روى زميل للصياد الشهيد إسماعيل أبو ريالة كان برفقته عند استهدافه برصاص إسرائيلي اللحظات الأخيرة قبيل تعرضهم للاعتداء على متن قاربهم في عرض بحر قطاع غزة.واستشهد أبو ريالة عن (18 عاما) الليلة الماضية فيما أصيب اثنين آخرين كانا يرافقانه إثر استهداف الزوارق الحربية الإسرائيلية قاربهم قبالة ساحل بحر شمال قطاع غزة.ولاحقا أفرج الاحتلال عن الصيادين المعتقلين وهما: محمود عادل أبو ريالة، وهو مصاب بعيار معدني بالصدر، والصياد عاهد أبو علي فيما واصل احتجاز جثة زميلهم الشهيد.بدأت الجريمة المتعمدة كما روى أبو علي عندما كان المركب قبالة ساحل بحر منطقة الواحة في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة على مسافة 4 أميال بحرية-داخل المنطقة المسموح بها للصيادين.ويقول أبو علي "هاجمنا زورق إسرائيلي بشكل مفاجئ وطلب منا المغادرة فسارعنا لمغادرة المكان خشية تعرضنا للخطر، لكن بينما كنا في طريقنا لميناء غزة هاجمنا الزورق للمرة الثانية، وبدأ بتصوير المركب والصيادين وغادر".ويضيف "بينما كنا في طريقنا لميناء غزة رسونا قرابة الشاطئ لمسافة 3 أميال بحرية للراحة وتناول طعام الغذاء ومن ثم إكمال طريقنا.. وأثناء نومنا داخل المركب هاجمنا الزورق الإسرائيلي برفقة زورقين مطاطين".في حينه بدأت الجريمة بإصابة أبو ريالة بطلق ناري اخترق رأسه واستشهد على إثره، فيما أصيب أبو علي وزميله الآخر ثم اعتقالا.وبعد ساعات من مساء الأحد تمكّن صيادون آخرون من سحب المركب لكنّهم لم يجدوا عليه أحدا، في وقتٍ امتلئ سطح المركب بآثار الدماء والطلقات النارية التي أصابته بشكل مباشر.ويوضح أبو علي أنه بعد اعتداء البحرية الإسرائيلية على المركب وإصابة الصياد أبو ريالة بجراح خطرة ناشدناهم الإسراع بإنقاذ زميله "لكنهم تجاهلونا.. وأمرونا بالتجرد من الملابس والنزول إلى المياه ومن ثم اعتقلنا".ويتساءل "نحن الصيادين لماذا نحارب؟ لماذا نقتل في عرض البحر دون أي سبب؟ ألا يوجد أي انسانية؟ أين حقوق الإنسان التي تدّعيها إسرائيل؟"وفي منزل عائلة الشهيد في مخيم الشاطئ للاجئين غرب غزة، غلب الحزن والصدمة وجوه أقاربه خاصة أنهم لم يتمكنوا حتى الآن من استعادة جثمانه وإلقاء نظرة الوداع عليه ومن ثم دفنه.ويقول صالح أبو ريالة –والد الشهيد- إن نجله لجأ إلى البحر طلبا للرزق في ظل تفشّي البطالة وتدهور الأوضاع الاقتصادية.ويضيف "ولدي رمى نفسه على البحر، لا يريد الجلوس في المنزل سعيًا لتحصيل الرزق؛ لكن الزوارق الإسرائيلية قتلته بدم بارد.. حسبنا الله ونعم الوكيل"وتساءل "لماذا يقتل ولدي بعرض البحر؛ هو لم يتجاوز المساحة المحددة للصيادين.. هو معيلنا بعد الله عز وجل، وأنا لا استطيع العمل".وهذه هي المرة الثانية التي تفجع فيها عائلة أبو ريالة بقتل أحد أبنائها الصيادين. إذ كان استشهد قبل ثلاثة أعوام ابن عم إسماعيل الشهيد توفيق.ويصف مسؤول اتحاد لجان الصيادين زكريا بكر اعتداء الزوارق الاسرائيلية على مركب عائلة أبو ريالة "بالجريمة المتكاملة"، خاصةً وأن الزوارق صوّرت المركب عدة مرات قبل الاعتداء عليه.ويقول بكر إن "الجريمة التي ارتكبتها بحرية الاحتلال بحق مركب عائلة أبو ريالة ليست الاولى بل يمارس الاحتلال الإسرائيلي جرائم ممنهجة على مدى 12 عامًا من قتل وتدمير واعتقال".ومنذ بداية عام 2018 استشهد صيادين وأصيب 10 أخرين، واعتلقت البحرية الإسرائيلية 14 صيادًا وصادرت 6 قوارب، ودمرّت الزوارق 6 قوارب أخرى، بحسب اتحاد لجان الصيادين.ويطالب بكر المجتمع الدولي بتوفير حماية للصادين حتى وصولهم لأماكن رزقهم بشكل آمن، ووقف الاعتداءات بحقهم. كما يدعو السلطة الفلسطينية للتحرك أمام المحاكم الدولية لمحاكمة قادة الاحتلال على جرائمهم!!
تفاصيل جريمة : هكذا قتل الاحتلال الصياد أبو ريالة ببحر شمال قطاع غزة!!
27.02.2018