أحدث الأخبار
الثلاثاء 26 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 45554
الانبار : تنظيم «الدولة» مازال يهدد صحراء الأنبار ويحتل ثلث مساحة العراق… والحل يكمن في عزل المدن بـ«سور أمني
13.04.2018

رغم إعلان أجهزة الأمن العراقية هزيمة «الدولة الإسلامية»، وطرده من أهم معاقله في محافظة الأنبار، غرب البلاد، لكن مقاتلي التنظيم، لا يزالون يشكلون سبباً للقلق، خصوصاً وأنهم يتمتعون بالقدرة العسكرية على تنفيذ هجمات واسعة، من خلال سيطرتهم على العديد من البؤر والجيوب المسلحة، وانتشارهم في مساحات صحراوية شاسعة ممتدة بين العراق وسوريا.ضابط عسكري رفيع، قال لـ«القدس العربي»، إن «خطر تنظيم الدولة لا يزال قائماً، والتهديد آتٍ من عمق المناطق الصحراوية الواسعة المحيطة بمدن الأنبار، ولا يمكن للقوات الأمنية ضمان حماية المحافظة، من أي هجمات معاكسة قد يشنها مسلّحو التنظيم، بسبب عودة خلايا الأخير، مرة ثانية للتمدد والانتشار والسيطرة على صحارى الأنبار الكبيرة الممتدة غرب العراق، والاستفادة من التواصل مع الصحراء في الجانب الآخر من الحدود السورية».وأضاف الضابط المسؤول في عمليات الجزيرة والبادية العراقية أن «تنظيم الدولة استطاع السيطرة على أجزاء عديدة من الصحراء الشاسعة كصحراء الثرثار وحديثة والقائم وصحراء كيلو 160، والرطبة، إضافة إلى المعقل الرئيسي وهو وادي حوران».وهذه المساحات، وفق المصدر «تقدر بثلث مساحة العراق».هذه السيطرة تأتي، بـ«الرغم من الحملات العسكرية المكثفة التي تستمر قيادة عمليات الجزيرة والبادية والقوات الأمريكية بشنها في عمق الصحراء، لملاحقة وتتبع فلول وخلايا مقاتليه».ووفق الضابط «أغلب الهجمات الإنتحارية التي نفذها مقاتلو التنظيم مؤخراً واستهدفت عدة مدن داخل الأنبار تسلل عناصرها من تلك الصحارى».المصدر بين أن «المشكلة تكمن في التباطؤ من قبل السلطات الحكومية وتحديدا القادة العسكريين في وزارة الدفاع، في ترك المساحات الصحراوية في الأنبار دون علاج جذري، من خلال مسك الأرض عبر تسيير دورات أمنية متحركة أو تدريب قوّة عسكرية خاصة، تكون مهمتها الرئيسية مراقبة وتفتيش الصحراء، ومنع تسلل الإرهابيين، أو التعجيل بشن حملة عسكرية كبيرة لإنهاء خلايا التنظيم، وإبعاد خطر أي هجوم قد يشنه عناصر الدولة مجددا لإستعادة السيطرة على مناطق جديدة خسرها،وطبقا للضابط «الدولة لا يزال قادرا على شن هجمات مباغتة، قد تكبد القوات العسكرية والحشد العشائري خسائر فادحة بالأرواح والمعدات».كما أشار إلى أن «تطهير البؤر الصحراوية من سيطرة مسلّحي الدولة يحتاج أيضا إلى عزل مدن الأنبار بالكامل عن المناطق الصحراوية بسور أمني وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، وهذا لا يمكن إجراؤه بالوقت الحاضر، لوجود تداخل عشائري وإرتباط الصحراء بمدن الأنبار، ولكثرة تواجد السكان، وأغلبهم من رعاة المواشي وأصحاب بحيرات الأسماك، وهذا سيفصل المدن بعضها عن بعض ويخلق أزمة حقيقية وفجوة كبيرة بين سكان العشائر والأجهزة الأمنية».ولفت إلى أن «معظم المسلحين الذين يهاجمون مدن الأنبار، وغالبيتهم يرتدون سترا مفخخة، ليسوا من العائلات النازحة التي عادت لمنازلها، بل هم مقاتلون يتسللون من الأراضي السورية عبر الصحراء إلى الأن!!

1