رأتني أترنح من الألم فداعبت شوقي بهمسات خجولة متبسمة
يا ابنتي كفاكي حزنا وارمي أحمالك على الله وهي بالحزن مثقلة
يا ابنتي اصبري وصابري ولملمي أملك المبعثر وهي باليأس متغلغلة
يا ابنتي نحن بهذه الدنيا ضيوفا فاجعلي الآخرة همك وهي بالهم غارقة
ما رأيت مثل أم الشهيد "أم العلي" صابرة متحسبة!
خجلت من دمعي واستأذنت من ألمي لأذهب لعالم هذه الأم الصابرة
علمتني ما لم ينطق به عالم ولم تسطره كتب في المكتبات المجاورة
من هذه المرأة الخارقة؟
في كل مرة كنت أسمعها أسكت لأنصت إلى كلماتها المتمردة
فقدت الكثير وما زالت , لكن هي إلى هذه الدنيا مقبلة
جميلة كانت وستبقى إلى ما لا تعرفه الحياة أنها حياة باقية
آنست جرحي ورضيت بي الرفيقة الغائبة
لم أصدق غيابها, فكانت ترى بالحياة مرورا كريما لمرحلة دائمة
أيقظت جرحا وأغمضت عينيها لتترك دمعا كأنهر جارية
أشتقت إليك ولحضنك الذي لم ألمسه,لكن هواه قلبي بدماء حانية
أسكنتك جراحي وأنت أسكنتيني أملا تربع على عروش خالدة
نامي يا أم الشهيد قريرة العينين فكلما أنام أرى نورا لقبلة ثائرة
لنا لقاء وعندها ارقدي بسلام يا أمي الثانية..
لقاء الفراق!!
بقلم : مها صالح ... 27.03.2017