أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 47736
عائلات فلسطينية تفقد فرحة العيد في منازلها المدمرة!!
27.06.2023

غزة (فلسطين) - على غير العادة لن تستطيع الفلسطينية نجاح نبهان أن تستقبل أقاربها داخل منزلها في عيد الأضحى الذي يحل الأربعاء المقبل كما كانت تفعل سابقا، بعد أن دمر المنزل في غارة إسرائيلية في مايو الماضي.وأفقد هذا الأمر نبهان البالغة من العمر (62 عاما) والعشرات من العائلات الأخرى في القطاع الساحلي، الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية “حماس” منذ صيف 2007، فرحتها بالاستعداد لاحتفالات عيد الأضحى في ظل بطء إعمار منازلهم المدمرة.كانت تلك العائلات تقضي مثل هذه الأيام الأعوام الماضية ساعات طويلة داخل بيوتها تحضيرا لأجواء عيدي الأضحى والفطر، عبر تنظيفها وتزيينها وصناعة الكعك والمعمول.وتقول نبهان من بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة لوكالة أنباء “شينخوا”، إن العائلة اعتادت في هذه الأيام على تنظيف البيت وتزيينه وشراء الحلويات للاحتفال بعيد الأضحى استعدادا لاستقبال الأقارب والزوار.القيمة التقديرية لإعادة الإعمار بلغت 10 ملايين دولار، بحسب وزارة الاشغال والإسكان التي تديرها حماس في غزةوتشكو نبهان، وهي أم لثمانية أفراد، من أن حياة عائلتها انقلبت رأسا على عقب منذ أن دمر منزلهم المكون من طابقين بالكامل، جراء غارة إسرائيلية استهدفته في مايو الماضي وتسببت في تهجير العائلة المكونة من 45 فردا.وتضيف السيدة بصوت حزين ومتقطع، بعد أن أصبحت العائلة مشردة لا تستطيع العيش تحت سقف واحد يضمها، “أصبحنا نازحين ومشردين وليس لدينا أي تفاؤل بإعادة بناء المنزل في القريب، بسبب نقص الأموال التي من شأنها التسريع بإعادة الإعمار في منطقتنا”.وبدلا من الذهاب إلى الأسواق وشراء الملابس الجديدة والحلويات والألعاب قبيل العيد، يتنقل أحفاد نبهان بين أنقاض منزلهم المدمر لتفقد بقايا ملابسهم وألعابهم التي بقيت حبيسة تحت الأنقاض.ويقول محمد نجل نجاح “عندما أرى مثل هذه المشاهد الحزينة لأولادي أتمنى لو كنت قتلت في الغارة الجوية الإسرائيلية”، مشيرا إلى أن الغارة لم تدمر المنزل فقط، بل “دمرت حياتنا وآمالنا وذكرياتنا وطموحاتنا”.ويضيف محمد (39 عاما)، المصاب بالشلل، أن الغارة “قتلتنا حتى لو كنا على قيد الحياة حتى الآن، لكن لا أنا ولا أطفالي وجميع أفراد عائلتي لديهم أي فرصة للاحتفال بالعيد وسط هذا الوضع غير المسبوق وغير الإنساني”.ويتابع الرجل المكلوم على فقدان منزل عائلته “لا أعرف كيف سيحتفل أهل قطاع غزة بعيد الأضحى بينما سيقضيه الكثير من السكان على أنقاض منازلهم المدمرة ووسط ذكرياتهم المؤلمة”.وفي التاسع من مايو الماضي اندلع توتر عسكري دموي بين حركة الجهاد الإسلامي والجيش الإسرائيلي استمر 5 أيام، بعد غارات جوية إسرائيلية مفاجئة على القطاع قتلت 3 من كبار القادة العسكريين للحركة.ونتيجة لذلك تبادلت غرفة العمليات المشتركة التي تضم عددا من الأجنحة العسكرية المسلحة للفصائل الفلسطينية، بما فيها حركتا الجهاد الإسلامي والمقاومة الإسلامية “حماس”، القصف مع الجيش الإسرائيلي، ما أسفر عن مقتل 33 فلسطينيا وإسرائيلي واحد، وفق إحصائيات رسمية.ودمر الجيش الإسرائيلي خلال التوتر 120 وحدة سكنية بالكامل، و120 وحدة أخرى بشكل جزئي غير صالح للسكن، مما أدى إلى نزوح أكثر من 1000 شخص من السكان، فيما بلغت القيمة التقديرية لإعادة الإعمار 10 ملايين دولار، بحسب وزارة الأشغال والإسكان التي تديرها حماس في غزة.في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي في بيانات منفصلة إن قواته هاجمت مواقع عسكرية ومنصات صواريخ تحت الأرض ومنازل قادة تتبع لحركة الجهاد الإسلامي في القطاع طيلة أيام التوتر الخمسة.منذ عام 2008 حتى عام 2023 يحتاج القطاع الساحلي الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة إلى حوالي 205.5 مليون دولار لإعادة بناء ما دمر جراء الحروب الإسرائيلية المتكررةويقول محمد أبوعبيد (52 عاما)، صاحب منزل دمر خلال التوتر، “حتى لو كانت مزاعم الجيش الإسرائيلي صحيحة، فما ذنب أطفالنا أنهم نازحون ويعيشون حياة قاسية كهذه؟”.بالنسبة لأبوعبيد، كانت هذه هي المرة الثانية التي يفقد فيها منزله، حيث دمر الجيش منزله عام 2014 بحجة التورط في أنشطة عسكرية مع حركة الجهاد الإسلامي في ذلك الوقت.ويشكو الرجل حاله قائلا “في المرة الأولى عام 2014 نزحت لأكثر من ثلاث سنوات قبل إعادة بناء منزلي في أواخر عام 2017، والآن أصبحت وبرفقتي 20 عائلة من جيراني تضررت بفعل القصف، مجبرين على عدم الاحتفال بالعيد”.ويخشى كل من نبهان وأبوعبيد من أنهما سيضطران إلى الانتظار لفترة طويلة قبل إعادة إعمار منزليهما بسبب نقص التبرعات الدولية، كما أفاد مسؤولون وخبراء فلسطينيون في القطاع.وقال جواد الأغا، وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة، في تصريحات صحفية سابقة “هناك عزوف نسبي من الممولين عن تمويل مشاريع إعادة الإعمار بسبب اهتمامهم بمناطق صراع أخرى حول العالم”.وبحسب الأغا، فإن منذ عام 2008 حتى عام 2023 يحتاج القطاع الساحلي الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة إلى حوالي 205.5 مليون دولار لإعادة بناء ما دمر جراء الحروب الإسرائيلية المتكررة.ويصف أبوعبيد ونبهان “الوضع الذي يعيشاه حاليا بأنه مأساوي، ويأملان في أن تنتهي معاناتهما المتجددة من وقت إلى آخر يوما ما وإلى الأبد، والعيش بحرية وكرامة وسلام بعيدا عن الحروب”.!!
**المصدر : العرب

1