يواصل شباب مدينة العقبة العاطلون عن العمل، لليوم السادس على التوالي، السير من أقصى جنوب الأردن نحو العاصمة عمّان، بهدف الوصول إلى الديوان الملكي للمطالبة بتوفير فرص عمل لهم بمدينتهم بدخل مالي يوفر لهم حياة كريمة.وقال رئيس لجنة شباب العقبة العاطلين عن العمل، مسلم نصيب، إن خروجهم بهذه المسيرة إلى العاصمة جاءت بعد فقدان الأمل بالحصول على عمل، مشيراً إلى أن هذه الخطوة جاءت بعد اعتصامات استمرت نحو 80 يوماً. نفذنا فعالیات احتجاجیة سلمیة على دوار الشریف الحسین بن علي في مدینة العقبة، ومسیرات في شوارع المدینة، لكن من دون جدوى، فالمحسوبية والواسطة تسيطران على التشغيل في العقبة".وأضاف أنهم قطعوا ما يزيد عن 250 كيلومتراً من مسيرتهم، والمسافة بين العقبة وعمان 330 كيلومتراً، "المشاركون يزيد عددهم عن 150 شخصاً، ویواجھون ظروفاً وتحدیات صعبة خلال المسیر إلى عمان، والناس في مناطق مختلفة یؤمنون المأوى خلال ساعات اللیل، وآخرون یقدمون الطعام".وأوضح أن "خيار السير على الأقدام جاء لتبديد اتهامات بعض المسؤولين بأن العاطلين عن العمل لا يريدون بذل مجهود. مطلبنا هو التشغيل، والفرص التي عرضتها وزارة العمل تضم وظائف بمحلات معجنات، ومحطات محروقات، وكلها دخلها قليل، ومنها ما يحتاج إلى تدريب، وهي لا تناسب غالبيتنا".وتابع: "نطالب بأن تكون أولوية التوظيف لأبناء العقبة، فالمحسوبية أفسدت العدالة وتوزيع الوظائف على العاطلين، نحن نمثل جزءاً من العاطلين عن العمل في العقبة، والذين يصل عددهم إلى ما يزيد عن 1500 عاطل عن العمل".بدورها، قالت وزارة العمل الأردنية في بيان أمس الإثنين، إنها تابعت منذ البداية موضوع طالبي الوظائف القادمين من محافظة العقبة، وحسب مدير مديرية علاقات العمل، عدنان الدهامشة، قام وزير العمل بتكليف عدد من المدراء بالتواصل معهم، وقام فريق بالتوجه يوم الأحد إلى محافظة معان/الحسينية، وطلب منهم الحوار في مبنى المتصرفية، إلا أنهم رفضوا، وأصروا أن يكون اللقاء على الطريق العام بالقرب من مبنى المتصرفية.وأضاف أنه تمت مقابلتهم بحضور متصرف لواء الحسينية ومدير مركز أمن الحسينية، والاستماع إلى مطالب الشبان التي تمثلت برغبتهم في التعيين في شركات محددة، بينها مؤسسة الموانئ، وشركة البوتاس الأردنية، وشركة الفوسفات، وميناء الغاز، ومصفاة البترول، والبحرية.وأوضح الدهامشة أنه "رغم المحاولات المتكررة من وزارة العمل ووزارة الداخلية في إقناع هؤلاء الأشخاص بالعودة إلى منازلهم وتزويدنا بأسمائهم وأرقام هواتفهم ونقل مطالبهم إلى الجهات المعنية، إلا أنهم رفضوا ذلك رفضاً قاطعاً".ويسعى نواب أردنيون حالياً إلى الوصول لاتفاقٍ مُرضٍ مع المشاركين في المسيرة، إلا أن النواب لا يستطيعون تقديم وعود حقيقية بالتوظيف.وتسعى الجهات الأمنية إلى الضغط على المشاركين من أجل عدم إكمال المسيرة، حتى لا تتحول الهجرة على الأقدام من المحافظات الأردنية إلى العاصمة ظاهرة، خاصة وأن هذه المسيرة جاءت بعد قيام المواطن الأردني الذي يحمل شهادة الدكتوراه، فلاح العريني، بمسيرة راجلة هو وعائلته المكونة من 13 طفلاً وطفلة من محافظة الطفيلة باتجاه الديوان الملكي في العاصمة عمان، للمطالبة بحقّه في التعيين كأستاذ جامعي.ووفق أرقام دائرة الإحصاء حول معدل البطالة في الأردن، بلغ معدل البطالة 18.6 في المائة، وأن معدّل البطالة للذكور بلغ 16.3 في المائة مقابل 27.1 في المائة للإناث، وأن معدل البطالة مرتفع بين حملة الشهادات الجامعية.!!
العقبة : مسيرة على الاقدام من أقصى جنوب الأردن إلى العاصمة للمطالبة بالعمل!!
20.02.2019