كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، عن عزم بلاده استكمال إنشاء منطقة آمنة على الحدود الجنوبية من تركيا، أي في شمال سورية، بعمق 30 كم.وقال أردوغان، في خطاب عقب اجتماع للحكومة في أنقرة برئاسته: "نعمل على إتمام النواقص في خطة إنشاء المنطقة الآمنة بعمق 30 كم على الحدود الجنوبية، وسيتم تناول هذه المواضيع في اجتماع الأمن القومي الذي سيعقد الخميس المقبل، لتقييم هذا الأمر واتخاذ القرارات".وأوضح أردوغان أن "هناك استهدافا مستمرا لتركيا والمنطقة الآمنة عبر الهجوم المسلح، وإطلاق النار والأفخاخ من بعض المناطق، وهذه المناطق ضمن أولويات تركيا، ولهذا تعمل قوات الجيش والاستخبارات والأمن على استكمال تحضيراتها، وعند استكمالها ستبدأ العمليات، وستتخذ القرارات باجتماع الخميس".ويبدو أن أردوغان يقصد المناطق المجاورة للمناطق الآمنة التي أنشأتها تركيا عبر عمليات عسكرية شمال سورية، وهي مناطق درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام، واستكمال المنطقة الآمنة على طول الحدود بعمق 30 كم.
*هجوم على اليونان
ووجّه أردوغان في كلمته رسائل شديدة اللهجة للدول الغربية، في إطار حديثه عن عضوية السويد وفلنلندا لحلف الشمال الأطلسي "الناتو"، وخاصة اليونان، حيث قال إنه في الأيام الماضية جرت اتصالات عديدة حول هذا الموضوع، وأنه شدد في حديثه على أن "أمن الناتو يشمل مكافحة الإرهاب والحلف بين الدول".وأضاف "تركيا وافقت على عودة فرنسا واليونان سابقا للناتو، ولكن ماذا فعلت اليونان، إنها محطة لانتقال أعضاء جماعة الخدمة إلى أوروبا، وحاليا هناك 10 قواعد في اليونان، فمن يا ترى يهددها؟ ومن أجل ماذا تبنى القواعد؟ وهناك ديون لليونان تبلغ 400 مليار يورو مستحقة لدول الاتحاد الأوروبي".وأكمل، أنه دعا سابقا في حديث لرئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتشوكاتيس "ألا تتدخل دول ثالثة في علاقات البلدين، وتم التوافق على ذلك، ورغم هذا فإن رئيس الوزراء ميتشوتاكيس كانت لديه زيارة لأميركا الأسبوع الماضي، وهناك تحدث ضد تركيا، وطالب بعدم بيعها مقاتلات إف16 وكأنه يعطي تعليماته لأميركا".وواصل أردوغان هجومه على اليونان ورئيس وزرائها بالقول: "هذا العام سيكون هناك اجتماع للمجلس الاستراتيجي بين البلدين، لكن بالنسبة لي لم يعد هناك شخص اسمه ميتشوتاكيس، ولن أقبل نهائيا باللقاء معه، نحن نواصل طريقنا مع شخصيات سياسية تتمتع بالشرف، وليفكر بعد الآن هو بالأمر، فليلتقي مع من يريد ويبني القواعد العسكرية، تركيا تكفي نفسها، ولا أعتقد أن أميركا ستتخذ قراراتها وفق كلام رئيس الوزراء اليوناني".وكان رئيس الوزراء اليوناني قد طالب، في حديث أمام الكونغرس الأميركي، بعرقلة بيع تركيا مقاتلات إف 16 الأميركية، وذلك خلال زيارته لأميركا الأسبوع الماضي.
*السويد وفنلندا
كما هاجم أردوغان كلا من السويد وفنلندا التي لديها "مقاربات ضد تركيا" لن تقبلها أنقرة، وأن "حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية والتنظيمات اليسارية كانت لها تظاهرات في شوارع العاصمة السويدية استوكهولم قبل أيام".وأردف "الشرطة السويدية توفر الحماية لهؤلاء، وفي ألمانيا أيضا هناك مسيرات مشابهة، والشرطة تحميها، وعندما يرتكب أي مواطن تركي أي خطأ يتم الإساءة له في ألمانيا".وشدد: "لا يمكن أن يكون هناك سلام مع هذا الشكل (من التعاطي).. تسير هذه الدول رفقة التنظيمات المسلحة، ونحن نعرف كيف نسير، وندعوهم إلى التخلي عن الخطوات التي تؤدي إلى تهديد تركيا بدعم الإرهابيين بدون أي حق، وعندما نرى خطوات عملية ملموسة فإن تركيا ستقوم بما عليها".وأعربت تركيا عن رفضها انضمام السويد وفنلندا لحلف الناتو، لدعمهما تنظيمات تصنفها محظورة في تركيا، وقالت مصادر تركية متابعة إن طلبات تركيا تتلخص في تسليم المطلوبين لديها من هذه التنظيمات، ورفع الحظر عن بيع السلاح لها، وأمور أخرى تتعلق بسورية وملف اللاجئين.
أردوغان: تركيا تستعد لاستكمال إنشاء منطقة آمنة بعمق 30 كيلومتراً في سورية!!
24.05.2022