قُتل 6 جنود تونسيين وأصيب اثنان آخران بجروح في هجوم إرهابي استهدف دورية للحرس الوطني على الحدود مع الجزائر. وأكدت وزارة الداخلية تعرّض «دورية تابعة لفرقة الحدود البرية للحرس الوطني في عين سلطان على الشريط الحدودي التونسي الجزائري إلى كمين (نفذته مجموعة إرهابية) تمثّل في زرع عبوة ناسفة أسفر عن استشهاد 6 أعوان (عناصر)»، مشيرة إلى أن «عملية التمشيط وتعقب المجموعة الارهابية لا تزال متواصلة». وقال مصدر في رئاسة الحكومة التونسية ان رئيس الحكومة كلّف وزير الداخلية بالنيابة غازي الجريبي التوجه الى منطقة عين سلطان لمتابعة مستجدات الهجوم. ويتولى وزير العدل الجريبي منصب وزير الداخلية بالوكالة، منذ إقالة لطفي براهم في السادس من حزيران/يونيو الماضي.ويتعذر الوصول الى منطقة عين سلطان الحدودية التي تتحصن فيها جماعات مسلحة وتعرف بتضاريسها الجبلية الوعرة وغاباتها الكثيفة.وقال متحدث باسم قوات الحرس الوطني إن عمليات التمشيط ما زالت جارية لتعقب العناصر الإرهابية، التي نفذت الهجوم، وصرح المتحدث حسام الجبابلي «العملية لا تزال مستمرة، نقوم بالتمشيط مع باقي الوحدات من الجيش وبدعم من مروحيات. وسنقدم التفاصيل والمعطيات في وقت لاحق».ويأتي الهجوم بينما تستعد تونس لموسم سياحي تتوقع السلطات ان يسجل «نهوضا فعليا» بالقطاع.وهي العملية الاولى منذ الهجوم الذي استهدف في آذار/مارس 2016 بن قردان (جنوب) عندما هاجم جهاديون مقرات أمنية. وتسبب الهجوم في حينه بمقتل 13 عنصرا من القوى الامنية وسبعة مدنيين، فيما قتل 55 جهاديا على الاقل.ولا تزال حالة الطوارئ سارية في تونس منذ الاعتداءات الدامية التي وقعت في 2015، عندما استهدفت اعتداءات متحف باردو في العاصمة وفندقا في سوسة مخلفة ستين قتيلا بينهم 59 سائحا اجنبيا.وتقول السلطات انه تم إضعاف الجماعات المسلحة من خلال عمليات «استباقية» بتوقيف وقتل افراد منهم، وسجل خلال السنتين الماضيتين تحسن في الوضع الامني في البلاد.وأثار الهجوم جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ربط بعض السياسيين والنشطاء بينه وبين تصريحات مثيرة للجدل لقيادي بارز في حزب «نداء تونس» الحاكم، حذر فيها من الفوضى والصراع «بالذخيرة الحية».وكان برهان بسيِس، المكلف بالشؤون السياسية في «النداء» هاجم في تدوينة نشرها على صفحته في موقع «فيسبوك» حركة «النهضة»، ودعا إلى إنهاء التحالف معها بعد فوزها في الانتخابات البلدية. وأضاف مشيرا إلى الصراع مع «النهضة»: «الطبول تدق ولن يكون الأمر مجرد مناورة بالذخيرة الحية».ودوّن النائب ياسين العياري «ما أشبه كمين اليوم بكمين هنشير التلة ذاك العام (2014) وفي الحالتين غازي الجريبي الوزير المسؤول (أمس دفاع واليوم داخلية). حين يمتزج الحزن بالغضب. حين لا تجد عبارات تصف الفشل، فأعلم أنك في تونس، تحت قيادة الباجي وابنه وشقوق حزبهم. عائلات تفقد أحبابا اليوم، للأبد. كان الله في عونهم. وفي عوننا. صدق وعيد برهان بسيس، صدق وعيد: الذخيرة الحيّة».وكتب الباحث سامي براهم «الإرهاب إرهابان: إرهاب عمليّات التطرّف العنيف المتوحّش الأعمى، وإرهاب الاستثمار السياسي في عمليّات التطرّف العنيف المتوحّش الأعمى. كلاهما يشتركان في نفس النتيجة وهي زعزعة أمن البلد خدمة لأجندات سياسيّة».وعادة ما تتزامن الأعمال الإرهابية في تونس مع توتر المناخ السياسي، حيث شهدت فترة حكم الترويكا وما تبِعها عمليات إرهابية كبرى تمثلت باغتيال القياديين البارزين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، فضلا عن استهداف عناصر الجيش والأمن والسياح والمدنيين!!
تونس : مقتل ستة عناصر من الامن التونسي في «عملية ارهابية» قرب الحدود مع الجزائر!!
09.07.2018