تأسس "مركز الدراسات القروية" في معليا، من قبل الباحث الفلسطيني الموسوعي، الدكتور شكري عراف الذي ما زال يديره ويشرف على أعماله بكل همة ونشاط. في زيارتي الأخيرة للمركز قبل عدة أشهر، أهداني الدكتور عراف بعض إصدارات المركز من بين عشرات الكتب الصادر عنه، منها ما وضعه عراف بنفسه وجهده، ومنها ما شارك فيها باحثون آخرون، ومنها ما صدر برعاية المركز وإشرافه ودعمه، وفي هذه الجولة الخاصة أتوقف عند تلك الكتب بايجاز.
كتاب "الجولان عصي على النسيان"(1) لمؤلفه أحمد خطيب عمل شامل
هذا الكتاب يشكل دراسة جادة تناولت مختلف الجوانب المتعلقة بالجولان، وأضاءت لنا الكثير من المعلومات التي كانت مجهولة لنا، وجعلتنا نحب الجولان أكثر. فيبدأ المؤلف بحثه مع اسم الجولان ومعانيه لينتقل الى الحدود والتاريخ الأثري ومحطات هامة من تاريخ المنطقة، لينقلنا الى العرب والمواطنين الذين سكنوا الجولان، فالتعليم وبعده الجولان في أسفار الجغرافيين والموارد الطبيعية للجولان من زراعة وحيوانات وصناعة وغيرها، كما يتوقف عند الاقتصاد والسياحة في الجولان، وبعدها يأتي الى احتلال الجولان عام 1967، ويصف بعض المعارك التي شهدها، ومن ثم البلدات التي دمرت والقرى الخمس الباقية حتى اليوم، ويقدم الباحث فصلا عن الاستيطان الصهيوني في الجولان.
كما أشرت يمكن اعتبار هذا الكتاب موسوعة مصغرة عن الجولان، ومصدرا رئيسا لمن يود التعرف على هذه المنطقة من مختلف الجوانب واكتساب المعلومات الدقيقة عنها.
مؤلف الكتاب الأستاذ أحمد حسين خطيب من مواليد قرية الغجر، درس في مدينة القنيطرة وعمل في مجال التعليم وكان مديرا لمدرسة بلدته، وأصدر عدة كتب من شعر ومسرح وبحث. ويؤكد الكاتب موقفه - وهو موقف أهل الجولان- المتمسكين بالوطن الام سوريا، فيقول في مقدمة كتابه:" هذا كتاب "الجولان عصي على النسيان" أقدمه بين يدي القراء الكرام، ليكون وثيقة مكتوبة ومصورة عن جزء غال من أراضي الجمهورية العربية السورية، هذا الجزء الذي احتل في عام 1967 من قبل القوات الإسرائيلية، ولا يزال يرزح تحت وطأة هذا الاحتلال منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا". (ص 1).
"ترشيحا"(2) كتاب شمولي عن ركن الجليل وجمع الشتات الفلسطيني
الكتاب الثاني هو "ترشيحا" وقد وضعه الدكتور شكري عراف، وصدر عن المركز عام 2019، وفيه يواصل د. شكري أبحاثه عن قرانا وبلداتنا بالتفصيل وفي كتاب ترشيحا يخصص الباب الأول عن القرية قبل عام النكبة بعدها يفصل الموروث المادي للقرية بكل تفاصيله من دينية الى سكنية الى تجارية إلى أثرية وغيرها. وفي الباب الثاني يتناول ترشيحا بعد العام 1948 والثالث للحديث عن الحياة الثقافية والفنية والعلمية لترشيحا، وهي التي أنجبت العشرات من الموسيقيين والمسرحيين والمغنين والكتاب والأطباء وغيرهم، ويحتوي الكتاب على وثائق ومستندات تاريخية وخرائط وصور وثائقية. في مقدمة الكتاب يوضح لنا الباحث عراف فكرة الكتاب، ثم يذكر أن هذا هو الكتاب السادس الذي يصدر عن ترشيحا وربما لن يكون الأخير.
"الغوارنة"(3) و"المنشية"(4) يبحثان في بلدات ومجموعات سكانية منسية
الكتاب الثالث بعنوان "الغوارنة"، أعده الدكتور شكري عراف وفيه يغوص داخل صفحات تاريخ بلادنا، وهو يبحث في هذه المجموعة السكانية التي عرفت بهذا الاسم، وسكنت منطقة الحولة ثم انتشرت في أكثر من بلدة وموقع. يتطرق الباحث في فصول الكتاب الى منطقة مرج الحولة، ويتحدث عن الغوارنة فيها ثم عن الغوارنة في المناطق الجديدة التي انتقلوا إليها، مثل عكا وجسر الزرقا وغور الصافي وغيرها، ويخصص فصلا لمعركة الكرامة الشهيرة ودور الغوارنة وبطولاتهم فيها. يقع الكتاب في297 صفحة من القطع الكبير، ويتضمن العديد من الصور والخرائط التي تعزز المعلومات الواردة في الكتاب.
كتاب آخر لا يتجاوز عدد صفحاته الخمسين من القطع الكبير، يتناول بلدة "المنشية" بالبحث، وضعه د. شكري عراف بالتعاون مع رندة آغا وصدر في تموز 2020، وهذا الكتاب يحتوي أيضا على الصور والخرائط الداعمة للبحث. ومصطلح "المنشية" اشتقّ من الفعل "أنشأَ" فالمنشية هي المنشأة. وبلدة "المنشية، تقع إلى إلى الشمال الشرقي من عكا القديمة بحوالي 2.5 كم، وعلى بعد حوالي 2كم من الشاطيء وإلى الشمال منها بحوالي 500م مرّت قناة سليمان باشا من الكابري إلى عكا.." (ص 5).
إشارات:
أحمد خطيب - الجولان عصي على النسيان- مركز الدراسات القروية- معليا، شباط 2021
شكري عراف – ترشيحا - مركز الدراسات القروية، معليا، آب 2019
شكري عراف – الغوارنة - مركز الدراسات القروية، معليا، أوائل 2019
شكري عراف ورندة آغا – المنشية - مركز الدراسات القروية، معليا، تموز 2020