أحدث الأخبار
السبت 30 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1814 815 816 817 818 819 8201061
صحافة : واشنطن بوست: مواقف ترامب المتهورة قادت لخسارة تركيا ولدى بايدن فرصة لإصلاح العلاقة!!
16.12.2020

تحت عنوان “ترامب خسر تركيا وهذه هي الطريقة التي يمكن فيها لبايدن إعادة العلاقات” كتبت أصلي أيدنطاشباش الباحثة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية بصحيفة “واشنطن بوست” مقالا قالت فيه: “يوم الإثنين وبعد تأجيل سنوات وتجاهل للضغط من الكونغرس قررت إدارة ترامب فرض عقوبات ضد تركيا، الدولة العضو في الناتو والتي كانت مرة الحليف القوي للولايات المتحدة لشرائها نظام إس-400 الصاروخي من روسيا”. وأضافت: “ربما تصرفت تركيا بلا مسؤولية في شراء الأسلحة الروسية ولكن لا أحد مسؤول عن هذه الفوضى سوى الرئيس نفسه”.
وربما انحرفت تركيا عن الإجماع الأوروبي بشأن روسيا والذي قاد إلى هذا الخطأ الاستراتيجي، معتقدة أنها قد تفلت من العلاقة مع فلاديمير بوتين وتبقي على زواجها العابر للأطلنطي، إلا أن دبلوماسية ترامب العقيمة وتدخلاته غير المنسجمة شجعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على المضي في هذا الطريق. بعدما تبنى علنا نقاش تركيا حول أهمية شراء منظومة إس-400 وتقديمه غطاء ضد الكونغرس ووعده بأنه سيعمل من خلف الأضواء على وقف الضغط. ولم يكن نظام إس-400 ذا معنى للعسكرية التركية المندمج نظامها العسكري مع النظام العسكري للناتو وغير المتوافق مع النظام العسكري الروسي. لكن أردوغان قرر في ذلك الوقت المضي في الصفقة، وكان غاضبا مما أعتقد أنه دعم أمريكي للمحاولة الانقلابية الفاشلة ضده عام 2016. ومن هنا مضى في قائمة مشتريات ضمت مفاعلا نوويا للأغراض السلمية من روسيل وفتح “أنبوب استراتيجي” للغاز يربط بين روسيا وتركيا.
ولكن الولايات المتحدة لم تتراجع أبدا في موقف، و “كشخص غطى العلاقات الأمريكية- التركية خلال العقد الماضي، فقد دهشت للصخب القليل القادم من أمريكا حول منظومة إس-400 في 2017 أو 2018.
فخلال العامين الأولين من حكمه ركز ترامب في اللقاءات الثنائية على الغمز والإشارة للزعيم التركي كي يواصل توطيد حكمه ومواصلة قمع المعارضين السياسيين والكتاب والصحافيين.
وفي 2018 ركزت الإدارة الأمريكية جهودها للإفراج عن أندرو برنسون، القس الإنجيلي الذي اعتقل خطأ في تركيا”. وعندما تحدث ترامب عن الموضوع في قمة العشرين بأوساكا، اليابان في حزيران/يونيو 2019 تبنى الموقف التركي حول رفض إدارة باراك أوباما بيع أنقرة نظام باتريوت. وقال إن أردوغان “رجل قوي” و “طلب في عهد إدارة أوباما ورغب بشراء نظام باتريوت، حسنا؟ ورفضوا بيعه.. وذهب إلى الروس وعقد صفقة إس-400.. ودفع مالا كبيرا وبعد شرائه ذهب رجالنا إليه وقالوا له: اسمع لا نريدك أن تستخدم النظام لأنه ليس نظام الناتو إلخ إلخ. وسنبيعك باتريوت.. وقال: هذا متأخر لقد اشتريته”. وكرر ترامب أن تركيا عوملت بطريقة غير عادلة ووعد أردوغان بعدم فرض إدارته عقوبات عليه.
وتعلق الكاتبة “لو كنت مكان أردوغان فسيغفر لك تفكيرك أن أمريكا قدمت لك دعما تكتيكيا لشرائك بضائع روسية”. إلا أن الكونغرس أخذ يركز نظر ترامب على المنظومة الصاروخية في نهاية 2019 ووسط التوتر بعد التوغل التركي في سوريا. وكان متأخرا فقد وصلت المنظومة إلى تركيا. ودعا ترامب أردوغان وقادة الكونغرس للقاء في البيت الأبيض بث على التلفاز وظل ترامب خلال الجدال الحامي “محايدا””.
لكن العقوبات فرضت أخيرا وترامب في طريقه للخروج من السلطة والأمر يعود إلى إدارة بايدن لوضع معايير من أجل إعادة الصلات مع تركيا. وأردوغان هو سياسي براغماتي، ويمكنه التراجع لو استطاع عندما لا يحصل على نتائج. ولو لم يكن هناك ترامب وتشجيع منه لما اشترى أردوغان النظام الصاروخي أو وسع من قمعه ضد منظمات المجتمع المدني. ويبدو أن الرئيس التركي يحاول تغيير المسار، فهو يواجه تراجعا في شعبيته وأزمة اقتصادية وإدارة أمريكية جديدة. وبدأ الزعيم التركي بالحديث عن الإصلاح وحكم القانون. ويمكن لواشنطن عبر دبلوماسية ماهرة وسياسة العصا والجزرة يمكن أن يوافق أردوغان حفظا لماء الوجه تسمح باحتفاظ أنقرة بالنظام بدون استخدام. ومن الواضح أنه بدون تصرف ترامب المتهور في السنوات الأربع الماضية لما انحرفت تركيا عن الغرب ولما أصبح سجلها في مجال حقوق الإنسان صارخا. ولدى إدارة بايدن فرصة لإصلاح هذا ولكن ليس كله. والبدء بعملية إعادة ترتيب للعلاقة من منظومة إس- 400 وتنازل فيها إلى إصلاحات داخلية وتنسيق وتعاون في سوريا، مما سيسمح لتركيا والولايات المتحدة إنقاذ ما تبقى من التحالف واستمرار تركيا في حلف الناتو وفتح المجال أمام تسوية في الأزمة التي تتخمر في شرق المتوسط. ويمكن إنجاز هذا، وبحاجة لإدارة أمريكية برسالة واضحة لا تشجع أردوغان ونزعته الديكتاتورية.