في 15 أكتوبر من كل عام، تحتفل الدول باليوم العالمي للمرأة الريفية، وتركّز على أهميتهن ودورهنَّ الرئيسي بضمان الأمن الغذائي.
"الفلّاحة" لطالما ذكرتنا بالكد والتعب والعمل الدؤوب والصبر، وتحمّل المشاق، فهي تبذل جهوداً كبيرة في الأراضي الزراعية من أجل كسب لقمة العيش وتوفير الغذاء للعالم، وهي تغيب عن مراكز صنع القرار، ومشاريع التنمية والإصلاح الزراعي.
وعلى مر العصور كانت- وما زالت- المرأة منتجة في عملها، سواء بالبيت أو المجالات الاقتصادية، فهي مسؤولة عن تربية الأطفال ورعايتهم وتحمل مسؤولية المنزل، بجانب دورها كأم وزوجة.
ويعدّ "تمكين النساء مفتاح الحل لمشاكل الجوع والفقر"، وفق "جمعية معهد تضامن النساء الأردني"، التي قالت إن "الريفيات يشكلن الأصول والجذور، ولكنهن الأكثر فقراً والأقل دخلاً".
ولكن تغفل وسائل الإعلام عادة عن الريفية لأنها تركز على قضايا المرأة في المدن الكبيرة والعواصم، وتنسى أن تسلط الضوء على الفلّاحة التي لها دور مهم في الغذاء. وهذا ما يشار إليه في اليوم العالمي للغذاء الذي يصادف 16 أكتوبر، إذ يستذكر عظم الجهد الذي تبذله في تصدير وإثراء الثروة الغذائية بالعالم.
- ثلثا فقراء العالم: نساء!
"جمعية معهد تضامن النساء الأردني" بينت، في إحصائيات أرسلتها لـ"الخليج أونلاين"، أن "79% من النساء الناشطات اقتصادياً يقضين ساعات عملهن في إنتاج الغذاء"، وأن "توفير المزيد من الموارد للمزارعات يسهم في خفض عدد الجوعى في العالم بمقدار (100-150) مليون نسمة"، وأن "(85-90%) من الوقت المخصص لإعداد الطعام في المنازل هو من وقت النساء أنفسهن".
ويشكل النساء "ثلثي فقراء العالم"، وفق الجمعية التي أكدت أن "عدد النساء الريفيات الفقيرات فقراً شديداً في ارتفاع مستمر وصل إلى 50% خلال العقدين الأخيرين، في حين ازدادت نسبتهن لتصل إلى 65% في بعض البلدان العربية".
وهذا الأمر يؤكد قضية "تأنيث الفقر" والتي تعني فرصاً أقل للنساء، وعدم تكافؤ في فرص التعليم والعمل وملكية الأصول، فهي ظاهرة منتشرة في مختلف دول العالم وفي ازدياد مطرد.
والعديد من الحقوق تُسلب من الريفيات، وتنتشر الأمية بشكل كبير بين أوساط النساء هناك، كما تحرم النساء من الأموال والموارد الأساسية، مثل ملكية الأرض والحصول على القروض الائتمانية ونقص الدورات التدريبية والمعلومات الإرشادية.
أسباب قاهرة تدفع النساء الريفيات للعمل في وظائف صعبة، بسبب وفاة الزوج، أو عدم وجود معيل للأسرة، أو دخل كافٍ. وقد تفلح المرأة الأرض أو تعمل على بيع المحاصيل في الأسواق، أو تربية الحيوانات، فتبقى مجبرة على الكدح لفترات طويلة.
الكثير من المعوقات تحول دون تطوّر المرأة الريفية ويجعلها محدودة في عملها بالأرض. إذ تمنع العادات والتقاليد السادة في بعض الدول المرأة من مشاركة الرجل في صنع القرار.
كما تلتزم المرأة بمعايير أخلاقية يضعها الرجل يتحكم بها من باب "العيب".
الريفيات
وتكبّلت المرأة الريفية بقيود الجهل وحرمت من التعليم في الكثير من المدن في دول العالم، ومما زاد آفة الجهل الفقر المتفشي.
وتؤكد "تضامن" في بيانها أن "حماية النساء من العنف والتمييز سواء داخل الأسرة أو خارجها، وعدم الحرمان من التعليم، وتمكنهن من تملك الأراضي والعقارات والموارد المالية وضمان وصولهن إليها، وعدم حرمانهن من الحصول على حقهن في الميراث، ما هي إلا أساسيات لتمكين النساء الفقيرات، خاصة الريفيات منهن، للتمتع بمستقبل أفضل لهن ولأسرهن، وليشاركن في تحقيق تنمية مستدامة في مجتمعاتهن".
في يومها العالمي.. المرأة الريفية تغذي العالم ويفتك بها الجوع!!
بقلم : هناء الكحلوت ... 16.10.2017
المصدر :الخليج أونلاين