أحدث الأخبار
الخميس 05 كانون أول/ديسمبر 2024
لحرب أوكرانيا جوانب أخرى..فاشية الغرب وعنصريته القبيحة!
بقلم : حسن عصفور  ... 16.03.2022

منذ أن أطلق الرئيس فلاديمير بوتين قاطرة "العملية العسكرية الروسية"، أو ما يمكن تسميته بـ "حرب أوكرانيا"، في 24 فبراير 2022، وخلال 18 يوما، كشف المحور الغربي عن مختلف مكامن القبح السياسي – الأخلاقي، بشكل يعيد للذاكرة الإنسانية كل ما قيل عن ذلك النظام الاستعماري – الاستغلالي.
18 يوما، أسقطت كل أساليب "المكياج" التي تسللت لأمم وشعوب عن "النموذج الغربي" لبناء النظام العالمي وفق معايير ناهضت المنظومة الاشتراكية، وتمكنت من بين ما تمكنت استغلالها، معركة حقوق الانسان والحريات العامة والشخصية، وانفتاح وسائل الإعلام، وكسر القيود عليها، الى جانب "القانون والشرعية"، والتعامل المتساوي نسبيا بين مكونات البشرية، بعدما حاولت تزيين فترة حكمها الاستعماري الإفقاري لدول وشعوب غالبية النظام الكوني.
18 يوما حققت ما كان ممكنا تحقيقه بكل أساليب الدفع العقلي لتبيان جوهر "النظام الرأسمالي الغربي"، وجوهره الاستعماري الذي لم يتوقف، ولم ينته، بل تغير المظهر والشكل، وبدأت حركة "الافتضاح" عبر بوابات العبور من أوكرانيا الى غيرها من بلدان مجاورة، أو عبر المطارات، عندما كان "المهاجرون – اللاجئون" من بلدان مختلفة يتم التعامل معهم وفق "اللون – اللغة – المظهر واللبس"، وتحت شعار بات سائد الاستخدام (هؤلاء مثلنا وأولئك ليس كذلك).
عنصرية العرق واللون واللغة والمظهر، تجسدت بكل أشكالها دون أدنى حساب لقادم سياسي جديد، انطلاقا من نظرية "سي السيد السياسي"، الذي سيفرض ما يريد كما سبق له فرض وسائل الاستهلاك كسلاح استعمار ثقافي، التي كسرت أنماط ثقافي أصيلة في شعوب مختلفة.
"العنصرية الغربية"، انتقلت الى مظاهر أخرى، لترتدي مظهرا فاشيا صريحا، لم تحتاج دول "المحور الغربي" لأي عملية مونتاج لإخراجه كي لا تسقط في فضيحة أو جريمة عار، معتقدة أن "الذاكرة الإنسانية" قصيرة ولن تقف لتعيد تفاصل عارها الفكري – السياسي والإنساني الذي كشفته "حرب أوكرانيا".
حرب العقوبات على روسيا، زمنا ونوعا، هي الأسرع والأشمل في التاريخ، سابقة لم تحدث ابدا ضد أي من دول أخرى، تجند "المحور الغربي" لاستخدام كل أدواته لفرض استمرار هيمنته المطلقة، التي سادت بعد انهيار المنظومة الاشتراكية وفكفكة الاتحاد السوفيتي، وانهاء مهام حلف وارسو.
الى جانب الحرب الاقتصادية – المالية، أطلق "المحور الغربي"، حرب وقف وتعطيل كل وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي ومحركات البحث على شبكة الانترنت، ومنع قنوات إعلام ومواقع إخبارية من الوصول، حرب طالت كل أشكال المنظومة الإعلامية، دون استثناء، فسقطت بلا رجعة "مكذبة حرية الإعلام"، لتكشف أنها حرية الشرط الاستعماري الذي يجب أن يسود..
حريتك هي ما أقرر وليس ما يجب..تلك هي معادلة المستعمرين، التي كانت وعادت بعد خداع طويل.
الرياضة والسياسة، بعدما رفضت لسنوات طويلة ربط هذه بتلك، وخاصة ضد دولة الفصل العنصري "إسرائيل"، لم تفكر دول "المحور الغربي الاستعماري" في استخدام الرياضة سلاحا، دولا ومؤسسات، سلاح أسقط معايير سادت طويلا واعتقد البعض الساذج أنها حقيقة.
القانون والشرعية، لم تبدأ بعد أي مظهر من الحرب يمكن اعتباره كارثة إنسانية بعد، تحركت أمريكا وأدواتها الى الأمم المتحدة، بكل مؤسساتها، ومنها مجلس حقوق الإنسان، والذي خرجت منه وأوقفت التعامل معه، لأنها رأت به جهاز كشف الحقيقة لجرائم حرب دولة الأبرتهايد الحديثة المعروفة باسم "إسرائيل"، هرولت أمريكا ومحورها الغربي لتلك المنظومة من أجل إدانة روسيا وتدخلها في أوكرانيا.
فجأة، أصبحت الأمم المتحدة بمنظومتها المختلفة، والمحكمة الجنائية الدولية ساحات لجوء الى "المحور الغربي"، تستخدم أداة ضد روسيا، دون أن يرمشوا..بل تباكت مندوبة نظام الاستعمار الحديث (أمريكا) ووزير خارجيته على ما يحدث من قصف وقتل وتشريد، وواقعيا كل ما حدث لا يصل الى جريمة حرب قتل 69 طفل في قطاع غزة خلال حرب مايو 2021، وتدمير أبراج وبنايات سكنية على من فيها، تحت شبهة وجود شخص ما، يراه أمن دولة الفصل العنصري مشتبها...
الأمر ليس "ازدواجية معايير" لأنه لا تماثل أبدا بين دولة تحتل أرض وشعب وشردت ملايين، وغيرت هوية البلد وفرضت قوانين عنصرية، واستخدمت روايات دينية لتمرير مشروع استعماري احلالي، مع بلد حاول أن يلعب دور القنفذ السياسي – الأمني ضد بلد يرى أن هناك خطوط يجب أن يتم احترامها.
حرب أوكرانيا كشفت وقاحة وقبح دول "المحور الغربي" بكامل أركانه، وليس رأس الحية فيه فقط، وخاصة النفاق العنصري الفريد للدول الأوربية، التي لم تفكر دقيقة واحدة لعقاب دولة الكيان العنصري على جرائم حرب أكدتها الجنائية الدولية منذ زمن، ولكنها بدل معاقبة الكيان، عاقبت من قرر وكشف، الجنائية الدولية، التي تلجأ لها الان ضد روسيا.
نعم..لـ "حرب أوكرانيا" فوائد جانبية، غير التي ستكون نتائج تغيير النظام العالمي وبناء جديد لن تكون أمريكا هي القوة الحاكمة، وستنتهي مرحلة "سي السيد الآمر الناهي"، سقطت كل الأقنعة وانكشف القبح والوقاحة التي ما كان لها أن تظهر دون تلك الحرب.
وربما يكون لتلك الحرب، فائدة غير محتسبة، تتمثل بإدراك النظام الرسمي العربي وكثير من قواه، أن القوة التي يمتلكها تستحق أن يكون أحد أقطاب النظام العالمي الجديد...أن يكون حاضرا بالخريطة القادمة فاعلا سياسيا بما يملك قوة وقدرات، وليس مفعولا به رعبا وهلعا.
ملاحظة: رئيس أركان جيش دولة الأبرتهايد بيقلك يمكنه أن يحتل قطاع غزة بسرعة قياسية...طيب بس ما خبرنا كيف يمكن يطلع منها..أو شو يمكن يعمل فيها لو حابب يبقى فيها...شو رايك تجربها يا "كوكو"!
تنويه خاص: بطل العالم في الإسكواش المصري علي فرج..قال فجأة صار خلط السياسة بالرياضة "حق مشروع"..طيب شو أخبار فلسطين عندكم...شاب لم يفكر بما سيكون ولكنه فكر بما يجب أن يقول حقا..هل يصبح علي نموذجا لكل رياضي العرب وممثليهم في المؤسسات الدولية التي خلطت شعبان برمضان!

1