم ولن يسقط من ذاكرة الشعوب العربية والأحرار حول العالم. 15 مايو/أيار 1948، أو يوم «النكبة»، وفقا لـ«التقويم العربي»، يوم غيَّر تاريخ المنطقة والشرق الأوسط، ليصبح مناسبة سيئة الصِّيت والسُّمعة، تتلاحق فصولها على مدار عقود طويلة، لشعبٍ بات ضحية لأكبر عملية تطهير عرقي ممنهج في التاريخ الحديث والمعاصر. في هذا «اليوم المشؤوم»، تم تهجير أكثر من 800 ألف فلسطيني، هم أهالي 1152 مدينة وقرية وضيعة.. طُردوا قسرا من قراهم، لا يحملون معهم سوى مفاتيح بيوتهم، وآمال العودة إلى ديارهم في يومٍ من الأيام.
لا عزاء للخائنين
منذ إعلان بريطانيا إنهاء انتدابها على فلسطين، في ذلك «اليوم الأغبر»، كما يطلق عليه محمود زاهر، بدأ فعليا ورسميا غرس جذور «الصهاينة»، لتبدأ منظومة التِّيه والشَّتات والمأساة، التي ما زالت تُفرزها «النكبة»، لتغيير كل ما يمتّ لتاريخ فلسطين وجغرافيتها بِصِلة. خلال عقود طويلة، تعددت المبادرات والحلول المطروحة، التي تَنَكَّر لها الاحتلال الإسرائيلي، الذي لم يكترث بعشرات القرارات الأممية والدولية، وتم اغتيالها بدم صهيوني بارد. ورغم قطار التطبيع المجاني فائق السرعة، الذي عَبَرَ غالبية المحطات العربية، بعد توقيع العديد من الاتفاقيات، على اختلاف مسمياتها، بدءا من كامب ديفيد، مرورا بأوسلو ووادي عربة، وليست انتهاء بـ«مهرجانات السلام» الإقليمية والدولية، برعاية «الحليف الأمريكي غير النزيه»، إلا أنه لم يتحقق أي تقدم يُذكر، في أي عملية تسوية مزعومة، منذ «النكبة الأولى» أخيرا.. ما بين «النكبة الأولى» في مايو/أيار 1948، و«النكبة الثانية» المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يحاول الاحتلال الفاجر مخالفة منطق الأشياء وقوانين التاريخ، لكنه لم يستطع محو إرادة الكفاح الوطني، أو تغيير عقيدة انتماء شعبٍ إلى أرضه، ولذلك ستظل فلسطين التاريخية ومقدساتها، قضية الأحرار حول العالم، والقضية المركزية للعرب والمسلمين جميعا، كما ستظل «إسرائيل» مرضا سرطانيا، والعدو الأول، ما بقي الاحتلال قائما، لأنها باختصار قضية دِينٍ وأرضٍ وعرضٍ وشرفٍ.
اقتراح مستفز
التصريحات الصادرة من الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية بشأن دراسة مقترح لتأجير بعض المستشفيات الحكومية للقطاع الخاص، يجب أن لا تمر مرور الكرام من رجل كان وزيرا للصحة لسنوات خلال عهد الرئيس الأسبق مبارك. والحقيقة التي توقف عندها صلاح شرابي في “الوفد”، أن أداء غالبية المستشفيات التابعة لوزارة الصحة، أو حتى المستشفيات الجامعية التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لم يكن مرضيا حتى الآن لملايين المصريين، رغم الجهود التي بذلت لتحسينها على مدار السنوات الماضية، ورغم ارتفاع أجور الخدمات المقدمة داخل مستشفيات وزارة الصحة، خلال الأسابيع الماضية. وما يثير الدهشة والقلق بالفعل، هو المنصب الذي يتولاه الدكتور محمد عوض تاج الدين كمستشار للسيد الرئيس لشؤون الصحة والوقاية، ما يجبرني على توجيه سؤال مباشر له وهو: «بأي شكل ستكون صحة المصريين، وأين وقايتهم من جبروت المستشفيات الخاصة؟»، ثم سؤال آخر: «إذا كان هذا الوضع في ظل تبعية المستشفيات للوزارة، فماذا سيكون الوضع حينما يجد أي مواطن نفسه مجبرا على طلب الخدمة الصحية في أي منطقة من المستشفيات الخاصة، أو الحكومية المؤجرة للقطاع الخاص؟ ولا يقبل المنطق التعامل مع المستشفيات وصحة المصريين، بمنطق تصفية المصانع أو شركات القطاع العام، إذا كانت الحكومة تدعي أن خصخصة بعض المصانع أو الشركات، هي الأفضل.
دليل فشلها
من المؤكد والكلام ما زال لصلاح شرابي أن تأجير بعض المستشفيات، التي ستكون خطوة أولى لتأجير المستشفيات كافة، يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الحكومة أعلنت فشلها في توفير أبسط حقوق المواطن المصري وهو حق العلاج، لتترك الحكومة المواطن فريسة للقطاع الخاص بكل أشكاله. وأثناء تولي المهندس إبراهيم محلب رئاسة الحكومة، صدرت عدة قرارات لتأكيد إلزام أي مستشفى خاص بتقديم الخدمة الصحية والعلاجية الكاملة لأي مواطن، وحمل القرار رقم 1063 لسنة 2014 الخاص بعلاج الحالات المرضية أول 48 ساعة طوارئ مجانا في مستشفيات القطاع الخاص، والمستشفيات كافة، فهل سيصبح المواطن المصاب في هذه الحالة هنا، مجبرا على دفع قيمة أي فاتورة مهما كانت تكلفتها حال تأجير المستشفيات؟ ولعل السؤال الأهم في هذا الصدد هو: «هل المواطن المصري المريض أو المصاب في حادث، أو المواطن الذي سيقوم بالمساعدة لنقل أي مريض أو مصاب في حادث، أصبح يحتاج حمل أجندة في يده كي يعرف المستشفى الحكومي المؤجر من غير المؤجر، أم ما هو المطلوب من المواطن حال التعرض لظرف صحي طارئ؟ خلاصة القول. إن حكومة الدكتور مصطفى مدبولي قد عانى بسببها الملايين، ولعل الدليل على ذلك هو كل ما يثار بشأن التغيير أو التعديل الوزاري المرتقب. وحينما نرى أنفسنا أمام حكومة فشلت في إدارة مستشفيات المصريين وعلاجهم، فهذا يكفي لتقديم استقالتها، وإن لم تتقدم بالاستقالة، فعلى السادة نواب البرلمان التحرك ومراقبة كل ما يصدر بشأن تأجير المستشفيات بعناية ودقة تتوافق مع الأمانة التي حملها لهم أبناء دوائرهم..
بما كسبت يداه
القضية التي تسببت في اهتمام واسع ونشوب تراشق بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي وتسببت في هجوم على الرئيس الراحل مبارك وعائلته، كانت على لسان وزيرة سابقة، حيث تداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي شهادة السفيرة ميرفت التلاوي وزير التأمينات والشؤون الاجتماعية السابقة، رئيسة المجلس القومي للمرأة سابقا، تدين فيه الرئيس الراحل حسني مبارك بعرقلة مشروع تنمية سيناء. وأكدت السفيرة ميرفت التلاوي، خلال لقاء سابق مع الإعلامية هالة سرحان، واهتم به موقع “القاهرة 24” أن مبارك كان يضع العراقيل أمام كل محاولات التنمية في سيناء، مضيفة: لو أردنا محاكمة أي شخص في النظام السابق سيحاكم بسبب خطة بناء سيناء. وأفادت الوزيرة السابقة، أن خطة بناء سيناء التي كانت في يدي عام 1994، وأقنعت بها اليابانيين، لماذا لم تنفذ ونحاكم من أوقف تنفيذ هذا المخطط، ما قد يوصله لتهمة الخيانة العظمى. واختتمت، ما خرج من مصر من أموال إلى سويسرا وغيرها ذهبت وانقضى الأمر وعمرها ما هترجع. وتشهد الساحة من أيام مواجهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين خصوم الرئيس الأسبق الذي غادر منصبه وخضع للمحاكمة عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني، ومؤيديه الذين اتهم بعضهم لجانا إلكترونية لها علاقة بأطراف في السلطة بالعمل على تشويه صورة مبارك وأسرته بهدف حصار التعاطف الواسع الآخذ في الانتشار بين الأوساط الشعبية، بسبب الغلاء المتواصل في العديد من السلع، الذي تزعم حكومة الدكتور مصطفى مدبولي أنها بصدد السيطرة عليه وتوجه التهم للتجار بأنهم أحد أبرز اطراف الأزمة التي يعيشها المصريون في الوقت الراهن بسبب احتكارهم بعض السلع الغذائية.
أخفقت كعادتها
لا يرى علي الدين هلال في “الشروق”، أنه من الموفق استمرار الحكومة في الحديث عن وجود 9 ملايين لاجئ ولاجئة في مصر، وعن التكلفة المالية التي تتحملها جراء ذلك. أولا، لأن تعبير اللاجئ له تعريف محدد في المنظمات الدولية، وحسب مكتب المفوضية السامية للاجئين التابع للأمم المتحدة في مصر، فإن عدد اللاجئين في مصر يبلغ حوالي 600 ألف شخص. ثانيا، ينبغي التمييز بين اللاجئ بالمعنى القانوني المتفق عليه دوليا، والأجانب المقيمين في الدولة بصفة مؤقتة أو دائمة. ويحصل هؤلاء في بلادنا على تأشيرة إقامة من الإدارة العامة للجوازات والهجرة والجنسية، يتم تجديدها دوريا. ثالثا، بعض المقيمين في مصر من أصحاب القدرات المالية والمهنية، قاموا بعمل استثمارات وتكوين شركات. ومن ثم فإنهم يساهمون في عملية النمو الاقتصادي، وزيادة الناتج المحلي الإجمالي. رابعا، هذه الأرقام تبقى تقديرات، ولم يقم الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بتحديد العدد. وذكر بعض المسؤولين أن هناك تقريرا لمنظمة الهجرة الدولية، التابعة للأمم المُتحدة صدر عام 2022، أشار إلى رقم الـ9 ملايين. وبالعودة إلى هذا التقرير وهو بعنوان «أعداد المهاجرين في مصر»، يتضح أن المقصود برقم 9 ملايين هو عدد المقيمين الذين لا يحملون الجنسية المصرية، وهذا الرقم تقديري بناء على البيانات التي تسلمتها المنظمة من السفارات في القاهرة، والتشاور مع قادة مجتمعات المهاجرين، وعدد من الدراسات المكتبية ذات الصلة. وأكد واضعو التقرير إدراكهم للفارق بين المهاجرين واللاجئين، فأشار الرسم التوضيحي الوارد في صفحة 3 أن المهاجرين يمثلون 97% من رقم 9 ملايين، فيما يمثل اللاجئون وطالبو اللجوء نسبة 3%. ونظرا للآثار السلبية المحتملة، داخليا وخارجيا، من استمرار إشارة المسؤولين الحكوميين إلى رقم 9 ملايين، خصوصا على صعيد العلاقات الاجتماعية بين الشعب المصري والمقيمين من غير حاملي الجنسية المصرية، فإنني أدعو الحكومة إلى التوقف عن الحديث عن هذا الموضوع إلى أن تكون بيدها أرقام دقيقة وموثقة.
غزة بوصلتهم
السبق الخبري والانفراد الصحافي، ثنائية تسعى كل صحيفة أو محطة فضائية إخبارية لامتلاكهما، ويجتهد كل صحافي حسب طلعت إسماعيل في “الشروق” للفوز بطعم مردودهما على سجله المهني، طوال مشواره العملي في بلاط صاحبة الجلالة، وفي السبق والانفراد تكمن روح الصحافة الجادة، التي تتمثل الدور المنوط بها لعبه، والمسؤولية المجتمعية الملقاة على عاتقها، باعتبارها الضمير اليقظ الذي يُجنب المجتمعات الانزلاق في هوة الفشل وبؤر الفساد القاتلة. وعادة ما تشكل غرف الأخبار في الصحف والمحطات التلفزيونية الإخبارية، عامل إغراء لصناع الدراما والأفلام السينمائية، قديما وحديثا، كون الصحافي مشروعا مغامرا يسعى دائما للحصول على الأخبار والمعلومات التي تشكل اهتماما لدى الرأي العام في الأحداث والقضايا التي يمر بها مجتمع ما في فترة ما، وتكون ذات تأثير عميق على مسيرة هذا البلد أو ذاك. وكما هي الصحف الجادة في تناولها للأحداث، هناك أفلام ومسلسلات تقدم شخصية الصحافي، حيث يجب أن يكون مدافعا صلبا عن دوره في كشف الحقائق وتنوير الناس، يشير إلى مكامن الخطر، ومواطن الضعف التي يجب التخلص منها، بما يعود على المجتمعات بالنفع ويساعدها على تلافي عيوبها والعمل باجتهاد لتقوية مقومات وجودها في سباق الحياة الذي لا يرحم كل متخاذل. يدفع الصحافيون في كل مكان ضرائب باهظة لكشف الحقائق، ونقل ما يدور من أحداث، خاصة في مناطق النزاعات والحروب، ولعل ما يواجهه مئات الصحافيين في قطاع غزة خير برهان ودليل على التكلفة التي يتحملها الصحافيون لخدمة مجتمعاتهم، فقد سقط من بين هؤلاء أكثر من 140 شهيدا على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تتعمد استهداف طواقم العمل الصحافي حتى تحجب حقيقة وجه جيشها القبيح وما يقوم به من عمليات إبادة جماعية للأطفال والنساء.
ثمن باهظ
الوضع المزري الذي يتعرض له الصحافيون في غزة تواكب مع الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف الثالث من مايو/أيار من كل عام، بعد أن أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة يوما لحرية الصحافة في ديسمبر/كانون الأول 1993، بناء على توصية من المؤتمر العام لليونيسكو، ليكون مناسبة كما أخبرنا طلعت إسماعيل للوقوف على حال الصحافة والصحافيين في كل مكان. الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة كما ذكرنا بمأساة الصحافيين الفلسطينيين، والفاتورة الباهظة التي يدفعونها لنقل حقيقة ما يجري في غزة إلى العالم، استدعى إلى ذهني أيضا فيلم «سكووب Scoop» الذي بثته شبكة نتفليكس الترفيهية، والذي يتشارك مع غيره من الأفلام التي اتخذت من صالات التحرير والمقابلات الصحافية ميدانا لقصتها. الفيلم يقدم كواليس مقابلة مع الأمير أندرو شقيق العاهل البريطاني الأصغر التي أجراها عام 2019 ضمن برنامج «نيوزنايت» على شبكة «بي بي سي» البريطانية، على خلفية علاقته مع رجل الأعمال الأمريكي جيفرى ابستين، الذي انتحر داخل سجنه في أغسطس/آب 2019 قبل محاكمته بجرائم جنسية والاتجار بقاصرات. وبعيدا عن الاستغراق في تفاصيل المقابلة في الواقع أو في العمل السينمائي، يقدم الفيلم ما يدور في بلاط صاحبة الجلالة عندما لا يُصاب الشغف بالسبق والانفراد الصحافي بالفتور، في بيئة عمل لا تواجه بمعوقات للوصول إلى منابع الأخبار وأطراف القصص الإخبارية وإن كانوا محصنين بقصور ملكية أو مناصب سياسية، فالمهم الكشف عن بعض جوانب الحقائق المخفية عن الأعين وإن تحمل الصحافي الكثير من المعاناة على الجانب الشخصي.. كشف الفيلم كواليس وتفاصيل عملية صناعة المقابلة التي دفع الأمير ثمنها.. وهو الدور الذي من المفترض أن يقوم به المنتمون للسلطة الرابعة.
صلاح عندما يتألق
قال يورغين كلوب عن أداء محمد صلاح أمام توتنهام هوتسبير: “قدم مباراة جيدة جدا. كان مذهلا جدا.. أنا سعيد من أجله، لقد أظهر صلاح ما يستطيع أن يفعله”. وكما قال حسن المستكاوي في “الشروق”، أخذت أتابع ترى كيف ستكون العلاقة؟ كيف سيكون رد الفعل من كلوب؟ كيف يلعب صلاح؟ فقد كان عقلي مشغولا بما حدث بين النجمين الكبيرين. كلوب كمدرب من أفضل المدربين في تاريخ كرة القدم، وصلاح أفضل لاعب في تاريخ الكرة المصرية، وأحد عظماء ليفربول فقبل أيام كان الخلاف والمشادة التي جرت بين كلوب وصلاح مشهدا حيا على الهواء مباشرة في مباراة وستهام، وكانت جملة صلاح: «لو تحدثت سوف تشتعل حريقة» قد أكدت أن الأمر أكبر من مجرد خلاف. بعدها قال يورغين كلوب: «انتهى الأمر في غرفة الملابس. تحدثنا وانتهى». بينما كانت ردود الفعل العامة بطريقة التفكير الخاصة بالشرق الأوسط، مختلفة عن ردود الفعل الغربية بشأن الخلاف وبشأن المشهد. في عالمنا توالت ردود الفعل السلبية عن صلاح، فهو الذي أضاع ضربات جزاء ضيعت البطولة، وهو الذي أهدر أهدافا. وهو الذي لا يستحق أن يكون لاعبا عظيما. أما نصيب كلوب فكان أنه فاشل، وأنه الذي ضيع الدوري هذا الموسم وأن طريقته في اللعب وتغييره مركز صلاح من أسباب ضياع البطولة. الغرب ناقش الموقف فقط. ناقش المشهد. ناقش الخلاف. وأسباب الخلاف. ومن على صواب ومن على خطأ. لم يتطرق النقاش إلى التشكيك في قدرات صلاح وفي مهاراته، أو في براعة يورغين كلوب كمدرب. وهذا اختلاف جوهري بين طريقة التفكير هنا وطريقة التفكير هناك.
الرسالة وصلت
تابع حسن المستكاوي: كنت أراقب صلاح وكلوب في تلك المباراة. سجل صلاح بضربة رأس في الدقيقة 16 وهو الهدف التاسع في مرمى توتنهام له. والهدف رقم 18 في الدوري هذا الموسم ليحتل المركز الخامس ويأتي بعد هالاند نجم مانشستر سيتي بسبعة أهداف. وقبلها أصاب العارضة بتسديدة كادت تكون هدفا. ثم ساهم في تسجيل ليفربول هدفين. كان يلعب بشهية وبحماس وبسعادة، وكان كلوب سعيدا بنجمه وهو يؤدي ويقدم أفضل ما عنده، فلا ضغائن، ولا كراهية، ولا خلاف مات أصلا. ولا محاولة لإحياء هذا الخلاف. ولا هي مباراة بين مهارة صلاح كلاعب، وبراعة كلوب كمدرب.. إنها ثقافة الخلاف والنقاش. إنها الثقافة العامة. فلاعب الكرة ومدرب الكرة، والرياضي عموما، ليس بالضرورة إنسانا يفكر بعضلاته أو بأقدامه، وإن لم تكن تملك الحد الأدنى من الثقافة والعقل الاحترافي الحقيقي، فسوف تقع في الفخ، وهكذا مضت المباراة، ومضى الخلاف بلا إساءات، ولا صراع، ولا هي مباراة رأي، ولا هو تقليل من كفاءة صلاح وكلوب. وقد جرت محاولات تشويه فجة للاثنين عندما وقع بينهما الخلاف المشهود على الهواء مباشرة. لا أعرف السبب المباشر للخلاف. لكن في ما يتعلق بأداء صلاح ومركزه، فإنه دائم التألق باللعب في مركز الجناح. نعم هو أحيانا يدخل للعمق حسب ظروف اللعب وحركة الكرة والزملاء. لكن موهبته ومهاراته موضعها الجبهة اليمنى. وقدمه اليسرى. وقدرته على إبداع التمريرة، وإبداع المراوغة وغربلة المدافعين. ومهما كانت طريقته محفوظة، فإنه مثل غيره من أصحاب المواهب الفذة، ينجح في كل مرة تقريبا في المرور وفي التمرير وفي التسديد وفي التهديف. هل وصلت الرسالة؟ هل تعلم هواة الصيد في الماء العكر؟

1