ذكرت وكالة أمريكية أن مسؤولين سعوديين وحوثيين أجروا محادثات غير مباشرة ومن وراء الكواليس لإنهاء الحرب المدمرة المستمرة منذ أكثر من خمسة أعوام في اليمن.وقالت وكالة "أسوشييتد برس"، اليوم الخميس، أن المفاوضات الجارية بين الطرفين بوساطة عُمانية، خصوصاً أن مسقط تمكنت، خلال السنوات الماضية، من ترتيب موضعها الجغرافي كوسيط بين الطرفين.ونقلت الوكالة عن عضو وفد التفاوض التابع لجماعة الحوثيين، جمال عامر قوله: إن "الجانبين تواصلوا عبر الفيديو، خلال الشهرين الماضيين، كما جرت بينهم محادثات من خلال وسطاء أوروبيين".وأضافت الوكالة أن المحادثات الحالية تتمحور حول مجموعة من الأهداف المؤقتة؛ مثل إعادة فتح مطار صنعاء الدولي، الذي أغلقه التحالف العربي في عام 2016.كما تجري مناقشة إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود اليمنية السعودية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.وقال أبو بكر القربي، وزير الخارجية اليمنية السابق والموجود في سلطنة عمان، للوكالة: إن "أبرز مخاوف السعوديين تشمل تفكيك قدرات الحوثيين الباليستية، وسلاح الطيران المسير، وكذا أمن حدود المملكة".وبحسب الوكالة، يبحث السعوديون عن ضمانات بأن الحوثيين سوف ينأون بأنفسهم عن إيران، حيث إنه لطالما كانت الرياض تخشى أن يتمكن الحوثيون من تأسيس وجود إيراني على طول الحدود السعودية اليمنية.من جانبه قال أحد المسؤولين الحوثيين (لم يذكر اسمه)، إن هذه المحادثات قد تمهد الطريق لمزيد من المفاوضات رفيعة المستوى، مطلع العام المقبل.جديرٌ ذكره أن السعودية ذكرت، على لسان مسؤول كبير (رفض كشف اسمه)، في 6 نوفمبر الجاري، لوكالة "فرانس برس"، أن بلاده تملك "قناة مفتوحة مع الحوثيين منذ عام 2016"، دون مزيد من التفاصيل.
وكشفت وكالة "رويترز"، في تقرير نشرته الشهر الماضي، أن السعودية بصدد دراسة اقتراح للحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن لوقف إطلاق النار.وقالت "رويترز" حينها إن ذلك من شأنه "تعزيز جهود الأمم المتحدة، خصوصاً إذا تم التوصل لاتفاق لإنهاء حرب مدمرة تؤثر على سمعة الرياض عالمياً".وفي 9 سبتمبر الماضي، كشف ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشرق الأدنى، لأول مرة، عن محادثات ستجري بين الرياض والحوثيين بشكل مباشر، بهدف إيجاد حل مقبول من الطرفين للحرب اليمنية.وتدور الحرب في اليمن بشكل رئيسي بين المتمردين الحوثيين المقربين من إيران، وقوات موالية للحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية والإمارات، منذ أن سيطر الحوثيون على مناطق واسعة قبل أكثر من أربع سنوات، من بينها العاصمة صنعاء، في سبتمبر 2014.وتسبب النزاع بمقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم عدد كبير من المدنيين، بحسب منظمات إنسانية مختلفة. ولا يزال هناك 3.3 ملايين نازح، في حين يحتاج 24.1 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي السكان، إلى مساعدات، بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم حالياً.!!
وكالة أمريكية: محادثات سرية بين الحوثيين والسعودية!!
15.11.2019