أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
لم أترك حلمي وحيدا..!!
بقلم : مها صالح ... 04.12.2017

غلبني الشوق أحيانا والخوف أحيانا أخرى، لكن لم يغلبني الثأر والتمرد لحلمي وإن تبدد في غيابات الجهل تارة واليأس تارة أخرى. نرى الواقع من منظار يحلو أن نراه بعيدا لننغمس بمتع الحياة بمعزل عن تأنيب الضمير أو عقدة العيب في مجتمع يجمع كل متناقضات الحياة وازدواجية المعايير.
في أوقات كثيرة ترجلت لطريق ورغبت بهدهدة حلمي في مهد كي يغفو معي وحيدا. لكن لم أتركه خلفي بل جعلته أمامي ممسكة به بكل جوارحي وتمتمة جراحي. نعم، لقد ألفت التعب والسهر والألم الذي كسوته بكثير من الأحيان بالأمل، لكن هذا لا يعني أني لم أسقط أرضا ولربما رضيت بالاستسلام طوعا لأجرب معني الرضوخ وعواقبه أو الثبات على الحلم ونتائجه.
لا أدري لماذا بعض بني البشر في معظمهم يقفون كالسد المنيع أمام حلمك، لا بل لا يدخرون جهدا بعرقلة وصولك لمبتغاك لا لشيء سوى أنهم يتجرعون الحقد الأعمى والغيرة قطرة قطرة كلما رأوا صعودك للسلم درجة درجة ليس لشىء سوى أنهم لا يفكرون بنجاح الآخرين كنهضة للمجتمع ورفعة للوطن فتغلب عليهم الأنانية التي لا تدل إلا على ضيق الأفق والسطحية. دربك هو ما ترسمه عندما تمتلك الإرادة والبصيرة لذلك لا أحد يأخذ من درب أحد الإنجاز والنجاح وإن لعب الحظ دورا بسيطا في تحقيق المبتغى, لكن يبقى الإنسان وهدفه وطموحه هو الأساس في اعتلاء أهم المناصب والرتب في المجتمع.
مع كل هذا لم أترك حلمي وحيدا بل أنجبت معه أحلاما صغيرة في أوقات متباينة كدت اقتلهم في مهدهم لجهلي بأنه لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس. لمرات عديدة فقدت الإيمان بمكنوناتي وبذاتي كإمرأة لا ينقصها شيئا سوى مزيدا من التصميم والإرادة. تعلمت ألف ياء الصمود أمام أعتى الرياح وجميع المعوقات الأرضية. استندت في فترة ما بحياتي على حائط كانت تملأه التشققات ولربما كان سيسقط على وأقع فريسة لحلمي الذي لم يرى النور بعد ، لكن هذا الحائط أحس بشغفي وداعب خصال شعري بين تشققاته وهدهد من روعي وعلمني أن هذه الحياة مترنحة مثله تماما وتعلمت أول درس " يوم لك ويوم عليك " الحياة حقي لكنها ليست ملكي. لم أعهد بحياتي أن أرنو وأجفي على ركبتي وأتضرع بأن يحمي الله ما أملك أنا من أي مكروه وتنتهي عنده حياتي في حال إنجلاء هذا الأمل ومن ثم أضحي جثة هامدة تتنفس بلا هواء وتأكل لا قوت، وتتحرك بلا قوة.
حلمي الذي راودني منذ الصغرهو كل شيء لأنعم بالحياة ويكون بطريقي هو المسبار. لا ضوء يعلوه ولا هامة تدنيه. سئمت الصمت والبوح الكثير الذي لايؤدي لشى سوى لفقدان بريق هذا الحلم الذي أريد تحقيقه بالحد الأدنى من النجاح ورويدا رويدا يكبر معي إلى أن أشيخ ويبقى هو إرثي بالحياة ولربما طوق نجاة للآخرين.

1