أحدث الأخبار
الاثنين 25 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
155 56 57 58 59 60 611135
أندية رياضية سرية لمواجهة حظر الجيم على نساء أفغانستان!!
25.12.2022

**لا تزال حركة طالبان تحكم سيطرتها على النساء في أفغانستان منذ استيلائها على السلطة في أغسطس 2021، فبعد تقييد حرية تنقلهن وسفرهن، منعتهن من دخول الصالات الرياضية والمنتزهات وحدائق الألعاب فالتجأن إلى أندية رياضية سرية لمواجهة حظر الجيم، حيث يعتبرنها المكان الوحيد الذي يمكنهن فيه الشعور بنكهة الحياة.
كابول- تقود المدربة الرياضية ليلى أحمد النساء في فصل تمارين سري في قبو منزلها في العاصمة الأفغانية كابول. لا يوجد صوت موسيقى بينما تتوافد الزائرات من الباب الخلفي.
منعت حركة طالبان النساء من دخول الصالات الرياضية والمنتزهات وحدائق الألعاب الشهر الماضي، في أحدث حملة قمع تدريجي لحرياتهن. وقوبلت القرارات بإدانة دولية سريعة.
لكن ليلى، المطلّقة البالغة من العمر 41 عاما ذات الخبرة في كمال الأجسام واليوغا، تتحدى الحظر. وقالت لمؤسسة تومسون رويترز “لا يمكن للنساء الذهاب إلى المطاعم وحضور الفعاليات الثقافية أو حتى المشي بمفردهن في الحدائق العامة، مما يجعل من الصالات الرياضية المخفية منارة للأمل بالنسبة إليهن”.
وأغلقت طالبان مدارس البنات الثانوية منذ استيلائها على السلطة في أغسطس 2021، ومنعت النساء من معظم الوظائف، وفرضت قيودا صارمة على لباسهن وحركتهن. وتقول الأمم المتحدة إن معاملة الجماعة الإسلامية للمرأة يمكن أن ترقى إلى جريمة ضد الإنسانية. وتنفي طالبان هذا، وتقول إنها تحترم حقوق المرأة وفقا لتفسيرها للشريعة الإسلامية.
لكن بعض النساء يتحايلن على القواعد من تحت الأرض: من المدارس إلى صالونات التجميل والصالات الرياضية. وتشمل حريفات ليلى موظفات سابقات في الأمم المتحدة وموظفات حكوميات ومعلمات وشرطيات وصحافيات وسيدات أعمال.
وقالت “هذا هو المكان الوحيد الذي يمكنهن فيه التواصل مع ماضيهن والشعور بنكهة الحياة. إن في الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية علاجا. مازلنا نرقص على الرغم من أننا لا نستطيع تشغيل الموسيقى عبر مضخات الصوت، ولكننا نتبع الإيقاعات التي تبثها سماعات الأذنين”.
وحظيت صالات الألعاب الرياضية المزودة بآلات عالية التقنية وشاشات البلازما بشعبية كبيرة بين النساء المتعلمات والعاملات في المدن قبل عقد من الزمان.
ووفرت دروسا في كل شيء من التمارين الرياضية إلى الزومبا، وهو تمرين للرقص اللاتيني، مما عزز ثقة النساء بأنفسهن، وخلق مكانا للاجتماع.
وكان بإمكان النساء الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية مرتديات سروالا وقميصا فضفاضا في بعض أجزاء كابول، لكن الأمر تغيّر. وتصل زبونات ليلى بحجاب كامل، وأزياؤهن الرياضية في حقائبهن.
ولا تخبر كثيرات أحدا عن وجهتهن، حيث تعتبر بعض العائلات الصالة الرياضية مضيعة للمال وسط الأزمة الاقتصادية التي تعيق البلاد.
ويعتقد آخرون في المجتمع الأبوي أن صالات الألعاب الرياضية النسائية والملابس الرياضية الضيقة وموسيقى البوب المصاحبة هي من البدع الغربية غير الأخلاقية.
وقالت ليلى “نحن لا نحارب نظام طالبان المعادي للمرأة فقط، بل أيضا الثقافة المعادية للمرأة داخل المجتمع الأفغاني”.
وأغلقت العديد من صالات الألعاب الرياضية النسائية أبوابها منذ استيلاء طالبان على السلطة، ثم أصدرت الجماعة حظرا رسميا في نوفمبر، محذرة من معاقبة من يتحداه. ولا تزال صالات الرجال الرياضية مفتوحة.
وليس من الواضح ما هي العقوبات التي يمكن أن تواجهها النساء، لكن طالبان استأنفت مؤخرا الجلد العلني، وهو من سمات حكمها السابق من 1996 إلى 2001.
وتضرب رمزية كيس الملاكمة في صالة ألعاب رياضية تحت الأرض في مدينة هرات الغربية، وهي تتخيل تحطيم وجه طالبان.
وتزور مسكنا خاصا مرتين في الأسبوع حيث ترفع النساء الأثقال بهدوء ويمارسن التمارين على الآلات في الطابق السفلي. وتختار الفتاة البالغة من العمر 27 عاما الملاكمة والدراجة.
وقالت رمزية، التي طلبت استخدام اسم مستعار “أشعر أنني أترك ورائي كل الكوارث التي حدثت في أغسطس الماضي كلما أركب الدراجة. وأختار الملاكمة لأنني أشعر بالغضب والضعف. آمل أن أكون في يوم من الأيام قوية بما يكفي لضربهم في وجوههم لحرماننا من حقوقنا”.
واعتادت رمزية أن تحصل على راتب جيد كمدربة إعلامية وكانت تأمل في العودة إلى الجامعة لمتابعة درجة الماجستير في الهندسة المدنية. وهي الآن تكسب دخلا ضئيلا من المنزل، بمنح دروس في الرياضيات للفتيات المحرومات من التعليم.
وعلى الرغم من خوفها من الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية منذ إعلان طالبان الحظر، إلا أنها تقول إنها ستغرق في الاكتئاب إذا توقفت. وأضافت “نحن لا نرتكب أي إثم أو جريمة. هذا أمر طبيعي، وعلى طالبان والمجتمع أن يتفهموا ذلك”.
وتدير مونيكا يوسف مركز اللياقة البدنية تحت الأرض، وهي معلمة الدراسات الإسلامية في السابق. وعندما أغلقت طالبان مدرستها، جمعت يوسف بعض المعدات الرياضية وانتقلت إلى منزلها.
وقالت المرأة البالغة من العمر 36 عاما، التي افتتحت صالة الألعاب في بداية العام، إنها كانت بمثابة شريان حياة للنساء اللاتي فقدن وظائفهن وأصبحن “سجينات في منازلهن”. وتابعت “تساعدنا الصالات على البقاء نشيطات بدنيا، وتمكننا من مشاركة ألمنا وغضبنا. حارب جيلنا من أجل المساواة. لن نستسلم ولن نبقى صامتين”.
ليس من الواضح ما هي العقوبات التي يمكن أن تواجهها النساء، لكن طالبان استأنفت مؤخرا الجلد العلني
وشهدت مونيكا وليلى انخفاضا في أرباحهما مثل النساء الأخريات اللاتي باشرن أعمالا تحت الأرض.
وأصبح مدخول مونيكا الآن 60 دولارا بعدما كان 200 دولار شهريا. كما أن معظم حريفاتها عاطلات عن العمل، مما يجعلها تتقاضى منهن دولارين فقط في الشهر.
وانخفض دخل ليلى الشهري من حوالي 350 دولارا إلى 100 دولار. وتقلصت حريفاتها في كل فصل من 50 إلى 15 كحد أقصى، ولم يعد بإمكان أي زبونة تحمل تكاليف دروسها الفردية بعد الآن.
ويكمن خوفها الأكبر في أن تغلق طالبان الصالة الرياضية. وليست لديها وسيلة أخرى للبقاء على قيد الحياة، فهي امرأة عزباء تعيش بمفردها. وقالت “عليّ أن أعمل في الخفاء، أو أموت جوعا”.

1