كشف تقرير لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة الخاصة باليمن أن مرحلة الدولة في اليمن انتهت وبدأت مرحلة المجموعات المسلحة العاجزة عن الحسم العسكري واستعادة الدولة وتوحيد اليمن، وأن جميع الأطراف ترفض الحلول السلمية وتتجه نحو تحقيق المزيد من المكاسب عبر التحركات العسكرية من دون مؤشرات لقدرتها على ذلك.وقال التقرير النهائي الذي أعدته لجنة خبراء الأمم المتحدة بشأن اليمن ونشره موقع (ريليف ويب) التابع للأمم المتحدة، أمس الأول «بعد قرابة 3 سنوات من النزاع، يكاد اليمن كدولة، أن يكون قد ولى عن الوجود».واختزل التقرير وضع الدولة في اليمن بالقول أنه «بدلا من دولة واحدة، بات هناك دويلات متحاربة، وليس لدى أي من هذه الكيانات من الدعم السياسي أو القوة العسكرية، ما يمكنه من إعادة توحيد البلد أو تحقيق نصر في ميدان القتال».وأضاف «لقد تآكلت سـلطة الحكومة الشرعية اليمنية إلى حد أصبحت مشكوكا فيه، ما إذا سـيكون بمقدورها في يوم ما أن تعيد اليمن إلى سابق عهده، بلدا واحدا».وقال إن فريق لجنة الخبراء يسـتند في هذا التقييم على عوامل أربعة هي: الأولى عدم قدرة الرئيس عبدربه منصور هادي على ممارسة الحكم من الخارج، الثانية، تشكيل مجلس انتقالي جنوبي، ولديه هدف معلن وهو إنشاء يمن جنوبي مســتقل؛ الثالثة استمرار وجود الحوثيين في صنعاء، وكثير من مناطق الشمال؛ والرابعة انتشار عمليات مستقلة من جانب قوات عسكرية تعمل بالوكالة يمولها ويمدها بالسلاح أعض التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية العربية السعودية. والنقطة الأخيرة إشارة واضحة لقوات الحزام الأمني في عدن وقوات النخبة الحضرمية والشبوانية المدعومة من دولة الإمارات العربية المتحدة ثاني أكبر الأعضاء في قوات التحالف العربي باليمن.وأوضح التقرير أنه في الشمال، ظل تحالف الحوثيين – صالح ممثلا بالمجلس السياسي الأعلى المشترك، حتى انهياره في مطلع كانون أول (ديسمبر) 2017 يمارس أدوارا ومسـؤوليات تأتي حصرا ضـمن سـلطة الحكومة الشرعية. مشيرا إلى أن الحوثيين انفردوا الآن بالسيطرة على جميع مؤسسات الدولة في صنعاء وفي المناطق التي يسيطرون عليها، وزادت سيطرتهم رسوخا في تشديد قبضتهم على صنعاء، وجزءٍ كبير من المناطق الشمالية «بعد معركة شوارع استمرت 5 أيام في صنعاء، انتهت بإعدام حليفهم السابق، الرئيس علي عبد الله صالح».وبشأن الوضع في الجنوب قال التقرير «تم إضعاف حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، جرّاء انشقاق عدد من المحافظين وانضمامهم إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تشكل مؤخرا ويدعو إلى إنشاء جنوب يمني مستقل».وأوضح التقرير الأممي أن الحكومة الشرعية في الجنوب تواجه وجود قوات تعمل بالوكالة، وتسلحها وتمولها الدول الأعضاء في التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية، وتسعى إلى تحقيق أهداف خاصة بها في الميدان، وما يزيد من ديناميكية المعركة تعقيدا وجود جماعات إرهابية. وفي المقابل قال التقرير إن وجود عمليات تبادل لإطلاق الصواريخ الباليستية قصيرة المدى، بين الحوثيين والسعودية، يمكن أن يحول النزاع من محلي إلى نزاع إقليمي أوسع نطاقا.واعتبر أن أبرز المعوقات التي واجهت جهود إحلال السلام في اليمن وأسفرت عن توقف التسوية السياسية في البلاد هي اعتقاد جميع الأطراف (الحكومة والانقلابيين الحوثيين) أنه «بإمكانها تحقيق انتصار عسكري من شأنه أن يلغي ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية».وأوضح أن أسباب عدم جدية الحوثيين في التفاوض من أجل التوصل لحلول سلمية بالقول «يعتقد الحوثيون انهم لا يحتاجون لكسب الحرب، سوى البقاء والصمود إلى أن ينتهي التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية، وهو ما يحد من رغبتهم في التفاوض». مشيرا إلى أن كل الخيارات أمام التحالف العربي بقيادة السعودية لكسب هذه الحرب أصبحت خيارات غير مأمونة النتائج.!!
لجنة خبراء : انتهاء «الدولة» اليمنية وبدء مرحلة المجموعات المسلحة العاجزة عن الحسم وتوحيد البلاد!!
16.02.2018