عندما يكون الإنسان قاتل لانسانيته
عندما يكون السلاح الذي يخال لك أنه حاميك يكون هو نفسه هالكك
بهذا تحيا النساء اللاتي أطلقت عليهن "نساء بأنياب ذكورية"
لتُفترَس بتلك الأنياب التي هَضمت بها حقوق نساء اخريات و في الحقيقة أريد أن أعرّج عن كلمة "تحيا"لأنهن في الواقع لا يَحيَيْن الا بأنفاس الموت
تُعنّف امرأة من قبل زوجها الذي جعل من جسدها لوحة تمزج بين الوان الموت و العذاب الذي انتشى سيدها بنقشه على تلك اللوحة الدموية فتخبرها جارتها انها ليست الا الوان الحب و ماذلك الفعل الا امر عادي يمارس على النساء يوميا و مع ذلك فهن محافظات على بيوتهن فمن هي حتى تهدم جدار ذلك البيت الذي انبنى بأصوات الظلم و القمع!
تُغتَصب فتاة في طريقها إلى العمل أو إلى مكان تحقق فيه ماحلمت به طيلة مسيرتها الدراسية فتخبرها أخرى انها المذنبة عندما كفرت بعداتهن و مارست ابسط حقوقها فما "مآل الحالم الا اغتصاب حلمه".
وأليس الحلم امضاء عقد بين جارية و سيد مع إطلاق بعض الزغاريد احتفالا بما يسمى الزواج؟ ثم تدخل البيت المشؤوم و لا تغادره الا بمغادرتها للحياة؟
كم هو مقرف حلمكن! بل انه كابوس فالحلم لا يولّد الا الحياة بينما احلامكن عاقم لا تقدر الا على الفناء.
نظرية الحلوى المغلفة التي يجب أن تركن في إحدى زوايا البيت و تنتظر قدوم سيد يدفع ثمنها و يشتريها لتصبح بذلك بضاعته الخاصة هي نظرية لا زالت متغلغلة لدى الكثير من النساء اليوم و حتى الفئة التي تخالف هذا النوع فهي ليست افضل حال منهن لأنهن يشتركن في نفس الحلم "الزواج " و بنفس السلاح "العقلية الذكورية "
اكتب هذا من عالمي العلوي بعدما قتلت بسلاحي الذي أزهقت به حقوق النساء .
نساء بأنياب ذكورية!!
بقلم : غفران الرحموني ... 18.11.2021
*المصدر : مركز مساواة المرأه