أحدث الأخبار
الثلاثاء 26 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 45553
الدوحة..قطر : الدول المحاصرة لقطر تخسر الرهان والدوحة تكسب الجولة وتنتصر بموقفها ودعم حلفائها!!
16.07.2017

لم تحقق الجولات المكوكية لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في العواصم الخليجية، اختراقا في الأزمة المفتعلة ضد قطر، ولم يفلح حتى الآن في إطفاء نيران الأزمة التي كان رئيسه دونالد ترامب أحد أطرافها ومن أشعل فتيلها. تجد الدول المحاصرة للدوحة صعوبة في تبرير مواقفها المتطرفة في حق جارتها، ولم تجد لها نصيرا أو تزكية من العواصم الغربية لتبني مزاعمها.وأمضى تيلرسون أياما يغدو بين الدوحة، والكويت، والرياض، ثم الدوحة، وهو يواجه صعوبات في التوصل لأرضية توافق، تمنح جولاته دافعا للاستمرار، أمام تصلب مواقف الدول الخليجية الثلاث الرافضة لأي وساطة حقيقية في الأزمة المفتعلة.التقى وزير الخارجية الأمريكية أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مرتين في غضون 48 ساعة، لكنه فشل حتى الآن في تقديم خطة واقعية لمناقشتها بشكل جدي، مع ما يخلفه الحلف الرباعي من زوابع مع كل محاولة حوار تقودها جهات عدة.ولا يكاد أزيز طائرة الوسطاء الدوليين يتوقف في مطار إحدى العواصم المقاطعة، حتى تبدد تصريحات استفزازية، تتناوبها كل من الرياض، وأبو ظبي، تزداد تعنتا، مساعي الوساطة.الجهود التي تقودها كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، بالتنسيق مع الكويت والتوافق مع مسقط لا تزال تدور في نقطة البداية.يتفادى تيلرسون حتى الآن الإدلاء بتصريحات صحافية مطولة للكشف عما قام به، وما توصل إليه من نتائج من زياراته، ومحاولات إدارته التوصل إلى تقارب في وجهات النظر، ليخيب أمله تدريجيا في تخفيف حدة التصريحات المنطلقة من المملكة، والإمارات، تعززها هجمات رسمية وإعلامية مصرية.ويبدو وزير الخارجية الأمريكي في جولاته، مع تعابير وجهه الحيادية، التي يرصدها الإعلاميون وهم ينتظرونه خلف الأبواب، مثل رجل الإطفاء الذي تجاوزته ألسنة الحرائق ويكافح لإخمادها.تتعزز القناعات لدى المؤسسات الأمريكية بضرورة كبح جماح الدول المحاصرة لقطر ودفعها لطاولة الحوار، بعيدا عن لغة التهديد والوعيد التي اضطرت أمام الضغوط التي تواجهها إلى تجاوزها تدريجيا.وتوالت تصريحات لساسة أمريكان تدعم موقف الدوحة، وتتراجع عن إرهاصات تغريدات ترامب التي زادت من تهور أبو ظبي والرياض والمنامة.تلقف المجتمع الدولي تصريح رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور الجمهوري بوب كوركر، بمزيد من الترحيب، وخضع لتحليل مستفيض في آن واحد، لما جسده من نزوع قطاع واسع من الأمريكيين نحو دعم الدوحة في أزمتها.كوركر، وصف الإجراءات التي اتخذتها الرياض بحق الدوحة، بأنـــهـا «خـطــأ مبتدئين» ناجم عن افتقار الخبرة من قبل ولي العهد السعودي الجديد الأمير محمد بن سلمان.ودعا نواب الكونغرس للاطلاع على مجموعة من الوثائق السرية والتي تظهر حجم الدعم السعودي للتطرف.تصريح هذا السياسي الذي يتمتع بثقل واسع في حزب الرئيس ترامب، وله حضور في مجلس الشيوخ، جسد نوعا من التحول المحوري في توجه الدبلوماسية الأمريكية التي شرعت في فرض بعض الضغوط على كل من الرياض، وأبو ظبي، لتخفيف حدة تصريحاتهما والسعي لتجاوز الأزمة المفتعلة وتحقيق الاستقرار في المنطقة.دوائر صنع القرار في واشنطن، أصبحت مقتنعة أن الوقت حان لتجاوز هذا العبث، الذي يهدد السلم في منطقة حساسة، وذات ثقل إقليمي في ظل توجه الولايات المتحدة نحو استكمال معركتها الحاسمة، في محاربة تنظيم «الدولة».وتؤكد الإدارة الأمريكية بعد استنفاد المحاولات الأولى للتوصل إلى حل، على ضرورة التزام الأطراف الخليجية بالحوار المباشر ووقف الأعمال العدائية من قبل الدول المحاصرة.وعبرت عن هذا التوجه بشكل علني المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر ناورت، التي شددت على ضرورة التزام الأطراف في أزمة قطر على الحوار المباشر، والتوافق على حل الأزمة المفتعلة.المتحدثة باسم الخارجية كشفت علنا أن حمل الأطراف على الحوار المباشر، ينطلق من توجه الإدارة الأمريكية التي يقودها تيلرسون الواثق من أهمية الخطوة وامكانيتها في حلحلة الأزمة.بالرغم من محاولات أطراف عدة تنسيق مواقف الدول الخليجية، وتقريب وجهات النظر بين الطرفين المحاصِر، والمحاصَر، لا تزال كل من الرياض وأبو ظبي، تتعنت وتتصلب، رافضة أي تلطيف للأجواء.وبالرغم من تهاوي حججها في فرض طوقها على جارتها الدوحة، وتلاشي كل مزاعمها وارتدادها عليها، وخصوصا فيما يتعق بقضية الإرهاب، لا تزال الدول المحاصِرة ماضية في مسعاها.ووجدت الرياض نفسها في حرج من ارتداد ملف التطرف عليها، حيث وقعت في فخ كبير مثلما كشفت مصادر دبلوماسية لـ«القدس العربي» عن حادثة التفات الدبلوماسيين إلى الممثل السعودي عند الحديث عن الإرهاب خلال جلسة نقاش مغلقة.ولا تزال الرياض وأبو ظبي تسيران في درب مسدود في تحريك موضوع دعم قطر للإرهاب بسبب رفض المجتمع الدولي لهذه المزاعم الواهية.وقبل أن يجف حبر الاتفاق ومذكرة التفاهم التي وقعتها الدوحة، وواشطن، لتعزيز جهود مكافحة تمويل الإرهاب، أعلنت الإمارات أن الأمر غير كاف، وإنها ستستمر في إجراءاتها ضد الدوحة.كما أعلنت السعودية والإمارات والبحرين، ومصر، في بيان مشترك إن المذكرة التي وقعها في الدوحة وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ونظيره الأمريكي ريكس تيلرسون، هي نتيجة لما وصفتها بضغوط من قبلها استمرت سنوات.وأضافت الدول الأربع في بيانها أنها ستراقب عن كثب مدى جدية قطر، في مكافحة كافة أشكال تمويل الإرهاب، ودعمه، مستطردة، إن إجراءاتها الحالية سوف تستمر إلى أن تلتزم قطر بتنفيذ ما سمتها المطالب العادلة كاملة، والتي «تضمن التصدي للإرهاب وتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة». هذه التصريحات النافرة من دول الحصار تصب في خانة التصعيد الأجوف، وتبرز للمجتمع الدولي افتقارها إلى دلائل وقرائن تدعم مواقفها أمام تفهم عام لما تعانيه الدوحة من استفزازات.لا تزال الإمارات تعتبر نفسها رأس الحربة في اللعبة التي تديرها برفقة المملكة العربية السعودية ضد قطر، وتزيد من تطرفها.لا يتوقف وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش عن التغريد وإطلاق سيل تصريحاته الاستفزازية والتصعيدية ضد جارته الدوحة بلغة تخلو من الدبلوماسية والكياسة.وأعلن المسؤول المحسوب على محمد بن زايد والمتحدث بلسانه، على حسابه الرسمي على تويتر أنه لن تكون هناك نهاية سريعة للخلاف، بين قطر، والدول الأربع التي تقاطعها.وكتب قرقاش «متجهون إلى قطيعة ستطول، الحقيقة أننا بعيدون كل البعد عن الحل السياسي المرتبط بتغيير قطر لتوجهها، وفي ظل ذلك لن يتغير شيء وعلينا البحث عن نسق مختلف من العلاقات».وتعبر التصريحات التي يتناوبها قرقاش، والجبير من جهة، والتي تدور في الفلك ذاته، عن إفلاس دبلوماسي، وفشل في حشد الدعم لمواقفها التي لم تساندها الدول المحورية وظلت تتخبط لوحدها في دائرة الاتهامات.تجاوزت الدوحة حتى الآن تبعات الأزمة المفتعلة من جيرانها ومصر، وتعاملت معها بحكمة كبيرة، بشكل أربك الدول المحاصرة التي فشلت في مساعيها لزعزعة استقرار قطر. وسريعا مضت قطر في إبراز سلامة موقفها على المستوى الدولي، وحصدت دعم عدد من الفاعلين، وخصوصا حليفتها تركيا وبعض الدول الغربية التي أبدت مساندتها لها.حول المزاعم المتعلقة بدعم الإرهاب، ردت الدوحة بشكل صريح على لسان وزير خارجيتها الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن الدول المقاطعة لم تقدم دليلا على تمويل قطر للإرهاب. نفي دعم قطر للإرهاب لم يصدر منها لوحدها، وكان محل تأكيد عدد من الدول التي اقتنعت بحجج الدوحة واستهجنت مزاعم الدول المحاصرة.وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو، جدد موقف بلاده الرافض لحصار قطر، وعبر عن أمله في إيجاد حل للأزمة الخليجية، عبر الحوار وبما لا يمس سيادة حليفة بلاده.وأكد علانية أن جهود بلاده ستستمر تحت قيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، لإيجاد حل للأزمة، معربا عن أمله بأن تحل في إطار من الاحترام المتبادل والمساواة.من برلين إلى باريس، مرورا بروما، وإلى لندن، ثم موسكو، عبرت هذه العواصم عن استهجانها للحصار الذي تفرضه الدول الخليجية على جارتها، ودعت إلى تجاوز هذه الممارسات للانخراط في حوار جدي.وتعتبر هذه المواقف المتوازنة انتصارا للدوحة، التي قادت في صمت جهودها لحشد الدعم لمواقفها، وانطلاقا من سلامة ملفها، وشعور المجتمع الدولي بما تعانيه من تجن، ومحاولات للتعدي على سيادتها.ومع استمرار جولات رؤساء الدبلوماسية في عدد من الدول وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في العواصم الخليجية، لا تظهر حتى الآن أي مؤشرات في الأفق عن قرب تراجع الدول المحاصرة عن مساعيها في افتعال أزمة مع قطر.ويرتقب أن تتواصل محاولات عدد من الدول العمل على المدى البعيد لحلحلة تدريجية للأزمة بدفع الرياض وأبو ظبي تحديدا لتخفيف التوتر والجلوس إلى طاولة المفاوضات لإنهاء هذه الأزمة المستعرة!!

1