أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
جفرا !!
بقلم : مها صالح ... 09.05.2016

كنت أبحث عن بشارة من طائر مُشاكس يُداعب زوبعة ليرسو على تاريخ وتٌراث
ترجلت بين أزقة البلدة القديمة, حجارة بالية تبني مجد وضياع
نظراتي حائرة, تائهة في أعين الناس
أثرت فضولهم لما رأوا لهفة في نظري وخيال
سابقني عشقي إلى الرواق المؤدي إلى البقاع
حيث يشهد جيفارا ودرويش
خطوت أولى الخطوة وتجاهلت الترحيب من صاحب المكان
فكان هو المهذب وأنا المُشاكس المقدام
صادقني لرحلة المكان للبحث عن أيقونة البقاء
فأشار لي بالبنان!
هنا ركن جبران,,
أغراني نظر القاسم كانه يقول لي: يا فلسطينية أكملي المشوار
صلت وجلت عند من توقف عن إكمال مسير حنظلة برصاصة صامتة لازمت المكان
دمعت عينايا يا لشموخ "العلي" وصاحبه عاقد اليدين!
تداخلت الأمكنة وتمازجت الأزمنة لتنحت لوحة
من عالم ,كاتب, ورسام...
"جفرا" أتيتك بعد طول إنتظار لأشهد جمع معركة واندحار
حللت أهلا بلا دعوة ووطأت سهلا بدعوة من إرث الأبطال
جلست وبدأت العيون تسرق من عيني حماستي
لأقبَل من أودع على دربي فوهة بركان
أنفث غضبي وأقذف حممي على من جمع حصاد حياتي في مكان
عشقت المكان, هو إمتداد من فلسطين إلى التراث المغوار
في المكان.... عانق الإنجيل القرآن
واستحلى المخرز كف سباق الحيران
وما طالب به ثغري زعتر وزيتون
أتوا بقبَعة صياد من سهول الضفة بلا أصفاد
إنفطر قلبي وتقطر بعسل الزيت ونخب الزيتون
وعيون الرياحين تسري في دمي عناقيد الوئام
"جفرا" أخذت منه الناس جلسة ولقاء
لكن أنا بسطت ذراعي لأحتوي المكان
خفت أن يُسرق مني جدارية فنان!
أو أن ألمح المُغادر ينال من قلبي بإغلاق المكان
أترقب القادم والبعيد وأستنزف الوقت لأبقى بلا سؤال
لا تسألني يا صاحب المكان لم كُل هذا الهُيام؟!
لا أدري وإن داوى المكان هذا البُعاد!
أجل رأيت فيه جمع الأخيار
أحسست دفئه كحطب في جلمود الأشواق
برَد على قلبي كقطب متجمد في الشمال
يتراءى لي حلمٌ عقد حاجبيه لأرى هذا الزمان
وكيف لا أرى وأنا المُتيم الغضبان!!
المُتهم الجبان
الصابر على صبار الصحراء
القابع خلف الجدران
"جفرا" أتاني مناديا لامحا الدواء
مسرعا مقبلا الى الهلاك
لأتعافي من جنة الإشتياق
وأجني ما جنيت من تعب طائر الوروار
صورة ألمحها بعيون بريق الماس
يبرق لبرق الليل العاصف المُتعال
لكني أحني تواضعي الجذاب ل "جفرا" الإنسان

1