سيُسجّل في تاريخ الكيان "الإسرائيلي" مساء يوم 11-11-2018 ضربة وإخفاقًا للمنظومة الأمنية والعسكرية "الإسرائيلية"، إذ لم يكن انكشاف المجموعة الأمنية "الإسرائيلية" في خان يونس والتعامل المناسب الذي قامت به المقاومة إلا دليلًا على يقظة رجال المقاومة والقدرة على المواجهة حيث أفشل رجال المقاومة العملية التي كانت المجموعة الخاصة تنوي تنفيذها، واستشهاد سبعة مجاهدين أفشلوا ما كان العدو يسعى إلى تنفيذه.
الفشل "الإسرائيلي" في تنفيذ العملية أو العمليات والاشتباكات العنيفة التي حصلت وتدخّل الطيران الإسرائيلي ومقتل اللفتنات كولونيل "م"، وهو نائب قائد وحدة الكوماندوز (وحدة استطلاع ماجلان 212، وهي وحدة متخصصة في تدمير أهداف الجودة في عمق ساحة المعركة وخلق الاستخبارات العسكرية). والاعلان عن إصابة ضابط ثان بجروح خطيرة، والاعلان عن قطع رئيس وزراء الاحتلال "بنيامين نتنياهو" زيارة رسمية في باريس والعودة إلى فلسطين المحتلة، واستمرار تصاعد الجدل "الإسرائيلي" الداخلي بشأن هذا الاخفاق يشير إلى مؤشرات تصاعده واحتمالات استخدامه في اللعبة الداخلية والانتخابات القادمة.
ومن خلال معرفة مهام وحدة (ماجلان 212) يُدرَك أن مهمتها ليست تنفيذ عمليات اغتيالات وإنما تنفيذ عملية أو عمليات معقدة، وقد أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري، لحركة "حماس"، أن عملية التوغل "الإسرائيلية" التي نفذت مساء الأحد، لم تكن تستهدف اغتيال القيادي "نور الدين بركة"، بشكل خاص، بل تنفيذ "مخطط عدواني كبير استهدف خلط الأوراق". وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال إن "القوة لم يكن هدفها الاختطاف أو الاغتيال".. أما "موشي كحلون" العضو في الكابينت "الإسرائيلي" فقال "بصفتي عضو في الكابينت فإني أدرك جميع التفاصيل المتعلقة بالعملية وبجميع الأعمال الحيوية المماثلة.. ومن المستحيل الحفاظ على التفوق العسكري دون القيام بمثل هذه العمليات النوعية".
انكشاف المجموعة الخاصة وتعامل رجال المقاومة معها والذي أثبت وحدة ميدانية بين مجاهدي كتائب "عز الدين القسام" و"سرايا القدس" وقصف المقاومة لمحيط القطاع في الوقت الذي كانت تقصف فيه الطائرات الإسرائيلية مكان العملية يثبت تحكّم المقاومة وقدرتها على السيطرة ميدانيًا رغم الحديث عن مباحثات قد تقود إلى تهدئة مع "إسرائيل". وهذه العملية جرس إنذار لإبقاء حالة الحيطة والحذر قائمة وإن تم التوصل لاحقًا لأيّ تهدئة.
في كل الأحوال قيام المقاومة بالرد على هذه العملية "الإسرائيلية" الفاشلة، يعزز "قوة الردع" لدى المقاومة التي لا تنسى دم شهدائها الذين منعوا بدمهم استباحة قطاع غزة.
إفشال العملية.. قطاع غزة ليس مستباحًا!!
بقلم : هيثم أبو الغزلان ... 12.11.2018