أحدث الأخبار
الاثنين 25 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 47736
استشهد قبل يوم من زفاف شقيقته.. المشتبك ألونة قاتل حتى آخر رمق على أرض مخيم جنين!!
17.10.2022

جنين – تقرير: علي سمودي- خلال لحظات، سرق الاحتلال فرحة عائلة ألونة وحول يوم زفاف كريمتها "ديالا" إلى بيت عزاء، بعدما استشهد ابنها البكر المشتبك محمد بدر محمود ألونة خلال اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال برفقة رفيقه وصديق عمره الشهيد عبد الرحمن فتحي الخازم.ورغم رفض الوالدة استقبال المعزين، بحبيب قلبها الذي تمنى دومًا الشهادة - كما قالت - لكن كريمتها العروس، لم تجف دموعها حزنًا على شقيقها الذي أهداها "طقم ضيوف"، وكان يستعد يوم الأربعاء لمرافقة خطيبها، لشراء ملابس أنيقة له بمناسبة زفافهما الذي تأجل حتى إشعار آخر بعد استشهاد محمد.في كل مكان بين أزقة مخيم جنين وقرية عنزة، تنتشر صور المحرر والمطارد محمد ألونة، أحد قادة كتائب شهداء الأقصى، والذي أبصر النور في القرية الواقعة جنوب جنين، لكنه عاش حياته وسط أقاربه وتحديدًا أخواله من عائلة أبو غليون في مخيم جنين فاختار طريق المقاومة، وتعرض للأسر عدة مرات، وعندما أصبح مطاردًا مع رفيقه عبد الرحمن خازم رفض أن يسلم نفسه.يعتبر الشهيد محمد البكر في عائلته المكونة من 7 أفراد، وتقول شقيقته ياسمين، أنه كان يعشق مخيم جنين منذ صغره، وعاش فيه، وبينما كان يستعد للالتحاق بالجامعة اعتقله الاحتلال، مشيرةً إلى أنه منذ صغره كان يعتبر صاحب مسؤولية وهو شخص اجتماعي وحظي بحب واحترام الجميع.ويشير شقيقه المحرر أحمد، إلى أن محمد بدأ مقاومة الاحتلال منذ أن كان عمره 14 عامًا وكان حينها يشارك في المواجهات وأصيب في إحداها، لافتًا إلى أن تلك اللحظة زادت من روح الانتماء للوطن وأصبحت أمنيته الشهادة.
وأشار إلى أن شقيقه انتمى لحركة "فتح"، وبدأ يبرز نشاطه المقاوم، قبل أن يعتقل عام 2014 ليقضي 5 أعوام خلف القضبان، وبعد أن تحرر تابع مشواره النضالي واعتقل عام 2017 إداريًا لمدة عام، وكانت تربطه بالأسرى علاقة قوية، واشتبك مع قوات القمع خلال اقتحامها أحد السجون في ذات المرات وأصيب حينها.بعد تحرره بفترة قصيرة، تلقى محمد اتصالاً من ضابط المخابرات الإسرائيلية، طالبه فيه بتسليم نفسه فورًا في معسكر سالم، ولكنه رفض، وتقول ياسمين: "هددوه بالتصفية، لكنه رفض التراجع عن طريقه، واختار درب المقاومة، وأصبح رده على تهديداتهم بالمقاومة والاشتباك في كل مكان وزمان".وتشير إلى أن شقيقها اكتسب تجربة النضال من خاله الأسير منتصر أبو غليون المحكوم مدى الحياة، وخاله عمار الذي تحرر مؤخرًا بعد 17 عامًا في الأسر، كما أنه ارتبط بعلاقة وطيدة بالكثير من الشهداء وآخرهم رعد خازم.وبحسب والدته، فإن محمد كان يرفض أن يتزوج ويفكر فقط بالشهادة، فكان مطاردًا من الاحتلال، وهذا لم يمنعه من التواصل باستمرار مع أشقائه وشقيقاته.وتقول شقيقته "دينا"، أنه صمم على تسجيلها في الجامعة، وتولى تأمين أقساطها، وتميز بالمحبة والوفاء والحنان، فكان يتحدى المخاطر ويحضر من جنين لعنزة لإيصالها وتأمينها للجامعة ودعمها ورفع معنوياتها.
ويروي أحمد، أنه التقى شقيقه محمد قبل يومين من استشهاده، و قد بدا في حالة معنوية عالية جدًا، ولم يتحدث سوى عن المقاومة والشهداء ومقاومة الاحتلال، ويضيف: "فجر يوم الأربعاء علمت أن محمد وعبد الرحمن أديا صلاة الفجر معًا في مسجد طوالبة بالمخيم، وبعد خروجهما تناولا طعام الإفطار الأخير معًا، ثم قليلاً من القهوة حتى أشرقت الشمس وتوجها للاستراحة في المنزل حتى هاجمت الوحدات الخاصة وقوات الاحتلال المنطقة، وتم محاصرتهما، لكنهما رفضا الاستسلام، واشتبكا، وبحسب المعلومات والشهود فإنهما أصيبا لكن الاحتلال اغتالهما وقام بتصفيتهما بدمٍ بارد من نقطة صفر".في عرس وطني كبير من مخيم جنين مرورًا بالمدينة حتى عنزة، جرى موكب تشييع جثمان محمد لتتغير الصورة والمشهد في منزل عائلته التي كانت تتجهز لزفاف شقيقته ديالا، ويقول شقيقه أحمد: "لا توجد كلمات تعبر عما حدث، فأخي الذي كان يرتبط بعلاقة وطيدة مع ديالا التي كانت تجهز له دومًا ملابسه وتطهو له الطعام الذي يحبه، كانت تنتظر زفافها منذ 8 أشهر وأن يشاركها فرحها".فيما تقول ديالا: "رغم مطاردته كان محمد يجهز معنا دعوات العرس، ويخطط لترتيباته ويجهز نفسه لشراء بدلة أنيقة ليشارك في زفافي، لكن الاحتلال قتله بدم بادر و سرق فرحتنا".في لحظات الوداع الأخيرة، وقفت الوالدة الخمسينية جميلة أبو غليون قرب رأس بكرها، تبكي بصمت وترتسم على محياها معالم الصدمة، وقالت لمراسلنا: "احتسبه عند الله شهيدًا .. رغم حزننا نحن نشعر بفخر و اعتزاز بأنه حظي بأعظم مرتبة وهي الشهادة!!
*المصدر : القدس دوت كوم

1