الباحثة جميلة حسين تبحث في صورة المرأة وحضورها من خلال نماذج روائية مختارة لكاتبات لبنانيات تركن بصمة واضحة في تأسيس وانطلاقة الرواية في بلدهن.
بيروت - عن دار الفارابي للنشر، ببيروت، صدر كتاب بعنوان “المرأة في الرواية اللبنانية المعاصرة (1899-2009)”، للكاتبة والباحثة اللبنانية جميلة حسين.
حضرت المرأة شريكة فاعلة في المدوّنة السردية العربية، عبر إضافة قضيتها التحررية إلى سلسلة القضايا التي انشغلت بها الرواية العربية، فخرجت الأقلام النسائية إلى العلن وكتبت المرأة عن قضاياها وعن جسدها بجرأة وشجاعة، ضاربة بعرض الحائط القاموس الذكوري القديم الذي استباحها وشوّه صورتها الجنسية، فاكتسبت الحق في الحديث عن جسدها بحرية، معيدة تعريف نفسها ككائن حي اجتماعي ومعرفي. وبذلك تحررت من مظلوميتها ككائن مضطهد، وتخلصت من رهاب الجسد، وكان هذا نتيجة طبيعية لمسار طويل من التحولات التي عاشتها فأصبحت رقما صعبا لا يمكن تجاوزه.
من هنا، تبحث هذه الدراسة في صورة المرأة وحضورها خلال قرن ويزيد من الزمن (1899-2009)، من خلال نماذج روائية مختارة لكاتبات لبنانيات تركن بصمة واضحة في تأسيس وانطلاقة الرواية اللبنانية والعربية واستمراريتها.
فنحت صورة المرأة في هذا الكتاب نحو مسار تصاعدي بدأ مع صورتها التعليمية الوعظية زمن تأسيس الرواية (1899-1912) متماثلة بذلك مع الرجل وما كتبه في تلك الحقبة، مرورا بمرحلة النهوض القومي والأممي في الخمسينات والستينات التي تتخذ فيها المرأة صورة المناضلة الباحثة عن حريتها، إلى زمن الحرب (1975-1990) الذي أصاب كلا الصورتين برضوض وتصدعات، وإبراز صورة جديدة لامرأة أكثر التصاقا بمجتمعها المنهار، وصولا إلى صورة امرأة ما بعد الحرب (2000-2009)، المرأة المتصالحة مع جسدها، والمكتوبة ذاتا مستقلة، والمنخرطة في واقعها نحو التجريب والتجاوز.
والمؤلفة جميلة حسين، لبنانية من مواليد لبّايا بقضاء البقاع الغربي. حائزة على الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها، وهي شاعرة وكاتبة وأستاذة جامعية، تعلّم مادة القصة القصيرة في الجامعة اللبنانية الأميركية بجبيل وناشطة في المجال الثقافي والاجتماعي. كما ترأست جمعية حلقة الحوار الثقافي من 2009 إلى 2012.
شاركت جميلة حسين في مؤتمرات لبنانية وعربية، ونالت دروعا تكريمية على نشاطها الثقافي. نُشر لها العديد من الأبحاث في مجلات أدبية.
حضور المرأة بمختلف صورها في المدونة السردية اللبنانية!!
بقلم : جميلة حسين ... 10.12.2015