مكسيكو- (أ ف ب) -بعد عقود من اختفاء شقيقته أثناء عمليات القمع السياسي في “الحرب القذرة” في المكسيك، يأمل روبرتو مارتينيز بأن يلتقي أخيرا بالطفل الذي يعتقد أنها أنجبته أثناء احتجازها.وقد أعطى إنشاء لجنة حكومية للبحث عن 14 طفلا على الأقل يعتقد أنهم ولدوا لضحايا مزعومين للاختفاء القسري، الأقارب جرعة جديدة من التفاؤل.أما الجناة المزعومون الذين يتّهمون بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، فهم شرطيون وأفراد من مجموعات عسكرية لم تعد موجودة الآن.احتجزت لورديس شقيقة روبيرتو عندما كانت تبلغ 23 عاما في كولياكان في شمال غرب المكسيك عام 1974، خلال فصل مظلم من تاريخ المكسيك.وهي كانت عضوا في “Liga Comunista 23 de Septiembre” وهي مجموعة مسلّحة قاتلت الحزب الثوري المؤسسي الذي حكم البلاد منفردا لسبعة عقود.وقال مارتينيز لوكالة فرانس برس في مقابلة عبر الهاتف من كولياكان “أتمنى أن يكون ابن/ابنة شقيقتي وُلد/ولدت وما زال/ما زالت على قيد الحياة”.وأضاف هذا المدرس البالغ من العمر 65 عاما وهو يبكي “اختفى شخصان من عائلتنا”.وهذه المرة الأولى التي تبحث فيها الحكومة المكسيكية عن أشخاص يعتقد أنهم عرضوا للتبني بعد الاختفاء القسري لأمهاتهم.وشكّلت وحدة بحث متخصصة منتصف العام 2019، لكنها بدأت عملها للتو.وكان حوالى 500 معارض سياسي وطالب عرضة للاختفاء القسري من الستينات إلى الثمانينات وفقا للجنة الوطنية لحقوق الإنسان.وقال مارتينيز “أتمنى من كل قلبي أن تساعدني السلطات في العثور على ابن أو ابنة شقيقتي ووالدته/ها”.وأضاف “أريد أن أخبر كل من ولد في الظروف نفسها بالقدر الذي منحته أمهاتهم لهذا البلد”.ومن المقرر أن تراجع هذه اللجنة الملفات الرسمية وشهادات ناجين في محاولة لتحديد مكان الاشخاص المفقودين.وقال خافيير يانكليفيتش رئيس وحدة البحث إن إجبار النساء على إجراء “ولادة سرية، ربما لأخذ الأطفال، هو من أقسى الامور التي يمكن أن يفعلها إنسان بآخر”.وحض الأشخاص الذين لديهم شكوك حول أصولها على “استكشاف احتمال أن تكون القصة التي أخبروا بها غير عائدة إليهم والتواصل مع المؤسسات لمتابعة العملية لاكتشاف هويتهم”.ووفقا لكاميلو فيسنتي الذي ألف كتابا عن عمليات الاختفاء القسري، هناك مؤشرات على حدوث عمليات تبن غير قانونية في المكسيك، وإن لم تكن كثيرة كما هي الحال في بعض البلدان الأخرى مثل الأرجنتين وتشيلي.وقال فيسينتي “حتى لو كانت هناك حالة أو حالتان، من واجب الدولة البحث عنها أو عنهما”.ولفت إلى أنه يتعين على السلطات كشف “عدد الأطفال الذين قضوا خلال العمليات العسكرية أو تعرضوا للتعذيب، وهي قصة أخرى من القصص المخفية عن حملة مكافحة التمرد التي يتم نفيها منذ فترة طويلة في المكسيك”.قبض على روبرتو أنطونيو غالانغوس وزوجته كارمن فارغاس، وهما أيضا عضوان في “Liga Comunista 23 de Septiembre” في عمليتين منفصلتين عام 1975 ثم اختفيا.وفصل ابنهما لوسيو أنطونيو الذي كان يبلغ حينها أربع سنوات وابنتهما أليدا البالغة وقتها عامين، ورعاهما أصدقاء للزوجين.واختطف عملاء الصبي خلال عملية أخرى أصيب فيها.أما أليدا فأعطاها الرجل الذي كان يعتني بها والذي توفي دون كشف قصتها، إلى إحدى العائلات.وأرسل لوسيو أنطونيو إلى دار للأيتام. وفي وقت لاحق، تم تبنيه وأطلق عليه اسم خوان كارلوس هيرنانديز.وبدعم من والدها بالتبني، اكتشفت أليدا هويتها الحقيقية في العام 2001.وبعد بضع سنوات، واثر التغلب على العقبات التي وضعتها السلطات التي رفضت فتح الملفات الرسمية، تمكنت من تحديد مكان شقيقها في واشنطن حيث يعيش كلاهما الآن.وقالت أليدا “قال الناس إنني بدوت وكأنني أفقد صوابي”.ويأمل الشقيقان أن تجبر محكمة البلدان الأميركية لحقوق الإنسان المكسيك على تحديد مكان والديهما ودمج موضوع “الحرب القذرة” في كتب التاريخ الرسمية وتعويضهما.!!
المكسيك تبحث عن الأطفال المفقودين في “الحرب القذرة”!!
24.10.2021