أحدث الأخبار
الثلاثاء 26 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 45553
مخاوف من عمليات إبادة في حال وصول النظام السوري إلى إدلب!!
14.01.2018

استطاعت قوات النظام وفي أيام قليلة من السيطرة على مساحات واسعة كانت خاضعة لسيطرة المعارضة السورية إذ وصلت قوات النظام إلى مشارف مطار أبو الظهور العسكري بعد سيطرتها على بلدة سنجار والقرى بينها وبين بــلــدة أبو الظهور، كما تمكن النظام من التقدم في ريف حلب الجنوبي متجها نحو المطار من الجهة الشمالية مقتربة من فرض حصار على مناطق تعادل ثلث مساحة لبنان. وحول مآلات الوضع العسكري يقول الباحث والصحافي السوري خليل المقداد إن النظام أوقع نفسه في مأزق بتقدمه نحو مطار أبو الظهور لأن قواته شبه محاصرة ويترنح في هذه المناطق ومن السابق التكهن بنتائج معاركه علما أن المعركة قد تنتهي لصالحة. ويقول المقداد تعامل الفصائل كان عبارة عن ردة فعل، وللأسف دائما ننتظر حتى يتقدم النظام لكي ندافع عن المناطق، فقرار الفصائل ليس حرا علما أن المعارك الحالية تثبت أن النظام أوهن مما نظن، فالفصائل استعادت بساعات قليلة ما تقدمه إليه النظام بأشهر وهذا عندما تتوفر الإرادة والقرار وهذان الأمران لم يتوفرا «.وحذر من أن النظام يمكن أن يصل إلى إدلب وهذا يتعلق بأمور عدة منها التوافقات الدولية واتفاق خفض التصعيد، كما أن هذا يتعلق بقدرة الفصائل على مواجهة النظام وهجومه ففرصه قائمة لكي يعيد فرض نفسه كدولة وجيش وهو مدعوم عالميا وعربيا مثل السعودية والإمارات فالجميع بات يتحدث عن بقاء الأسد.واعتبر أن النظام في حال وصوله لإدلب سيكون هناك استسلام كامل وستكون إبادة لأن هناك آلاف المهجرين في إدلب ولابد من استخدام أسلوب عسكري يقوم على عدم الاحتفاظ بالمدن وضرب النظام من خلال حرب عصابات، لافتا إلى تحرك فصائل الجيش الحر الأخيرة يدل على رغبة تركية في أن لا تظهر بمظهر المستسلم وربما، مجريات الأحداث تدل على صفقات من قبيل أبو الظهور مقابل منبج كل هذا وارد .وأكد أن تركيا وقطر هما الدولتان الوحيدتان اللتان لا تزالان تدعمان الثورة السورية «بالنسبة لتركيا لم تكن جــادة فــهـي لم تشــكــل جــســما عســكريا سياسيا جديا يجابه الــدعم الإيــرانــي وبالــتــالي هــي مضطرة للتنازل عن الملف السوري مقابل مصالحها وخاصة المسألة الكردية».من جهته يقول الناشط خالد الجنوبي إن النظام يسعى لفرض حصار على منطقة تقدر بثلث مساحة المحرر في الشمال السوري. ويقول الناشط إن «النظام يريد الوصول إلى مطار أبو الظهور الذي وصل لمشارفه ويتحرك من جهة الشمال من تلة الأربعين وقرية أبو الرويل وهما يبعدان عن المطار 13كلم وبالتالي يطبق النظام حصاره على مناطق واسعة، كما أنه يتقدم في جبل الحص، وبذلك يكون النظام قد حاصر تحرير الشام وفصائل المعارضة إضافة إلى تنظيم «الدولة» الذي هو الأخر يتجه نحو مطار أبو الظهور ويسعى للوصول إلى جبل الحص الذي يوفر له جغرافية عسكرية يستفيد منها «.ويذهب الناشط إلى أن النظام في حال نجح في هذا السيناريو سيتجه للانتقال لمرحلة الاتجاه نحو عمق إدلب والوصول إلى كفريا والفوعة وذلك انطلاقا من محاور أبو الظهور وقرية الحاضر التي يسيطر عليها النظام. وهنا يصل إلى شرق إدلب وبالتالي سيصعد من هجماته الجوية التي ستشكل ضغطا على المدنيين المتواجدين بكثافة في منطقة جغرافية صغيرة تحوي أعدادا هائلة من البشر فأي ضربة جوية تودي بحياة العشرات .واعتبر أن النظام سيحصر الفصائل في منطقة صغيرة على الحدود التركية وهنا يفرض الحل الذي يريده وينهي الثورة عسكريا وسياسيا وكذلك من خلال حرقه للمدن التي تشكل حواضن الثورة .ولفت إلى أن النظام سيفتح معركة قريبة جدا وهي محور مورك وخان شيخون والوصول إلى المعرة التي تشكل خزانا بشريا كبيرا وثوريا أيضا، وهذا ما نرى مقدماته الآن من خلال قصف عنيف يطال المعرة وخان شيخون ومورك وبذلك يؤمن النظام الطريق الاستراتيجي دمشق – حلب الدولي .في هذا الصدد يعتبر القيادي المقرب من الجهاديين أبو حذيفة الشامي أن ما يجري فيه أمور عدة: الأول توافق تركي روسي بموافقة فصائل المعارضة على سيطرة النظام على هذه المناطق .الثاني هو التخبط العسكري الذي تعيشه الفصائل الجهادية بسبب الخلافات الموجودة بينها وخاصة الخلاف بين تحرير الشام وأنصار القاعدة كما أن تحرير الشام لم تستعد للمعركة بشكل جيد على اعتبار أنها فخ منصوب لها يستهدف استنزافها .الأمر الثالث هو أن تحرير الشام تريد أن تقول للفصائل المشاركة في الأستانا أن هذا ما جنته المفاوضات مع الروس .ويقول القيادي إن «هجوم الفصائل الثورية الأخير هو مناورة سياسية وإعلامية من قبل تلك الفصائل تهدف لإبعاد التهم الموجهة إليها من قبل تحرير الشام والحواضن الشعبية، كما أنها تريد أن تثبت أن الذي يسلم المناطق ليست هي بل تحرير الشام التي هي من كان يسيطر على المناطق التي تقدم إليها النظام «.وأشار إلى أن الفصائل كلها لم تستعد لهذه المعركة بشكل جدي لأسباب منها عدم التوافق بين الفصائل على تشكيل غرفة عمليات تواجه تقدم النظام وأيضا وجود المناكفة بين الفصائل التي أصبحت هي من يحدد كل التوجهات الفصائلية. ومن الأمور المهمة هو أن تحرير الشام تواجه النظام منذ أكثر من شهرين في أرياف حماه وحلب الجنوبي وريف إدلب الشرقي. وأبرز سبب جعل الفصائل لا تستعد لهذه المعركة التي كانت متوقعة هو الإرادة الدولية وخاصة من قبل الدول المحسوبة على الثورة، كما أن الفصائل تتهم تحرير الشام بعدم إرجاع حقوقها من السلاح والذخيرة. والحقيقة هذه مطالب حق يجب على تحرير الشام أن تسارع فيها لأن هذه المرحلة ستكون حاسمة في عمر الثورة السورية».في هذا الموضوع يقول المحلل العسكري النقيب في الجيش الحر عوض الأحمد إن النظام يتبع أسلوب معاركه ضد تنظيم «الدولة» في الشرق السوري وذلك من خلال السيطرة على تلال خارج البلدات والمد،ن وبالتالي فرض طوقا على تلك البلدات والمدن، وهذا يعطي قوات النظام سرعة أكبر في التقدم وبخسائر أقل لأنه يتجنب خوض معارك المدن والبلدات إلا في حال حصارها فسيطرته على التلال خارج المدن مكشوفة وهذا يساعده باعتبار امتلاكه سلاح الجو والدبابات وهذه الأنواع من السلاح فعالة في الأماكن المكشوفة .ويقول الأحمد في حديث لـ «لقدس العربي»: «إذا بقيت الفصائل تتعامل عسكريا مع أسلوب النظام هذا المتبع فإن تقدمه سيكون سريعا فعلى الفصائل تحصين التلال وجر النظام لمعارك المدن والبلدات التي تحجم سلاح النظام الثقيل، وعلى الفصائل اتباع أسلوب المباغتة وضرب النظام في نقاط ارتكازه وقطع خط عرضه العسكري الذي يبلغ حاليا في اتجاه أبو الظهور 10كلم وهذا يسهل قطعه وإرباك رأس حربة النظام المتقدمة، كما أن الفصائل عليها اتباع تكتيك الكمائن وهذا ناجع في تعطيل خطط النظام».!!

1