أحدث الأخبار
الخميس 21 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
الماركيز دي ساد يشجع على ممارسة الجنس الجماعي وطفلة تسجن مغتصبها!!
بقلم : أسمى العطاونة ... 31.10.2014

بمناسبة مرور قرنين على وفاة الكاتب الكبير ذي السمعة «البذيئة» والفضائح المتتالية الماركيز دي ساد، إنطلق في متحف «أورسي» في باريس مؤخرا معرض مخصص له ولأعماله الـ«فاضحة»، وقام المعرض بنشر فيديو إعلاني له ولفعالياته.
ما أريد أن أتحدث عنه هو الفيديو الإعلاني والضجة التي فجرها من حوله ليطالب العديدون بإلغائه وإجبار المتحف على عرض «تحذير: الفيلم يحمل مشاهد قد تسيء إلى مشاعر العامة» وليجبر «يوتيوب» أيضا على إضافة «محظور لأقل من 16 سنة».
الفيديو من إعداد دافيد فريموند وفلوران ميشيل ويدعى «ساد، مهاجمة الشمس». تظهر في الفيديو أجساد عارية ومتزاحمة لنساء ورجال تتمايل وتتلامس وتداعب أحدها الآخر، لترسم بذلك «كوريغرافيا» جميلة، تتمايل لترقص بنعومة، وموحية لـ»ممارسة جنس جماعي» أو «بارتوز»، كما يسميه الفرنسيون.
ما يثير في الأمر هو مستوى الرقابة، الذي لا يتوقف عن التراجع مؤخرا في فرنسا، في كل ما يتعلق بالفن ونظرة الناس الضيقة له! فبعد الاضطرار إلى إزالة العمل الفني الـ»شجرة الخضراء اللون»، للفنان الأمريكي بول مكارثي من وسط ساحة «فاندوم» في باريس لسبب تقارب شكلها من «سكس توي»، بحسب رأي المارة، ها هي الضجة الإعلامية تعود من جديد لتثار حول فيديو إعلاني لمعرض يحتفي بأعمال الماركيز دي ساد!
الغريب في الأمر أننا جميعنا نلم بشخصية الماركيز دي ساد ونعلم كم هو «ثوري» و»محرض» ولا يخشى الرقابة ولا المجتمع في وصفه للذة، التي تتكون من الوحشية الجنسية والعذاب الجسدي للوصول إلى الشهوة!
الماركيز دي ساد، لم يختلق شيئا ولم يتوان، ولو للحظة عن فضح التقاليد المحافظة والنفاق المنتشر في عصره لدى الطبقة البرجوازية خاصة. ونرى هذا واضحا في رواية جوستين وزوجها «الطبيب» ذي المنصب العالي الذي لا يرغب في غير فتاة بعمر ابنته، عذراء لكي يمارس عليها كبته الجنسي ويرى في معاناتها وعذابها لذته!
ثورة في وجه الظلام الأخلاقي!
الماركيز لم يتوقف عند هذا ففي روايته «120 عاما في سودوم» لم يتوار، ولو لدقيقة عن فضحه للمراكز والسلطات العليا في المجتمع في عصره في القرن الثامن عشر، سواء كانت سلطة دينية أم سياسية، وثار كما عهدناه دائما على السلطات المنافقة والمرتبطة الواحدة بالأخرى باستعبادها للشعوب البسيطة والساذجة!
فنراه يلهم السينمائي والشاعر الإيطالي بيير بازوليني ليخرج فيلما يحمل العنوان نفسه ويثور بدوره على السلطات التي تتحكم في المجتمعات الحديثة المتمثلة في «النظام الرأسمالي» من خلال استعبادها للمراهقين والمراهقات وخطفهم وحبسهم في قصر عال ومعزول ليمارسوا أنواع السادية والتعذيب الجسدي والنفسي والعبودية على هؤلاء الفتية والفتيات! ليجدوا بذلك لذتهم الجنسية!
نرى في الفيلم كل التفاصيل التي تشعرنا بالتقزز والقرف والغثيان لما يمكن أن يفعله إنسان بآخر من إجرام لدرجة إراقة الدم واجباره على أكل براز السلطات العليا. وقد منع الفيلم من العرض، كما منعت أيضا رواية جوستين من النشر في ذاك العهد، وزج بالماركيز في السجن ونعت بالمجنون، بينما قتل المخرج الإيطالي دون أن يرى نهاية لفيلمه!
ولا يجب أن يغيب عن القارئ مدى تأثير الماركيز على كتاب وشعراء مهمين كبودلير وفلوبير وغيوم أبولينير، وهذا ما يهدف إليه المعرض المنطلق في باريس.
تقول آني لوبران، المتخصصة في أدب ساد والمدافعة عن الفيديو وعن فكرة المعرض إن «العلاقة التي أبرزها ساد بين الشهوة والوحشية، وهي في نظره متجذرة في الإنسان، تهيمن كليا على اللوحات»، التي تعرض في تزامن مع كتابات ساد.
وتضيف لوبران في فيديو على موقع المتحف أن «المعرض هو قصة هذه الثورة التحتية» وتعطينا مثالا للوحة دوغا ومشهد «الحرب في العصور الوسطى»، حيث يظهر رجال على الخيول يرشقون بأسهمهم على نساء عاريات في محاولة للإشارة إلى «اصطياد النساء»! ومما يثير الفضول هو التشابه في طرح المواضيع المقدمة للزائر، والتي وإن اختلفت تتشابه في نقلها لـ»الوحشية» و»الرغبة» و»الشذوذ» و»الشهوة» في محاولة لخلق مخيلة جديدة للعالم!
يتواصل المعرض حتى نهاية 25 يناير/كانون الثاني من العام المقبل، ولحينها لا يبق لضيقي الأفق إلا إعادة النظر والتعمق بطريقة «ثورية ومتفتحة» في اللوحات والكتابات المعروضة والتي ترينا حقيقتنا الإنسانية البشعة والـ»جارحة للمشهد العام»، دون تزييف أو تضليل! ولكي أعود للفيديو الإعلاني وبعد الوصف الذي قد يعد جارحا في مقالي أحب أن أضيف بأن الفن والحب والرقص والإبداع، كما يظهر في الفيديو يعد من أقوى الوسائل الوحيدة التي تصدمنا لتعكس وبكل صدق الروح الإنسانية بسذاجتها ووحشيتها في عالم ومجتمعات ضيقة الأفق لا ترى في الفن والكتابة إلا تهديدا محتما لأفكار وسلوكيات منافقة تبنى عليها وتتوارثها المجتمعات الحديثة!
«المهرج القاتل» يثير الرعب في الشوارع الفرنسية!
تداولت نشرات الأخبار الأسبوع الماضي خبر انتشار ظاهرة تجول «مهرجين مجهولين» في شوارع ومناطق فرنسية معزولة لبث الذعر في نفوس المارة. تأتي هذه الظاهرة إلى فرنسا بعد انتشارها في أمريكا، حيث تناقلتها مختلف شبكات التواصل الإجتماعي.
يظهر في الفيديو مهرج «مخيف المظهر» ذو شعر برتقالي وقناع بلاستيكي أبيض يغطي وجهه، يختبئ في «باركينغ السيارات» وينتظر مرور ضحاياه ليمسكوا به متلبسا ممسكا بأداة قتل «مطرقة كبيرة» يهشم فيها جمجمة رجل «دمية وهمية» ملقى على الأرض لينفجر الدم ويغطي الحائط المقابل وتركض الضحية مهرولة مذعورة خوفا من المصير نفسه! الفيديو مرعب ولا أعرف كيف يجد من يتناقلونه أنه مضحك، خاصة أن من أشهر الشخصيات السفاحة في أمريكا الشمالية كان رجل يدعى جون واين جاسي كان يعمل مهرجا في مستشفى للأطفال!
الظاهرة ترعب الفرنسيين وتذكرهم بشخصية السفاح وشخصيات لمهرجين «معتلين نفسيا» يتلذذون بإلحاق الأذى بالآخرين كما نراهم في أفلام سينمائية عدة كفيلم «سو» أو «الجوكر» في فيلم باتمان وفارس الظلام! ما يزيد الرعب في الشوارع هنا لدى الجميع رغم توقيفات الشرطة ورجال الأمن المتعددة للمتبرجين والمتنكرين بزي المهرج، إلا أن هذا لا يشعرنا بالأمان وخاصة بعد انتشار الظاهرة قبل أيام قليلة لبدء الاحتفالات بمناسبة «الهالوين».
الطفلة سويتي تنتقم من مغتصبها
كما تلاحظون في مقالي هذا أخصص أخبارا مختلفة، ترينا مدى بشاعة العالم الحديث الذي نعيش فيه ومع سرعة تطور التكنولوجيا، ورغما عن التقدم العلمي الذي ننجزه إلا أن البشرية لما زالت تعاني من أمراض وشواذ في ما يتعلق بالجنس والوحشية أنبأنا بها ساد قبل قرنين!
وأذكر هنا حادثة قرأتها في جريدة «الإمارات اليوم» خلال إقامتي هناك عن «اغتصاب طفل باكستاني» ذي ثلاث أعوام في حمام المسجد خلال أداء والده لمراسم صلاة العيد، فقام المغتصب بكتم نفس الطفل خلال جريمة الإغتصاب فقتله!!
ما حدث كان سببا للتقيؤ على عالم مزيف وممتلء بالأمراض النفسية، التي لا تحمي أي حذر منا في الوقوع يوما ما ضحية لسفاح أم مغتصب أم معتل نفسي! وما حدث للطفل الباكستاني قد يحدث لأي طفل في أي مكان في العالم من دون أن يتحدث أحد عن الأمر خوفا من الفضيحة!
وعند سؤالي لطبيبة الأطفال النفسية عن ظاهرة التحرش بالأطفال أجابتني بأن أغلب قصص التحرش تحدث في جو عائلي ليكون المتحرش في محيط الطفل العائلي، سواء «الأب» أو العم أو الخال أو الجد لأنه يكسب ثقة الطفل الكاملة!
إن ما يجعلني أتحدث عن هذا الموضوع هو الفكرة الجهنمية التي قامت بتطبيقها منظمة غير حكومية «أرض البشر» مؤخرا، حيث قامت بتأسيس موقع خاص على شبكة الانترنت عرضت فيه صورة لفتاة فلبينية منسوخة «افتراضية» ولا تمت للواقع بصلة تبلغ من العمر عشر سنوات لتسمح لها بالتعارف مع «الطامعين» بها وبجسدها، لتصطادهم المنظمة وتقدمهم للمحاكمة.
الغريب في الأمر هو العدد الهائل من الـ«طامعين» في جسد الطفلة، رغما عن عمرها اليافع فقد وصل عدد المتصلين بهـــــا إلى 20 ألف متصـــل ومن دول مختلفة، ممن يريدون رؤيتها عارية ومؤدية لحركات جنسية لتهيجهم عبر «الويب كام»!!
ومن أكثر المتصلين وقاحة هو بروفايل رجل أمريكي أب لطفلين يعرض على «سويتي» المال والدولارات مقابل أن تريه فورا ما يثير لذته قائلا «أسرعي بفتح الكاميرا، أنا أشعر بالشهوة والإثارة» وما تصرح به المنظمة غير الحكومية هي نجاحها في تسليم ألف من هؤلاء المرضى إلى السلطات المختصة بعد نجاحهم في تحديد أماكن سكنهم وأرقام تلفوناتهم.
وتوضح المنظمة بأن العديد من المعتلين نفسيا هم ما بين 35 و55 عاما وأغلبهم آباء لأطفال ويمارسون مهنا «محترمة». كم أتمنى أن تصل التجربة إلى البلدان العربية لننشر غسيلنا نحن أيضا ونرى بأننا قد نتفوق عليهم مرضا ربما!

٭ كاتبة فلسطينية تقيم في باريس..المصدر: القدس العربي
1