قالت مصادر طبية عراقية، لوكالة "رويترز"، إن حصيلة قتلى الاحتجاجات العراقية منذ انطلاقها في الأول من أكتوبر الماضي، قد تجاوزت الـ 400 قتيل.وجاءت الإحصائية الجديدة، بعد يوم من قتل 54 شخصاً بالإضافة لإصابة المئات في صفوف المتظاهرين في مدينة النجف، والعاصمة بغداد، ومدينة الناصرية، من جراء إطلاق قوات الأمن ومسلحين النار عليهم، يوم الخميس، فيما يعد تصعيداً كبيراً في التعامل مع احتجاجات العراق.وقال مصدر طبي من دائرة الطب العدلي العراقية، فجر اليوم الجمعة: إن "عدد القتلى في النجف ارتفع إلى 18 متظاهراً، وأصيب نحو 350 آخرين بجروح"، بحسب وكالة الأناضول.وأضاف المصدر أن "غالبية القتلى والجرحى سقطوا من جراء إطلاق قوات الأمن ومسلحين يرتدون ملابس مدنية الرصاص على المحتجين في محيط ساحة ثورة العشرين وصولاً إلى شارع المدينة وسط النجف".في حين قال الملازم أول في شرطة النجف، خليل الإسماعيلي، للوكالة: إن "قوة من مكافحة الإرهاب (قوات النخبة في الجيش) وصلت إلى المدينة للسيطرة على الأحداث المتفاقمة".وأردف الإسماعيلي أن تلك القوات بدأت الانتشار في المناطق المضطربة بغية بسط الأمن، لافتاً إلى أن تلك القوات تحظى بثقة المتظاهرين.وذكر شهود عيان أن غالبية القتلى سقطوا على يد مسلحين يرتدون ملابس مدنية يطلقون الرصاص على المحتجين، لكن لم تتضح هوياتهم على الفور.ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر طبية أن قوات الأمن العراقية قتلت بالرصاص 32 محتجاً على الأقل، في مدينة الناصرية، في حين قتل 4 آخرون خلال قمع الأمن لمتظاهرين في العاصمة بغداد.ونقلت الوكالة أن الجيش العراقي أعلن ما سمّاه "تشكيل خلايا أزمة تضم قيادات عسكرية لضبط الأمن وفرض القانون في المحافظات"، بعد ساعات من اقتحام المتظاهرين قنصلية إيران في النجف، جنوبي البلاد، وإضرام النيران فيها.وذكرت وسائل إعلام رسمية أن السلطات أعلنت حظر التجول بعد وقت قصير من الواقعة، وأبعدت الحكومة رئيس خلية الأزمة عن مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، التي استقال محافظها احتجاجاً على القمع.وسارعت وزارة الخارجية العراقية لإدانة ما تعرَّضت له القنصلية الإيرانية في مدينة النجف جنوبي البلاد من اعتداء، في حين لفتت إلى أن الغرض من هذا العمل إلحاق الضرر بالعلاقات بين البلدين.وأضافت: "حذرنا من دخول أشخاص يبتغون حرف التظاهرات ذات المطالب الحقة عن جادّة الانضباط القانونيّ.. وما تعرّضت له القنصليّة في النجف دليل واضح لما يحمل هؤلاء من أجندات بعيدة عن المطالب الوطنيّة".وتعتبر النجف من المدن المقدسة لدى الشيعة، وهي مكان إقامة المرجع الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني، الذي عبّر أكثر من مرة عن دعمه لمطالب الاحتجاجات الشعبية.وكان محتجون قد حاولوا مراراً اقتحام القنصلية الإيرانية في كربلاء المجاورة، وهو ما يعكس- بحسب مراقبين- غضب المتظاهرين العراقيين من تصاعد النفوذ الإيراني في بلادهم، والذي يقول البعض إنه وصل إلى حد التحكم في القرار الوطني العراقي.ويشهد العراق، منذ بداية أكتوبر الماضي، مظاهرات شعبية واسعة النطاق في بغداد والعديد من المدن الأخرى؛ احتجاجاً على انتشار الفساد وتردي الخدمات العامة وغلاء المعيشة. كما يطالب المحتجون بتغيير شامل في نظام الحكم للخلاص من المحاصصة الطائفية وتأسيس حكومة تكنوقراط على أساس الكفاءة.!!
بغداد..العراق: حصيلة مجازر نظام " خضراء بغداد".. بعد يوم دامٍ.. عدد قتلى احتجاجات العراق يتجاوز الـ 400!!
29.11.2019