تشهد العاصمة الجزائرية مظاهرات حاشدة، وسط كر وفر بين المتظاهرين وقوات الشرطة، قرب ساحة البريد المركزي وساحة أودان، رفضاً للانتخابات الرئاسية المقررة غداً الخميس، في الوقت الذي شهدت فيه عدة مدن مظاهرات مماثلة، انتهت بعضها إلى مواجهات محدودة بين قوات الأمن والمتظاهرين.واستخدمت الشرطة الجزائرية القوة والعصي لتفريق مظاهرات صاخبة في العاصمة الجزائرية، قبل يوم واحد من موعد الاقتراع العام، وعنفت المتظاهرين، ما أدى إلى سقوط وإصابة عدد منهم، وسط حالة من التدافع بينهم، لكن الشرطة فشلت في تفريقهم، واضطرت إلى السماح بالتظاهر، بعد إصرار نشطاء الحراك على الحق في التظاهر ورفض مغادرة الشارع، وتزايد أعدادهم. القمع الذي واجهت به السلطة اليوم المتظاهرين قد يكون مؤشراً على استعداداتها غداً لقمع أي احتجاج ضد الانتخاباتوتجمع الآلاف من المتظاهرين وسط العاصمة في ذكرى مظاهرات 11 ديسبمر/كانون الأول 1960 (خلال ثورة التحرير)، رافعين شعارات منددة بإصرار السلطة على تنظيم الانتخابات الرئاسية غدا، والتي وصفوها "بالمسرحية السياسية"، ودعا المتظاهرون الجزائريون لمقاطعة التصويت وهتفوا طويلاً "من ينتخب خائن"، و"إسقاط الانتخابات واجب وطني".وهتف المتظاهرون الذين كانوا يرفعون الأعلام الوطنية وصور كبار شهداء ثورة التحرير وصوراً لنشطاء الحراك الشعبي الموقوفين في السجون، مطولاً، بشعارات موجهة إلى الشرطة والسلطة معا: "غداً إما نحن أو أنتم"، في رسالة سياسية تعبّر عن وجود إصرار على التظاهر غداً الخميس والاحتجاج ضد الانتخابات أيضاً، "وإفساد عرس الذيب الذي تنظمه السلطة"، حسب ما يقول الناشط في الحراك الشعبي سفيان هداجي وأكد هداجي أن "القمع الذي واجهت به السلطة اليوم المتظاهرين قد يكون مؤشرا على استعداداتها غدا لقمع أي احتجاج ضد الانتخابات، لكن إذا كانت السلطة تعتقد أن ذلك سيوقف الغضب الشعبي فهي مخطئة".وتمركزت الشرطة وسط العاصمة، وقطعت شارع ديدوش مراد وسط العاصمة، لمنع التحام مظاهرتين كانتا وسط العاصمة، كلتاهما ترفض الانتخابات. وقطعت الشرطة أوصال وسط العاصمة وشوارعها، ومع مرور الوقت تزايدت أعداد المتظاهرين وأجبرت قوات الشرطة على الانسحاب إلى أطراف الشوارع، ما سمح للمتظاهرين بالتجمع قرب ساحة البريد المركزي.وشهدت مدينة البويرة، قرب العاصمة الجزائرية، مظاهرات صاخبة رفضا للانتخابات الرئاسية، اضطرت معها الشرطة لاستخدام القوة لإبعاد محتجين مناوئين للانتخابات عن مركز تجمع لقوات الشرطة، كما شهدت مدن بجاية وتيزي وزو وعززاقة وبومرداس ووهران غربي الجزائر، وعنابة شرقي الجزائر، مظاهرات منددة بالانتخابات وداعية إلى المقاطعة الشعبية. ومنذ مساء الثلاثاء، نشرت السلطات الجزائرية قوات أمنية كبيرة في العاصمة الجزائرية تحسبا لمظاهرات الأربعاء والخميس، ولتأمين مكاتب الانتخابات. وقالت مصادر أمنية إن السلطات استقدمت قوات أمن إضافية من الولايات الأقل حيوية سياسية لجهة رفض الانتخابات، كولايات الجنوب، لمواجهة أية تطورات يوم الانتخابات.وبدأت السلطات في نشر القوات الأمنية قرب مكاتب الاقتراع لتأمينها، وتأمين المعدات والمواد الانتخابية التي نقلت إلى تلك المكاتب. وينتظر أن تنشر السلطات الليلة أكثر من 180 ألفا من قوات الأمن والشرطة في مختلف المدن والبلدات، لتأمين الانتخابات، كما تمت الاستعانة بأكثر من 120 ألف دركي تم توزيعهم خاصة في المناطق الداخلية والبلدات الصغيرة التي لا تتوفر على مراكز للشرطة، كما وضعت قوات الجيش في حالة يقظة، وتم توزيع قوات الجيش العاملة في الميدان، خاصة في المناطق الجبلية والقريبة من الحدود، لتأمين الانتخابات ومرافقة المواكب الانتخابية.!!
الجزائر.. الجزائر : عشية الانتخابات : مظاهرات حاشدة في الجزائر رفضاً للانتخابات وسط انتشار أمني مكثف!!
11.12.2019