أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
لن أقول وداعا!!
بقلم : مها صالح ... 11.12.2018

تمر عبرات نهايات هذه السنة بكل جوارحها المؤلمة قد تكون والسعيدة لربما، الحزينة للمظلومين والمكلومين، للجرحى والمصابين، للثكلى والمحرومين، لمن هم خلف القضبان والتائهين، للجريح والغريق ومن ضل السبيل، لمن فقد عزيز أو إبن أو قلب حزين، مرت وتمر هذه السنة على قلب حظي بأقصوصة من السعادة أو حظ لم يتعثر في الطريق، ثابر وصبر ونال شيء من الربح الوفير، وضحكة لازمته لأجل لم يكن ببعيد. مرت العبرات وآلام الانسان وسكنتها في هذا المشوار نطف ربح وضحك ونجاح غير منقطع النظير!
لا يسعنا بنهاية هذه السنة إلا نقف على أعتابها مستذكرين أغلب محطاتها وإنجازاتها ولن أقيس السعادة فيها أو التعاسة لأنها نسبية تبعا لمنظور كل إنسان، كل تجربة غير خاضعة للمحاسبة أو التدقيق بل الى الإضافة لمكون الحياة أو رحل كأنه لم يكن. عشنا أوقاتا جميلة أو لم نعش ليس من هنا تبدأ الحكاية بل من إحساسنا بشغفنا بأن يأتي يوما آخر. حبنا للحياة ينبع من أهداف نضعها لنحبو صوبها ولو اعترض طريقنا طوفان من العراقيل البشرية أو المادية. لا تقل رغبتي بأن أودع هذه السنة بحب عن رغبتي بأن تكون السنة المقبلة تتمة لقصة نجاح ألهمت من داهمتهم رياح الإحباط واليأس والالم.
عندما نبني جسرا بين أحلامنا وطريق قد يتشعب بين تحديات طبيعية بحكم علاقتنا مع هذا الكون كفرد يرغب بأن يحلق في سماء الحرية وبين المشاعر والتناقضات بداخلنا التي تكبلنا أحيانا أو تمزقنا الى أوراق انفرطت حبكتها أو عقد سقط حباته وقد عانق رذاذ الارض وعنان السماء. من منا يخلو من الحياة؟! نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا كما قال درويش ، فلماذا نسكن جراحا تمردت على الألم وداعبت أمل إنسان لا يشفى من حب الحياة! يا إنسان قف وقاسم عيشك مع مكنونات هذا الكون الفسيح وتلمس طريقك ومنارة دأبك لدنيا احتضنتك بعد المخاض وإن خاصمتك في بعض المحطات.
كنت قد كتبت في أعوام سابقة عن نصف القمر المظلم وكيف في وقتها لعنت الظلام، كبرت وفهمت ونضجت أكثر لأكتشف بأن المصيبة وقتها من قادتني لحب الآلام والتي تحولت بفعل إرادتي لأيقونة لأقدس معنى وجودى وكيف أصبحت ملهمة لبعض الأجيال، كم لعنت وغضبت وتقوقعت في ثنايا الآهات، تمردت حتى انقشع الظلام وجاء النور على ظهر حصان أبيض كبح جماح البأس واليأس في محياي إلى أن ذقت طعم الحياة. وثبت على كل كدر وحجر عكر صفو الأنهار في عقلي حتى نبع شلال من الأفكار والآمال والجمال.
لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس هكذا يقول الأدباء، لكن أنا أقول خلف كل يأس يقف أملا مستأسدا لا يسمح لك بأن تغلبك الآهات. حلمت حتى جاوز حلمي مدد الأرض والأقمار وما زلت أحلم حتى تغفو عيني ويذكر من يبقى من بعدي كيف يعيش الحلم ولو مات صاحبه لكنه يبقى متربعا على العرش حتى انتهاء عداد الحياة ويغفو كل شيء إلا "حلم إنسان" أبى الهزيمة وقرر أن يحيى حتى بعد الممات.
سلام على نهايات هذه السنة التي قلبتنا يمينا ويسارا ودحرجتنا شمالا وجنوبا لنعرف معنى الحياة، سلام لكحل الليل الذي ولد عندي جمال اللون القاتم وإن بدا لغيري الظلام الحزين ، سلام لنهايات ستغدو بدايات لحقبة مليئة بكل الداء والدواء، سلام وهل لغير السلام باب ندخل من خلاله لنثأر لحب الحياة! فأهلا وسهلا للسنة الجديدة ولن أقول وداعا للسنة الفائتة لأنها ستكمل معي مشوار بدر لم يكتمل في السماء.

1
Nasser hindawi
12.12.2018 - 02:10 

احسنتي

Ahmad Alzghool
11.12.2018 - 12:26 

يقول نابليون القائد تاجر الأمل...
وأنا أقول أنكِ مزجتي القيادة بالأدب والتشبيه البليغ المفعم بالحيوية والأمل، فرحتي ترسمين تحفة فنية بقلم راسخٍ فذ باعثة الأمل طاردة الالم .
لا فض فوك.