الرجل يحلم بالحبيبة المتجددة إلى آخر العمر، يسعى للتجدد في بيته بدلا من ضخ علاقات غريبة إلى قلب أصابه الجمود وحياة فقدت حيويتها وقدرتها على الابتكار.
الرجل حين يفقد الحماسة للحياة وحرارة الاهتمام به وبكل تفاصيله يصبح كائنا هشا يسهل اختراقه، وصيدا سهلا لأي امرأة لا تعرف غير التفكير الغريزي المقزز غير عابئة بأسرة وأبناء وامرأة أخرى أعطت بلا حدود.
تلك الصائدة اللعوب تنصب فخا لكل رجل فقد حماسة اللقاء ودفء الحب والرغبة داخل بيته وأسرته وأصبح الملل رفيقه والسأم والضجر صديقيه المقربين، روتين الحياة اليومية ورتابتها يحاصران كل تفاصيله حتى أضحى فريسة سهلة للوقوع في الخطأ.
الحب لا تنطبق عليه قوانين الزمن والعمر الافتراضي، الحب لا يفقد صلاحيته بمرور الوقت، لا تفسد تفاصيل الرغبة في مشاركة الآخر جزءا من روحه وقلبه، بعضاً من نفسه وكيانه. الشوق بين الأزواج يجب أن يتجدد في كل لحظة، ولا نركن لكوننا أصبحنا تحت سقف واحد، فوثيقة الزواج ليست علاقة أبدية لا تقبل الانفصام، بل يجب التأكيد عليها باستمرار.
الحب لا يمكنه الخجل البتة، فهو الكائن الوحيد الذي لا يشيخ ولا يستطيع، ولكننا للأسف لا ندرك هذا الأمر إلا إذا لفعتنا شمس الجفاء وأغرقتنا أمواج تغير الطرف الآخر وتحول بوصلة مشاعره لرفيق آخر يبثه أفراحه وأتراحه ويقتسم معه دفء شمس الشتاء ونسمات الصيف.
الرجل إذا ما شعر بالفتور في علاقته الزوجية يصبح جسدا مريضا يعاني ضعف المناعة ضد الخطأ والخيانة، وللأسف كثيرات هن من ينتظرن الرجال بمثل هذه الحالة للفوز بقلب لا يبحث عن شيء سوى الراحة والتجدد وحرارة اللقاء وشدة الاهتمام.
بعض الزوجات بعد فترة من الزواج يصبحن مجرد نساء لا حبيبات، يفرطن في التجمل والتزين داخل البيت ولا يستخدمن العطور مكتفيات برائحة البصل وبقايا روائح من جراء معركة إعداد الطعام وبعض بقع الدهون تزين ملابسهن، ولكنهن يرتدين أفخر الثياب لمقابلة الأقارب وجلسات الصديقات، يتجملن للشارع أكثر مما يتجملن للزوج.
هنا وفي هذه الحالة الغائمة، حين تتبلد المشاعر وتتلبد الأجواء الأسرية بالغيوم تتدخل إحداهن لتشعل نيران أخمدها الزمن في قلب رجل فقد القدرة على التواصل مع أقرب الناس، تبدأ في نسج شباكها حوله لتشعره بأنه مازال في فترة الصلاحية للحب والحياة، مازال يتمتع بجاذبية تمكنه من أسر العقول والقلوب، تستمع له المرأة باهتمام بالغ، تثني على رجاحة عقله وفكره، تتغلغل في حنايا العمر وزوايا الحياة، تشعره بالاهتمام ـ وما أحوجنا لقلب يشعرنا بالاهتمام ـ ينزلق في منعطف خطر في سن هو أقرب إلى المراهقة والجنون، وهي تعلم هذا وتعمل لأجله.
وللأسف تعلم الأخرى أن الزوجة أصبحت بحكم مطالبها وحاجات أسرتها ونفقات الأبناء بالنسبة لزوجها مصدراً للنكد، فتصير هي رمزاً للدلع والدلال، فتعزف على أوتار حاجة الرجل وأنينه المبحوح أكذب الألحان وأعذبها على قلب بارد يفقد الدفء.
إلى هنا مازالت العشيقة أو الرفيقة الجديدة المتسللة ببطء وحذر لا تتمتع بشيء من الضوء ولكنها سجينة العتمة والظلام، والزوج يحسب ألف حساب لمشاعر زوجته ويخشى معرفتها بأمر امرأة اقتسمت معها بعضا من قلب حبيب فرطت فيه الزوجة طائعة، ولكن أسوأ ما في الأمر أن العشيقة هي من تسعى لكشف الأمر حتى تحظى بامتيازات زوجة تاركة خانة الظل، تكشف عن نفسها بغتة أو تشعل نار الشك والغيرة في نفس الزوجة بثبات وبطء، وتكون الزوجة المحبة جزءا من خطتها حين تكشف للزوج عن معرفتها بأمر الأخرى فتفسح بذلك الطريق لعشيقة الظل لتصبح أمرا واقعا تشاركها كل شيء.
الرجل يحلم بالحبيبة المتجددة إلى آخر العمر، يسعى للتجدد في بيته بدلا من ضخ علاقات غريبة إلى قلب أصابه الجمود وحياة فقدت حيويتها وقدرتها على الابتكار. وما الضير في أن تسكب الزوجة على حياتها الزوجية بعضا من تمرد وكثيرا من الحب والتجدد!!
مراهقة !!
بقلم : رابعة الختام ... 14.12.2015