الأردن مجددا يواجه خشونة هذه المرة وفي ظل الجائحة كورونا والوضع الاقتصادي المحتقن حيث يضرب العنف الاجتماعي مجددا وسط مؤشرات قلق أمنية حساسة وبخلفيات عشائرية بعد “جريمة بشعة” ألهبت المشاعر وارتكبت بسبب خلاف بين شابين على “طائر” حط على سطوح المغدور.ومع أن الضربة الأولى كانت في جريمة غير مبررة إلا أن ردود الفعل والسعي للثأر والتحركات على مستوى عشائري تعبر أيضا عن انفلات محتمل لمظاهر العنف الاجتماعي، الأمر الذي تحرص عليه السلطات في سياق الاستدراك.وكانت منطقة الجويدة جنوبي العاصمة عمان وفي إطار الرد أو الثأر من الجريمة قد شهدت عملية إحراق عشوائية للعديد من المركبات وإحراق بعض البقالات والمحلات التجارية وبعض المنازل أيضا في إطار “فورة الدم” ردا على استخدام قوات الأمن والدرك للقنابل المسيلة للدموع مما دفع أهالي المنطقة ومن مختلف العشائر للتشاور والاجتماع وإصدار بيان عتب شديد على أبناء مدينة الطفيلة في العاصمة عمان حيث أن ردة الفعل الجماعية هنا كانت بصيغة اعتداء على الجميع وبدون تمييز مما ألحق الأضرار في بعض الممتلكات التي لا صلة لها بأهل أو عائلة أو حتى عشيرة القاتل.ويمكن هنا وصف المشهد الذي عايشه حي جويدة أحد أحياء جنوب عمان القديمة باعتباره “ميليشياتيا” بامتياز فرغم اجتهاد قوات الدرك بإطلاق العديد من القنابل المسيلة للدموع إلا أن السيطرة الأمنية كانت عبارة عن مغامرة وسط حي شعبي مكتظ عندما تعلق الأمر بأكثر من 100 شخص حضروا بسيارات من حي آخر في العاصمة الأردنية عمان في إطار الرد على الجريمة التي أثارت جدلا واسع النطاق وارتكبت بسبب طائر حط على سطح أحد المنازل. تلك الجريمة حظيت بمعدل استنكار وإدانة واسعة النطاق على مدار الأيام الأربعة الماضية وتجمع بسببها عدد من أبناء حي الطفيلة وهي المدينة التي تمثل ضحيتي الجريمة أمام مكاتب الديوان الملكي في مظهر اعتصامي انتهى بمشهد يرصده الأردنيون لأول مرة حيث هتافات حادة جدا وحيث رجال الحرس على بوابة مكاتب الديوان الملكي اضطروا لإطلاق الرصاص في الهواء لإخافة المعتصمين من أبناء حي الطفايلة في العاصمة عمان بعدما اقترب المعتصمون خلافا لأوامر الدفاع والحظر والتباعد الصحي من البوابة وكادوا يطيحون بها. الإشارات الميليشياتية حصلت يوم الجمعة في أوقات النهار وبدأت في السياق حرب إلكترونية ذات صبغة عشائرية هذه المرة عبر المنصات ووسائط التواصل تتضمن تبادل التهديدات. واضطر أهالي ضاحية الجويدة وهم عبارة عن مكونات عشائرية مختلفة ومتباينة لتذكير أبناء مدينة الطفيلة في العاصمة عمان بأنهم استنكروا الجريمة وتضامنوا معهم لكن الأمور تغيرت مع الهجمة منظمة الطابع التي رصدت في الضاحية وتخللها حسب بيان أهالي ضاحية الجويدة خلافا لاستخدام الدرك لقنابل الغاز اعتداء عشوائي على سيارات المواطنين وإرهاب وإرعاب لأهالٍ مسالمين لا علاقة لهم لا بالجريمة ولا بأقارب أو عشيرة من ارتكبها.لم تعلن السلطات الأمنية موقفها من التجمع المشار إليه والذي أثار القلق على النظام القانوني عموما خصوصا وأن الجريمة تميزت أصلا بأنها وقحة وبدون مبرر وأثارت موجة غضب كبيرة وواسعة وحظي المغدورون فيها بتضامن قبلي وعشائري من جميع الأردنيين قبل أن تقرع أجراس القلق بعد المشهد الذي حصل جنوبي العاصمة حيث قرر أكثر من 100 شاب أخذ الحق باليد.وهاجموا الحي الذي يقطن فيه أهل أو عائلة القاتل لابنيهما علما بأن أهل وعائلة القاتل غادروا تلك المنطقة أصلا منذ عدة أيام ومباشرة بعد ارتكاب الجريمة التي حظيت بعطوة أمنية قبل اندلاع أحداث الشغب مجددا.
إشارات “ثأرية” في “حارات عمان” بعد جريمة بـ”خلفية عشائرية” وتبادل إلكتروني للاتهامات واحتقان أمني!!
02.05.2021