في تقريره حول الاستعمار وحرب الجزائر (1954-1962)، اقترح المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا إدخال رفات Gisèle Halimi (جيزيل حليمي) المحامية والناشطة والسياسية الفرنسية-التونسية المعارضة بقوة لحرب الجزائر، التي توفيت في يوليو/تموز الماضي، عن عمر ناهز الـ93 عاماً، إلى مقبرة Panthéon – وهي مبنى بالحي اللاتيني العريق في قلب باريس يضم رفات بعض ‘‘عظماء’’ فرنسا – كما أنه من المفترض أن يتم تكريمها وطنياً في فصل الربيع المقبل، بمجرد أن تسمح الظروف الصحية بذلك.ويقدم تقرير المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا السيدة جيزيل حليمي، التي دافعت عن نشطاء من أجل استقلال الجزائر في الخمسينيات، على أنها ‘‘شخصية كبيرة معارضة للحرب الجزائرية’’. ويعد إدخال رفات Gisèle Halimi إلى مقبرة ‘‘عظماء فرنسا’’ بباريس، مطلباً من جمعيات نسوية ومنتخبين يناضلون في هذا الاتجاه منذ أغسطس/آب عام 2020.وقد دافعت المحامية جيزيل حليمي في سنوات الخمسينات، عن نشطاء استقلال الجزائر عن فرنسا، بما في ذلك نشطاء في جبهة التحرير الوطنية (FLN). واعتباراً من عام 1960، تولت الدفاع عن الناشطة والمناضلة في جبهة التحرير الوطنية الجزائرية جميلة بوباشا، المتهمة بمحاولة القتل ثم تعذيبها واغتصابها، في الحجز، من قبل جنود فرنسيين.كما تعتبر جيزيل حليمي ناشطة نسوية ‘‘من الدرجة الأولى’’، إذ تعد المحامية الوحيدة التي وقّعت على ‘‘بيان 343’’ لعام 1971 الذي يجمع بين النساء اللواتي قلن إنهن قد أجهضن بالفعل ويطالبن بحرية الإجهاض التي تم منعها في فرنسا.وعلى الصعيد السياسي، تعد جيزيل حليمي مقربة من الرئيس الفرنسي-الاشتراكي الراحل فرانسوا ميتران.. وقد تم انتخابها نائبة في البرلمان الفرنسي من 1981 إلى 1984. واعتباراً من عام 1985 شغلت عدة مناصب في اليونيسكو.وقد كرمتها مدينة ‘‘نانسي’’ الفرنسية مؤخراً بتصويت مجلسها البلدي يوم الإثنين الماضي على إطلاق اسم جيزيل حليمي على أحد شوارع المدينة.وقدم بنجامان ستورا تقريره حول الاستعمار وحرب الجزائر (1954-1962) إلى الرئيس إيمانويل ماكرون، يوم الأربعاء الماضي. وقد أوصى فيه بتشكيل لجنة ‘‘ذاكرة وحقيقة’’ في فرنسا تكلف طرح ‘‘مبادرات مشتركة بين فرنسا والجزائر حول قضايا الذاكرة‘‘.!!
من هي السيدة التي أوصى تقرير ستورا حول ذاكرة استعمار الجزائر بإدخال رفاتِها إلى مقبرة ‘‘عظماء فرنسا’’؟
22.01.2021