قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إن عدد ضحايا جرائم فرنسا الاستعمارية في بلاده تجاوز الخمسة ملايين ونصف المليون من كل الأعمار، أي ما يمثل أكثر من نصف سكان الجزائر (حينها)، مؤكدا أن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم رغم المحاولات المتكررة لتبييضها. وهي المرة الأولى التي تكشف فيها الجزائر عن هذا العدد لضحايا الاستعمار الفرنسي الذي استمر من 1832 حتى 1962، حيث ظل الرقم المعروف والمتداول هو 1,5 مليون شهيد. ووجه تبون، اليوم الخميس، رسالة بمناسبة الذكرى الـ75 لمظاهرات الثامن من أيار/ مايو 1945 التي خرج فيها عشرات آلاف الجزائريين، لمطالبة فرنسا منح بلادهم الاستقلال بعد انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية. وقال تبون “إن القمع الدموي الوحشي للاحتلال الاستعماري (الفرنسي) الغاشم، سيظلّ وصمة عار في جبين قوى الاستعمار التي اقترفت في حق شعبنا طيلة 132 سنة، جرائم لا تسقط بالتقادم رغم المحاولات المتكررة لتبييضها”. وأضاف ” إنّها جرائم ضد الإنسانية، وضدّ القيم الحضارية لأنها قامت على التّطهير العرقي لاستبدال السكان الأصليين باستقدام الغرباء، كما قامت على فصل الإنسان الجزائري عن جذوره، ونهب ثرواته، ومسخ شخصيته بكلّ مقوماتها”. وأوضح تبون، أن مظاهرات الثامن من أيار/ مايو 1945 السلمية، التي خرج فيها المواطنون العزّل بعشرات الآلاف في سطيف وقالمة وخراطة (شرقي الجزائر) قبل أن تتوسع على امتداد أسبوعين، إلى جهات أخرى من الوطن، سقط فيها ما لا يقل عن 45 ألف شهيد وشهيدة. كما رجح أن يكون هذا الرقم أكبر بالنظر إلى “الآلة الحربية المستعملة من قوات برية، وجوية، وبحرية، إلى جانب الشرطة وميليشيات المعمّرين المسلحة ضد متظاهرين مسالمين طالبوا السلطات الاستعمارية باحترام وعد قطعته على نفسها بمنح الجزائريين استقلالهم بعد انتصار الحلفاء على النازيين، مكافأة لهم على دفاعهم عن شرف فرنسا ضد الاحتلال النازي لها”.ودعا الرئيس الجزائريين المؤرخين في بلاده، إلى استجلاء جميع جوانب هذه المحطة وغيرها من المحطات في ذاكرة الأمة. وكشف عن إصداره قرارا باعتبار الثامن من مايو من كل سنة، يوما وطنيا للذاكرة، وأنه أعطى تعليمات بإطلاق قناة تلفزيونية وطنية خاصة بالتاريخ.!!
الجزائر..الجزائر : تبون: جرائم فرنسا الاستعمارية أبادت نصف سكان الجزائر!!
08.05.2020