أحدث الأخبار
الأربعاء 27 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 47740
الديار الفلسطينية : اهلا ميلاد : يا عريس عليك اسم الله.. ياعريس محوط بالله.. ولادة ميلاد بعد رسالة "حلم" كُتبت2011 وصارت حقيقة 2020!!
03.02.2020

الاسير المناضل البطل وليد دقة"59عاما" من مدينة باقة الغربية في فلسطين اسير في سجون الاحتلال منذ اكثر من 34 عاما وقد تعرض الى ابشع اشكال التعذيب والتنكيل وبقي صامدا قابضا على حلمة كالجمر بان يستنشق يوما نسيم الحرية وان تكون له خلفة " اللي خلَّف ما مات" ابن او ابنه الى ان تحقق الحلم اليوم بولادة ابنته ميلاد التي كتب لها رسالة قبل عقد من ولادتها.. نقول باسم كل فلسطين: اهلا ميلاد نوَّرتي بوجودكي في حياة وليد وسناء ووجودكي بين شعبكي الفلسطيني على ارض فلسطين... سيداتي سادتي... اهلا بكم ومبروك ل سناء ولوليد... نعيدكم لقراءة رسالة كتبها وليد دقة عام 2011 ل ميلاد بعد مرور ربع قرن على اعتقاله في السجون الإسرائيلية،بمناسبة إنجاب زوجته سناء سلامة دقّة، اليوم الموافق الثالث من شباط/ فبراير 2020، مولودتهما البكر، ميلاد.... **نص الرساله:
أكتب لطفل لم يولد بعد!!
*وليد دقة
أكتب لطفل لم يولد بعد..
أكتب لفكرة أو حلم بات يرهب السجان دون قصد أو علم، وقبل أن يتحقق..
أكتب لأي طفل كان أو طفلة..
أكتب لابني الذي لم يأت إلى الحياة بعد..
أكتب لميلاد المستقبل، فهكذا نريد أن نسميه/نسميها، وهكذا أريد للمستقبل أن يعرفنا..
عزيزي ميلاد..
اليوم، أنهي عامي الخامس والعشرين في السجن، تسعة آلاف ومئة وواحد وثلاثون يوما وربع (9131).. إنه الرقم الذي لا ينتهي عند حد.. إنه عمري الاعتقالي الذي لم ينته بعد.. وها أنا قد بلغت الخمسين، وعمري قد انتصف بين السجن والحياة.. والأيام قد قبضت على عنق الأيام.. كل يوم أمضيته في السجن يقلب "شقيقه" الذي أمضيته في الحياة، ككيس يحاول إفراغ ما تبقى به من ذاكرة.. فالسجن كالنار يتغذى على حطام الذاكرة.. وذاكرتي، يا مهجة القلب، غدت هشيما وجف عودها.. أهرّبها مدونة على ورق حتى لا تحترق بنار السجن والنسيان.. أما أنت، فأنت أجمل تهريب لذاكرتي.. أنت رسالتي للمستقبل بعد أن امتصت الشهور رحيق أخوتها الشهور.. والسنين تناصفت مع أخواتها السنين..
أتحسبني يا عزيزي قد جننت؟؟ أكتب لمخلوق لم يولد بعد؟؟
أيهما الجنون.. دولة نووية تحارب طفلا لم يولد بعد فتحسبه خطرا أمنيا، ويغدو حاضرا في تقاريرها الاستخبارية ومرافعاتها القضائية.. أم أن أحلم بطفل؟؟
أيهما الجنون.. أن أكتب رسالة لحلم أم أن يصبح الحلم ملفا في المخابرات؟؟
أنت يا عزيزي تملك الآن ملفا أمنيا في أرشيف الشاباك الإسرائيلي.. فما رأيك؟؟
هل أكف عن حلمي؟؟
سأظل أحلم رغم مرارة الواقع..
وسأبحث عن معنى للحياة رغم ما فقدته منها..
هم ينبشون قبور الأجداد بحثاً عن أصالة موهومة..
ونحن نبحث عن مستقبل أفضل للأحفاد.. لا شك آت..
سلام ميلاد.. سلام عزيزي..
* الصور المرفقة: سناء سلامة ووليد دقّة لدى عقد قرانهما عام 1999... وولادة ميلاد 2020.

1