أحدث الأخبار
الخميس 28 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 47740
لبنان: اعتصام للاجئين الفلسطينيين في ساحة الشهداء طلباً للهجرة !!
12.09.2019

على وقع نشيد «موطني» ولحنه الذي صدح في أرجاء ساحة الشهداء في وسط بيروت وعلى مقربة من السفارات الأجنبية ومقر الأمم المتحدة، نظّمت «الهيئة الشبابية الفلسطينية» اعتصاماً ثالثاً للمطالبة بفتح أبواب الهجرة إلى كندا ودول الاتحاد الأوروبي وأستراليا.وقد تميّز هذا الاعتصام بالتنظيم وخلا من أي أعمال شغب في ظل انتشار أمني محدود لقوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني، وبرز حرص المنظمين على عدم قطع أي طريق أو التسبّب بأي زحمة سير أو إزعاج المارة وطلبوا من المعتصمين التزام التوجيهات.وعلى أنغام نشيد «موطني» حمل المعتصمون الفلسطينيون أعلام كندا وفرنسا وبريطانيا والمانيا واستراليا، وردّد بعضهم كلمات النشيد بكثير من الحزن والألم، معبّرين عن رغبتهم في الهجرة من دون نسيان بلدهم فلسطين وحقهم في العودة، مؤكدين «أن فلسطين هي الجلال والجمال وفي رباها الحياة والهناء والرجاء»، رافضين «حياة الذل والمعاناة».والتقت «القدس العربي» عدداً من المعتصمين الذين عبّروا عن سبب اعتصامهم وعن ظروفهم الاجتماعية. وتحدثت لاجئة من مخيم عين الحلوة قائلة «جايي عم بعتصم لأننا في لبنان الذي استقبلنا 72 سنة، شكراً له، إنما هو غير قادر يكفي شعبه، فاقتصاده صعب كتير، نشكرهم كتير إنما نحن نطلب من الاونروا والاتحاد الأوروبي النظر إلى وضعنا الإنساني، خلص يكفي، ما عم نقدر نتحمّل أكتر من هيك، أولادنا يتعلّمون ويبقون في البيت، لا عم يتوظّفوا، ويللي بيمرض ما عم تعطيه الاونروا 10 في المئة، في أمراض كتير صعبة ما عم يقدر أصحابها يتعالجوا، فهيك كتير بكفّي، إحنا أكتر شعب ضحّى، صح لبنان استقبلنا بس كمان إحنا قدمنا واشتغلنا بلبنان وساهمنا بإعمار لبنان، بس ما ماخدين حقوقنا».عبّروا لـ «القدس العربي» عن آلامهم: «خلص بكفّي وما مننسى فلسطين»وإذا كان للاعتصام علاقة بالإجراءات التي اتخذتها وزارة العمل اخيراً قالت «هيي بالأساس كلو بيلحلق بعضو، إحنا بالأساس مضطهدين بحقوقنا، فالفلسطيني محروم من 72 وظيفة، شو بدو يشتغل؟ كمان بيجي قرار وزير العمل شو بدو يشتغل؟ ما عاد في مجال يعني، ما قادرين نعيش، هلقد كتير بكفّي». وسئلت إذا فُتحت أمامكم أبواب الهجرة ألا تصبحون بعيدين عن أرضكم فلسطين؟ فأجابت «فلسطين موجودة في قلبنا وإحنا أصغر طفل عنا بيعرف إنو عنا حق العودة وأصغر طفل عنا بيعرف إنو في إلو مفتاح وبالنهاية رح يرجع لأرضو».والتقت «القدس العربي» أم حسين وهي لاجئة من مخيم نهر البارد وتحمل علم الاتحاد الأوروبي ولدى سؤالها عن سبب حملها هذا العلم قالت «تعبنا كتير، نحنا بقلب مخيمات محصورة، لا في شغل ولا طبابة ولا أي شي نهائي، الشباب عم تتعلّم وعم تقعد ببيوتها وطول النهار بالقهاوي تروح تشرب قهوة وأرغيلة، ما في معاهم مصاري يعني الشباب عم طقّ والأهالي طقّت أكتر. يعني شي وصل للحد وعم مندوب متل الشمعة، دبنا خلص كفاية، الواحد ما عم في يعلّم إبنو ويعلم بنتو ولا حتى يطعمي اولادو، في ناس حق ربطة خبز ما عندها بقلب البيت».وإذا كانت تعتقد أن الدول ستتجاوب مع دعواتهم للهجرة قالت «إن شاء الله نحنا حاطين أملنا برب العالمين، الله يحنّنهم علينا يا رب». ولدى سؤالها عما تشعر لدى سماعها نشيد موطني قالت «منحسّ بكتير ألم، كتير، نحنا مغرّبين عن بيوتنا، يعني 72 سنة إجوا جدودنا وأماتنا وبيّاتنا قاسوا كتير ونحنا كمان واولادنا، كل جيل عم بيقاسي أكتر وأكتر، مش ماخدين لا حق ولا باطل، مش ماخدين شي بالقليلة نعيش بشوية كرامة وشوي متل ما بيقولوا لا أكتر ولا أقل».واشتكت إحدى اللاجئات من منعهم من الذهاب إلى حدود فلسطين بقولها «إحنا إذا بدنا نروح عالحدود كرمال بس حق النظر لبلدنا فلسطين ما منقدر بيمنعونا بدنا تصريح».وسئلت من يمنعكم؟ «الدولة اللبنانية، بدنا تصريح لحتى نوصل ونشوف بلدنا بس شوف. بس هللي عم بيروحوا لبرّا وياخدوا الجنسيات عم يطلعوا على فلسطين».وتحدثت ايضاً من مخيم اليرموك ميرفت حسّون عن مشكلتها قائلة «ذنبي أن أولادي طلعوا على ليبيا ولحد هلق صرلهم سنتين وما حد سأل عليهم، ذنبهم أنهم فلسطينيون وسافروا، ما لاقوا معيشة هون وطلعوا يسافروا، حجزوهم صار لهم سنتين وما حدا سأل عليهم لا السفارة ولا المنظمات، لهلق صار لنا سنتين ما عارفين شو بدنا نعمل؟»واذا كانت غير راغبة بالعودة إلى اليرموك؟ أجابت «مبلى بس ما عنديش بيت ولا شي، على شان هيك طلعوا اولادي يسافروا».وقال محمد السيّد وهو فلسطيني آت من سوريا ويسكن في مخيم عين الحلوة «نحنا أوضاعنا مزرية وصار الي 3 سنين قاعد بلا شغل لأنو ممنوع نشتغل، وطبابة ما في متل العالم والناس وما في أبسط حقوق للاجئ الفلسطيني، ونحنا هون حتى نطالب باللجوء الانساني لأي دولة أوروبية أو استراليا وكندا، المهم نطلع من هون لنعيش بكرامة، صار عمري 26 سنة ما قادر أمّن مستقبلي وما قادر إتجوّز. اللاجئين هون عم بتكون على أبواب المستشفيات وزي ما قالوا قبل شوي عم يحجزوا الجثث بالمستشفيات لأنو ما قادرين ندفع».وقيل له أنت ترتدي الكوفية الفلسطينية فإذا هاجرت إلى كندا او استراليا كيف ستعود إلى بلدك؟ فأجاب «نحنا المهم نطلع وناخد جنسية، ساعتها فينا نرجع على فلسطين ومنروح على قراها ومدننا وحتى نزور المسجد الأقصى ومنصلّي فيو، طالما نحنا قاعدين بلبنان وساكتين لا رح فينا نرجع على فلسطين ولا رح نقدر نعيش بكرامة ولا رح نقدر نطلع على أوروبا».اذاً، هذا هو الاعتصام الثالث الذي ينفّذه لاجئون فلسطينيون في لبنان للخروج من أسوار المخيمات الفلسطينية وللعيش بكرامتهم بعد الشكوى العارمة من الضائقة المعيشية ومن عدم حصولهم على أدنى الحقوق المدنية ومنها حق التملك، إضافة إلى حرمانهم من 72 وظيفة ومطالبتهم حالياً بالحصول على إجازة عمل. وقد عبّر أحد اللاجئين عن نقمته على الوضع بقوله «إن الفلسطينيين يذهبون إلى السماسرة طلباً للهجرة فيبيعون بيوتهم ويسبحون في البحر ويموتون في البحر، ونحن لا نريد الموت في البحر نريد أن تفتح السفارات أبوابها للهجرة، ولا نريد من الأونروا تمويلاً باسمي كفلسطيني بل أريد كفالة تضعها باسمي في أي سفارة لتخرجني من الأراضي اللبنانية».!!...*المصدر : القدس العربي

1