تصادف اليوم، الذكرى الثامنة والعشرين، لاستشهاد رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي سليم حسين العلي، الذي أُغتيل عام 1987 في لندن.تميز ناجي العلي بالنقد اللاذع الذي يعمّق عبر اجتذابه للاتنباه الوعي الرائد، من خلال رسومه الكاريكاتورية، ويعتبر من أهم الفنانين الفلسطينيين الذين عملوا على ريادة التغيّر السياسي باستخدام الفن كأحد أساليب التكثيف.ولد فنان الكاريكاتير الكبير ناجي سليم حسين العلي عام 1937 في قرية الشجرة، الواقعة بين مدينتي طبريا والناصرة في الجليل عام 1937، وهُجّر مع أهله وهو في العاشرة عام 1948 إلى جنوب لبنان وعاش في مخيم عين الحلوة.لم يعرف ناجي العلي منذ الهجرة الاستقرار أبدا، حيث اعتقل أكثر من مرة وكان يرسم في سجنه على جدران الزنزانة، سافر إلى طرابلس شمال لبنان ونال فيها شهادة ميكانيكا السيارات، وتزوج من وداد صالح نصر من بلدة صفورية الفلسطينية، وأنجب منها أربعة أولاد.كان الصحفي والأديب الفلسطيني غسان كنفاني قد شاهد ثلاثة أعمال من رسوم ناجي، في زيارة له لمخيم عين الحلوة، فنشر له في مجلة "الحرية" العدد 88 في 25 سبتمبر 1961 أولى لوحاته، وكانت عبارة عن خيمة تعلو قمتها يد تلوّح.في عام 1963 سافر إلى الكويت ليعمل محررًا ورسامًا ومخرجًا صحفيًا في صحيفتي "الطليعة" و"السياسة" الكويتيتين، ثم عاد إلى لبنان ليعمل في صحيفة "السفير" اللبنانية.عاد بعد اجتياح بيروت من قبل القوات الإسرائيلية، للعمل في صحيفة "القبس" الكويتية، وفي عام 1983 انتقل إلى لندن ليستمر في الطبعة الدولية لصحيفة "القبس".وانتج العلي 40 ألف رسم كاريكاتوري، أسفرت عن سعة شهرة الفنان ورسومه في أرجاء الوطن العربي، وتميزت رسومه بالنقد اللاذع، ويعتبر من أهم الفنانين العرب.ابتدع ناجي العلي شخصية "حنظلة"، التي لازمت كل رسوماته، وتمثل صبياً في العاشرة من عمره يدير ظهره للمشاهدين عاقدا كفيه وراء ظهره.وقد ظهر رسم حنظلة أول مرّة عام 1969 في جريدة "السياسة" الكويتية، وأدار ظهره في سنوات ما بعد 1973، وأصبح حنظلة بمثابة توقيع ناجي العلي على رسوماته.ولقيت هذه الأيقونة وصاحبها حب الجماهير العربية كلها وخاصة الفلسطينية، إذ تحول حنظلة الى رمز للفلسطيني المعذب والقوي رغم كل الصعاب التي تواجهه.وعندما سُئل ناجي العلي عن موعد رؤية وجه حنظلة أجاب: "عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة، وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته".كما قال ناجي العلي عن حنظلة "ولد حنظلة في العاشرة في عمره وسيظل دائما في العاشرة من عمره، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء". وأما عن سبب تكتيف يديه يضيف ناجي العلي: كتفته بعد حرب أكتوبر 1973م لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة، وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة، فهو ثائر وليس مطبع.بتاريخ 22 تموز/يوليو عام 1987 أطلق شخص النار على الفنان ناجي العلي في لندن، وأصابه برصاصة أسفل عينه، ومكث في غيبوبة حتى وفاته في 29 آب/ اغسطس 1987.!!
اليوم.. الذكرى الـ 28 عاماً لاستشهاد رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي!!
29.08.2015