أحدث الأخبار
الثلاثاء 07 كانون ثاني/يناير 2025
نجلاء المنقوش تكشف لـ “الجزيرة” حقيقة اللقاء مع كوهين وتنفي التطبيع مع إسرائيل وتؤكد أنها “مظلومة” !!
بقلم : سليمان حاج إبراهيم ... 05.01.2025

تقرير ..نفت الدكتورة نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية الليبية، أن يكون دافع اللقاء الذي أجرته مع إيلي كوهين في إيطاليا يمهد لتطبيع ليبيا مع إسرائيل، مؤكدة أنها كانت مكلفة من رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة لعقد اللقاء لمناقشة قضايا استراتيجية تتعلق بأمن واستقرار البحر المتوسط، مع إعلانها أن مغادرتها طرابلس كان بقرار سياسي، وهي مستعدة لأي تحقيق يكشف حقيقة اللقاء “الزلزال” الذي أثار عاصفة من الجدل. وتحدثت نجلاء المنقوش لأول مرة منذ أغسطس/ آب 2023، بعد الجدل الذي أثاره تسريب اللقاء الذي عقد في روما، وحصرياً لمنصة أثير لشبكة الجزيرة، وتعرض الحلقة أيضاً على منصة “الجزيرة 360”. وكشفت المنقوش أنها فضلت أن تحاورها الجزائرية خديجة بن قنة لتكشف وبشكل حصري لشبكة الجزيرة تفاصيل خاصة عن كواليس ما حدث منذ مغادرتها ليبيا بطلب وترتيب من السلطات الرسمية في طرابلس. وقالت المنقوش في الحوار المطول الذي تعرضه الجزيرة على منصاتها الرقمية الأحد، أنها اتهمت بالتطبيع وأن الليبيين لم يسمعوا الحقيقة، ولم تصلهم الصورة الكاملة لما جرى، حيث منعت بحسب تأكيدها لخديجة بن قنة من الإدلاء بأي تصريح يكشف حقيقة ما جرى، وطُلب منها مغادرة طرابلس، على أساس عودتها بعد أيام، لكن الغياب طال لسنة وأشهر.
وأكدت نجلاء المنقوش بشكل صريح ومباشر لخديجة بن قنة، أن اللقاء الذي عقدته مع إيلي كوهين وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، كان بتنسيق وترتيب من رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، وهي قابلت نظيرها الإسرائيلي، بتكليف رسمي، وبجدول أعمال سلم لها. وشددت المنقوش أنها انتقدت في بداية لقاء كوهين، سياسات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، ودافعت عن حقوق الفلسطينيين. وصرحت وزيرة الخارجية الليبية لمذيعة الجزيرة خديجة بن قنة، أن لقاء وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، هدف إلى مناقشة قضايا استراتيجية حساسة تهم ليبيا، منها الرهانات المتعلقة بالموارد في حوض البحر الأبيض المتوسط، وتحديداً الغاز والحدود البحرية، على ضوء الاكتشافات الأخيرة، ووضع النقاط على الحروف بخصوص تلك الموارد. وأكدت المنقوش حينما سألتها خديجة بن قنة بأي صفة تخاطبها، وزيرة الخارجية الليبية، أم الوزيرة المقالة، أم المستقيلة، أم المحقق معها، لتؤكد ضيفة بودكاست ذوو الشأن على منصة أثير، أنها من ناحية إدارية وقانونية هي وزيرة الخارجية، وإن كان هناك تحفظ من ناحية سياسية، لتعتمد الصفة طيلة الحلقة. وأشارت وزيرة الخارجية الليبيةإلى أنه كان يستحيل أن تعقد اللقاء مع وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الثاني والحرب الإسرائيلية على غزة، حيث شددت على أن القضية الفلسطينية حساسة بالنسبة للشعب الليبي وتربت عليها وتفتخر بلبس الكوفية. وشددت نجلاء المنقوش أن اللقاء الذي أجرته مع إيلي كوهين لم يكن هدفه أبداً التطبيع، وكررت ذلك في أكثر مناسبة، معتبرة أن اللقاء لم يعن أي تمهيد لتطبيع العلاقة بين تل أبيب وسلطات ليبيا. واعترفت أن قرار التطبيع حق سيادي للشعب الليبي، ولا يمكنها أن تقرر مكانه في شأن حيوي مثل هذا المسار. وأضافت أنها هي شخصياً وكذلك الحكومة لم تكن تنوي أبداً الدخول في مسار للتطبيع مع تل أبيب. واستعرضت نجلاء المنقوش تفاصيل دقيقة عن فحوى الاجتماع مع كوهين الذي جددت طيلة المقابلة التأكيد أنه تم بتنسيق مع عبد الحميد الدبيبة الذي عاتبته لعدم إدارته بحنكة للأزمة منذ تسريب الإعلام العبري اللقاء، حيث قالت لخديجة، إن القضية كانت ستحل ببساطة لو تحدث الدبيبة مباشرة، وخاطب الشعب الليبي وكشف الحقيقة. وحينما سألت خديجة بن قنة نجلاء المنقوش عن سبب عدم كشفها الحقيقة مباشرة، أكدت وزيرة الخارجية الليبية أن الدبيبة رفض ذلك. وحول تفاصيل مغادرة المنقوش ليبيا، أشارت ضيفة “ذوو الشأن”، أن المسؤول الأمني تواصل معها وطلب منها المغادرة بناء على أوامر رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، واعتقدت أن الأمر سيكون لأيام، لكن الغياب طال لسنة وأشهر.
وكشفت المنقوش تفاصيل المغادرة، حيث اتجهت بطائرة رسمية نحو تركيا، ثم غادرت نحو المملكة المتحدة لتلتحق ببناتها، بعدما تأخر موعد رجوعها، وتأثرت حالتها الصحية. وتحدثت المنقوش عن تفاصيل تعيينها وزيرة خارجية وترددها في البداية لقبول التكليف، وتخوف والدها، ثم اقتناعها في الأخير بضرورة الإسهام في خدمة بلدها، حيث تركت عملها ونشاطها في الولايات المتحدة، للالتحاق بالمنصب الذي اعتبرته تكليفاً. كما كشفت النقوش الكثير من التفاصيل المتعلقة بنشاطها الدبلوماسي، ومحاولاتها إعادة الاعتبار لليبيا، واستعادة مكانتها، وصوتها الذي لم يكن مسموعا، والعمل من أجل رفعة بلدها الذي تحدثت عنه بشغف وحب.
وتعد الدكتورة نجلاء المنقوش أول امرأة تعين وزيرة للخارجية في تاريخ ليبيا، وهي أيضاً أكثر من تعرض من المسؤولين للانتقاد والهجوم.
وقررت المنقوش أن تتكلم بعد صمت طويل، وتحدثت لبرنامج (ذوو الشأن) ولأول مرة حصرياً على منصتي أثير والجزيرة 360. كما تناول اللقاء الذي أجرته خديجة بن قنة في العاصمة القطرية الدوحة، للإصلاحات في ليبيا، والأمن على الحدود، والميليشيات، والهجرة غير الشرعية والتدخلات الاقليمية والدولية في الشأن، وعن المرأة، وعن التواصل بين حكومة الوحدة الوطنية الليبية، و”أبناء حفتر”
وصرحت نجلاء المنقوش أنها “لا تلوم الليبيين الذين لم يسمعوا القصة كاملة وكان هناك افتراض أنه تم تطبيع مع إسرائيل”، حيث اعتبرت أنها “تؤمن أن الجلوس مع العدو…. من صلب العمل الدبلوماسي الحقيقي”.
كما تحدثت المنقوش عن “دور قطر الإيجابي الداعم للقضية الفلسطينية إلى جانب مجهودات الكويت وعُمان المحمودة”. وأضافت أنها تلبس “الكوفية بكل فخر وهي جزء من هويتنا كعرب والتزاماً منا بالقضية الفلسطينية”. وقالت إنها “رفضت محاولات وزير الخارجية المصري السابق سامح شكري الحديث باسم ليبيا، ومؤسف أن دور جامعة الدول العربية معطل وغير فعال وركيك”. وأضافت أن “مؤتمر دعم استقرار ليبيا كانت له دلالة قوية أن ليبيا تتعافى”، و”جنوب ليبيا مهمش وهناك قصور في الخدمات العامة”.وفي آخر الحلقة جددت المنقوش التأكيد أن الحكومة وعبد الحميد الدبيبة خذلها، حيث لم يتواصل معها أي مسؤول للحديث بشأن وضعها، ولم يكن هناك أي تحقيق، مع أنها عبرت مراراً عن استعدادها للمثول لأي تحقيق، طالما موقفها بحسب تأكيدها سليم.

1