نشرت صحيفة "يني شفق" التركية تقريرا تحدثت فيه عن مدير الحرس والحماية في قيادة القوات البرية التركية، النقيب براق أقن، الذي سلم نفسه للشرطة بعد اعترافه لهم بأنه عضو في جماعة فتح الله غولن، بعد مرور ما يقارب سنة ونصف السنة على المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 تموز/ يوليو 2016.وقالت الصحيفة، في تقريرها ، إن النقيب براق أقن أسندت له ميدالية لمكافأته على تصديه للانقلابيين في تلك الليلة، حيث أصيب برصاصتين أثناء محاولة حماية قائد القوات البرية، الجنرال صالح تشولاك. وقد كان براق أقن من بين الأبطال الذين تصدوا للمحاولة الانقلابية، وخير دليل على ذلك تسجيلات الكاميرا التي وثقت حيثيات تلك الواقعة.وأشارت الصحيفة إلى أن السبب الذي دفع أقن للاعتراف الآن بعضويته في جماعة فتح الله غولن، هو تسريب جملة من المعلومات حول التحقيقات السرية التي تجرى حوله. وقد كشفت تحقيقات جهاز الاستخبارات عن شبهة تورط أقن مع جماعة غولن، ما جعله يسلم نفسه ويعترف بانتمائه لهذه الجماعة لينقذ نفسه ويخفف من شدة الأحكام القضائية.وبعد تسليم نفسه منذ أربعة أيام، اعترف النقيب براق أقن بالعديد من المعلومات التي تخص المهام التي أوكلت إليه، وأسماء المسؤولين رفيعي المستوى التابعين لجماعة غولن الذين لا يزالون على رأس عملهم. وبعد الإدلاء بهذه الاعترافات، وقع اعتقال عدد آخر من عناصر هذه الجماعة، ومن المتوقع أن تشن حملات جديدة لمطاردة العناصر التي كشف عنها النقيب. ولا زالت التحقيقات مستمرة مع النقيب، علما وأن التحريات الأولية لم تكشف عن استخدامه لبرنامج المراسلات الخاص بالجماعة "باي لوك".وأكدت الصحيفة أن هذا الخبر كان صادما للجميع، فكيف استطاع عضو من الجماعة البقاء في منصب مدير الحماية في القوات البرية التركية طيلة سنة ونصف من المحاولة الانقلابية الفاشلة؟ ولقد أثار ذلك العديد من التساؤلات؛ فهناك من يعتقد بأن الجماعة قد طلبت منه تنفيذ مهمة صعبة، مثل عملية اغتيال، أو ربما يكون هذا الدافع وراء تسليم نفسه والاعتراف بانتمائه لهذه الجماعة. ولكن يبدو أن النقيب قد شعر بضيق حلقة التحقيقات وأن الاستخبارات التركية ستكشف هويته عاجلا أم آجلا، لذلك فضل تسليم نفسه.وكشفت الصحيفة أن السلطات التركية تحقق في كيفية بقاء النقيب متخفيا طيلة هذه الفترة، وتبحث عن الأسباب التي حالت دون الكشف عن انتمائه ودوره الفاعل في جماعة فتح الله غولن، وعما إذا كان قد أودع أموالا في "بنك آسيا" التابع للجماعة.ونقلت الصحيفة رأي العقيد المتقاعد، أحمد زكي أوتشوك، الذي يعتقد أن ما حدث مع النقيب براق أقن ليلة الانقلاب مدبر، وأن إصابته بالطلقات النارية تثير الشبهات، مشيرا إلى أن مباشرته لمهامه طيلة هذه المدة أمر غير مقبول، وهذا دليل على أن مكافحة عناصر جماعة غولن لا تزال في مراحلها الأولية.وحيال هذا الشأن، أورد أوتشوك أن ما حدث درس يجب أن تستفيد منه الجمهورية التركية، لذلك يجب على الشعب أن يدرك ماهية جماعة غولن. فقد تبين أن من كنا نعتبرهم أبطالا في التصدي للمحاولة الانقلابية قد يكونون تابعين للجماعة، وخير مثال على ذلك هذا العنصر الذي كان مقربا من قائد القوات البرية.وأوردت الصحيفة تصريحات العقيد أوتشوك، الذي حذر من أن هذا الأمر لا ينحصر عند النقيب أقن فقط؛ فقبل ذلك اغتيل السفير الروسي من قبل عنصر في الحرس الرئاسي، وهذا فيه عدة رسائل تفيد بأن هذه الجماعة قادرة على اغتيال العديد من الشخصيات الأخرى..أشارت الصحيفة إلى أن براق أقن أراد أن يتقمص البطولة، وقد تحمل في سبيل ذلك رصاصتين من قبل الانقلابي خالد كانزنجي من قوات المشاة. وقد كان أقن واقفا بجانب الشهيد بولنت آيدن، أول من أطلق النار على الانقلابيين وأول شهيد سقط في تلك الليلة، وهو ما دفع بالمحققين إلى تصديق رواية النقيب أقن وتقليده ميدالية، والمحافظة على منصبه طيلة هذه المدة.وفي الختام، قالت الصحيفة إن عناصر جماعة فتح الله غولن مندسون في مراكز ووظائف مقربة جدا من رئيس الجمهورية، رجب طيب أردوغان، ويشغلون مراكز حساسة في قيادة الجيش. وعلى الرغم من حملة الاعتقالات التي شملت عدة عناصر في مختلف هياكل الدولة، إلا أن قضية هذا النقيب أكدت أنه لا يزال هناك المزيد منهم.!!
بعد مكافأته كبطل تصدّى للانقلاب، اعترف بأنه من جماعة غولن!!
31.12.2017