أحدث الأخبار
الجمعة 29 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 47744
القدس المحتلة: تقرير..الغضب يتصاعد في فلسطين ويلوح بـ «انفجار» قريب!!
11.02.2018

شهدت الأيام الماضية تصاعدا في حدة الغضب الشعبي الذي اجتاح المناطق الفلسطينية كافة، وبالأخص في الضفة الغربية، بعد استشهاد ثلاثة شبان في مقدمتهم الناشط في الجناح المسلح لحركة حماس أحمد نصر جرار، بعد مطاردة دامت شهرا كاملا، أرهق خلالها أجهزة الأمن والجيش، فيما نظمت في قطاع غزة المحاصر الذي يعاني من أزمات خانقة تهدد بانهيار كل القطاعات، فعاليات احتجاجية عدة حملت رسائل تنذر بقرب «الانفجار».فعلى مدار أيام الأسبوع الماضي لم تهدأ مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، وسجلت عشرات المواجهات بين الشبان الغاضبين وجنود الاحتلال، أبرزها كان شمال الضفة الغربية وتحديدا في مدينة نابلس، حين أفشل الفلسطينيون هناك خطة اقتحام إسرائيلية كان هدفها الأساسي الوصول بعد يوم واحد على اغتيال جرار، إلى مطلوب آخر يدعى عبد الحكيم عادل عاصي، تتهمه إسرائيل بقتل أحد مستوطني الضفة، فخرج الجنود وقتها يجرون أذيال الخيبة، وقد أمطرهم الشبان الغاضبون بوابل من الحجارة، ضمن مواجهات استمرت ثلاث ساعات، وانتهت باستشهاد أحد المتظاهرين وإصابة العشرات بحراج متفاوتة.ولم تهدأ موجة الغضب الفلسطينية الرافضة للمخططات الأمريكية والإسرائيلية، في سياق «انتفاضة العاصمة» فاستشهد الشاب حمزة الزعامرة، بعد محاولته تنفيذ عملية طعن لأحد مستوطني شمال الخليل، حيث أعادت عمليات القتل التي نفذها جيش الاحتلال، الزخم من جديد للمواجهات الشعبية، فانطلقت مواجهات عند كثير من نقاط التماس، مع جنود الاحتلال، أكثرها وطأة كان يوم «جمعة الغضب العاشرة» التي نزل فيها آلاف المتظاهرين عند نقاط التماس شمال ووسط وجنوب الضفة، وتصدوا للجيش الإسرائيلي والمستوطنين، فقابلتهم قوات الاحتلال بزخات الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أوقع عشرات الإصابات. وفي مسعى لإخماد نار الانتفاضة، نفذت قوات الاحتلال خلال الأسبوع الماضي، حملات اعتقال طالت عشرات الشبان والأطفال وعدد من النساء، لتصطدم خلال عمليات اقتحام المدن وتنفيذ حملات الاعتقال بمواجهات شعبية شديدة، أثبتت من جديد استمرار خيار المواجهة.ولم توقف إسرائيل مخططاتها الاستيطانية، وصادقت الحكومة الإسرائيلية على تحويل البؤرة الاستيطانية «حافات جلعاد»، الواقعة قرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة إلى مستوطنة، وذلك على خلفية قتل أحد سكانها برصاص نشطاء فلسطينيين. جاء ذلك خلال جلسة للحكومة، قال خلالها بنيامين نتنياهو، إن حكومته قامت بتسوية أوضاع المستوطنة، من أجل تمكين المستوطنين من مواصلة حياتهم الطبيعية في هذا المكان.وجاءت المصادقة الإسرائيلية على اعتماد مستوطنة جديدة بالضفة، في ظل ما تلاقيه من دعم أمريكي متواصل، والذي تجلى قبل شهرين من خلال قرارات الرئيس دونالد ترامب، اعتبار مدينة القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها.وفي هذا السياق وتحديدا بعد تصاعد حدة الغضب حمل جمال محيسن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، الرئيس الأمريكي تدهور الأوضاع في المنطقة نتيجة قراراته المخالفة للشرعية الدولية.وقال محيسن إنه «لن يكون هناك لا أمن ولا استقرار في الشرق الأوسط الا إذا حلت القضية الفلسطينية حلاًّ عادلاً»، ودعا لتكثيف وتصعيد «المقاومة الشعبية» تزامنا مع الحراك الدبلوماسي للقيادة، لمواجهة هذه القرارات الأمريكية التي وصفها بـ «المجحفة» للقضية الفلسطينية، وندد بما تقوم به حكومة الاحتلال من «تمييز عنصري وابارتهايد»، مطالبا الأمم المتحدة بتوفير «الحماية والأمن الدولي لشعبنا في ظل حملة الاحتلال المتواصلة».واحتجاجا على ما يجري في الضفة الغربية من عمليات استيطان وإعدام، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير وليد عساف إن «المقاومة الشعبية السلمية» حق للفلسطينيين في الدفاع عن أرضهم وممتلكاتهم، وأن هذه المقاومة لن نقبل بتكريس المشروع الاستيطاني.ومن المتوقع أن يزداد وهج الفعاليات المنددة بالاستيطان الجديد والقرارات الأمريكية خلال الأيام المقبلة، وهو ما حدا بإسرائيل إلى الدفع بثلاث كتائب عسكرية جديدة للتعامل مع الواقع الجديد، حيث قرر ذلك رئيس هيئة الأركان الجنرال غادي آيزنكوت، خشية اندلاع مواجهات عنيفة وموجة عمليات ضد إسرائيل.وتؤكد تقديرات جيش الاحتلال أن المواجهات ستتواصل في الأيام القريبة، وأن هناك مؤشرات تشير إلى النية لتنفيذ عمليات أخرى من قبل مجموعات منظمة أو أفراد، وهو ما دفع لإرسال «كتائب عسكرية نوعية» للضفة، من ضمنها وحدات خاصة.وليس بعيدا عن هذا الوضع شهدت مناطق قطاع غزة تظاهرات عند المناطق الحدودية، احتجاجا على استشهاد الشبان الثلاثة في الضفة، وتنديدا باستمرار الحصار، الذي حول حياة السكان إلى كابوس مظلم، بسبب تهاوي القطاعات الحيوية كافة وفي مقدمتها القطاع الصحي والتجاري، وهو ما دفع مسؤولي منظمات دولية ومحلية للتحــذير من «خطر الانفجار» القريب.وقد لوح مسؤولو الفصائل بوجود مخطط يهدف لأن يكون الانفجار تجاه إسرائيل، من خلال تسيير مسيرات شعبية بحشود كبيرة، تلتصق بالحدود الفاصلة، وهناك ترجيحات لأن تكون من ضمن خطوات الاحتجاج اختراق هذه الحشود لتلك الحدود باتجاه إسرائيل، في أقوى رسالة غضب على ما يواجهه القطاع من تحديات، وأن تستمر الفعاليات بشكل متواصل، ولا تقتصر على يوم واحد أو بضع ساعات، وهو ما أكده داوود شهاب مسؤول الإعلام في حركة الجهاد الإسلامي حيث قال إن الفعاليات تحمل رسالة مفادها أنه لا يمكن أن يتحمل أي طرف سوى الاحتلال.وتمهيدا لهذه الخطوة شرع عدد من النشطاء بإقامة خيام أمام الحدود، في إطار دعوات شبابية أخرى لإقامة «مخيم العودة» هناك، يرجح أن يكون قريبا، ضمن ما يعرف باسم «مسيرة العودة الكبرى». وفي هذا السباق أيضا وعقب احتجاجات داخل المدن، وأمام مقرات الأمم المتحدة لمتضرري الحصار، من أيتام وفقراء وعمال وغيرهم من القطاعات، نظم المرضى والمصابون احتجاجا على حاجز بيت حانون «إيرز» نهاية الأسبوع الماضي، رفضا للحصار، وهو ما اعتبر بداية موجة الغضب والانفجار تجاه الحدود.وفي إطار الرفض من قطاعات التجار لما يشهده القطاع من خسائر كبيرة، أوقف التجار الأسبوع الماضي عملية استيراد البضائع من إسرائيل ليوم واحد، حيث ينوون تكرار العملية نهاية الأسبوع الجاري، لتسليط الضوء على محنة الحصار المفروض على السكان منذ 11 عاما، والذي أسفر مؤخرا عن خفض القوة الشرائية في الأسواق، وتكبيد القطاع الخاص خسائر مالية لا تزال مستمرة.وكان القطاع الخاص في غزة بعد انخفاض عدد الشاحنات الموردة للقطاع ونقل بضائع وسلع من الجانب الإسرائيلي، من 800 إلى 300 شاحنة يوميا، وكذلك تجمع المؤسسات الإغاثية، أعلنا في مؤتمرات منفردة، أن نسبة البطالة ارتقعت إلى 46٪، فيما بلغت نسبة الفقر 65٪، وارتفع عدد المعتمدين على المساعدات الخارجية لتدبير أمور حياتهم إلى 7 أسر من بين 10.وفي السياق ذاته فإن القطاع الصحي يواجه تحديات كبيرة، بسبب العجز الكبير في الأدوية والمستلزمات الطبية، وكذلك النقص الحاد في الوقود المخصص لتوفير الطاقة عند انقطاع التيار من الخطوط المغذية للمستشفيات.وفي آخر التصريحات التي نشرتها وزارة الصحة في غزة حول خطورة الوضع قال الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة إن إسرائيل «تغتال» منظومة العمل الصحي، بعد أن توقفت، بسبب أزمة الوقود، ثلاثة مستشفيات و16 مركزا طبيا.وبسبب خطورة الوضع القائم كشف النقاب عن وضع قادة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تقريرا «شديد الخطورة» عن وضع قطاع غزة على طاولة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حمل تحذيرات من حدوث «مواجهة عسكرية حتمية» إذا لم يتم تدارك الأمور!!

1