تشير عدداً من المؤشرات والتصريحات والمواقف الي ضلوع محتمل لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي الخارجي "موساد" في عملية اغتيال مهندس الطيران التونسي محمد الزواري يوم الخميس الماضي .فبين اتهام مباشر لتل أبيب بالمسؤولية عن جريمة الاغتيال بحق رئيس جمعية الطيران التي تدرب على تصنيع الطائرات بدون طيار إلى تلميحات إسرائيلية بـ "اليد الطولى"، ظهرت عدة مؤشرات غير نهائية على احتمال ضلوع "الموساد" في عملية الاغتيال.اغتيل المهندس الزواري (49 عاماً) بـ 20 رصاصة، ثلاثة منها استهدفت جمجمته، في حين أصيب بسبعة عشر رصاصة ما يرجح أن القاتل متمرّس على استعمال السلاح، وأن الأمر كان واضح أن يتم التأكد من عملية الاغتيال دون أدنى شك. بدورها أعلنت وزارة الدّاخليّة التونسية توقيف 5 أشخاص "يشتبه في تورطهم" في اغتيال المخترع ومهندس الطيران محمد الزواري، بمدينة صفاقس (جنوب)، الخميس، على الرغم من أنها أعلنت في بادئ الأمر اعتقال منفذا الهجوم. حيث أشار البيان إلى أن القتيل (49 عاماً) تم استهدافه "داخل سيارته وأمام منزله".ومحمد الزواري هو طيار سابق في الخطوط الجوية التونسية، كان مقيماً في سوريا، وعاش في منزل والده برفقة زوجته السورية، وكان من المعارضين، وعاد إلى تونس بعد الثورة.ووفق البيان: "تمّ حجز 4 سيارات استعملت في تنفيذ الجريمة، ومسدسين وكاتمي صوت استعملا في العملية، بالإضافة إلى هواتف جوالة وعديد الأغراض الأخرى ذات الصلة بالجريمة (لم تذكرها)".ولفت البيان إلى أن الوحدات الأمنية "تمكنت في سياق بحثها في هذه القضية من وضع صورة تقريبية لأحد المشتبه بهم الذين قاموا بتنفيذ الجريمة، وما زالت الأبحاث الأمنية متواصلة للكشف عن مختلف الأطراف الضالعة في هذه الجريمة وملابساتها ودوافعها".الإعلامي التونسي برهان بسيس وجه اتهاماً مباشراً للضالعين في عملية الاغتيال، وقال إن "العملية يقف وراءها جهاز الموساد الإسرائيلي، الذي رصده واغتاله أمام منزله في صفاقس"، في حين لم يعقب الجانب الإسرائيلي على الأمر.وفي هذا الإطار أكدت مصادر مطلعة أن الزواري تلقى في السنوات الأخيرة سلسلة اتصالات تهدد باغتياله؛ على خلفية نشاطه في صناعة الطائرات دون طيار، إلى جانب مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية، مشيرة بأصابع الاتهام إلى جهات أمنية خارجية بتنفيذ عملية الاغتيال.وبحسب الإعلام التونسي المحلي؛ فإن الزوار عاد إلى تونس من الخارج منذ أربعة أيام، وقد تم تنفيذ جريمة الاغتيال عندما كان يستقل سيارته، بحدود الساعة الثانية بعد ظهر الخميس (15 ديسمبر).وأفادت وسائل الإعلام التونسية، التي اهتمت بنقل خبر الاغتيال، أن الضحية كان ناشطاً ضمن الاتحاد العام التونسي للطلبة في التسعينيات، الذي كان محسوباً على حركة الاتجاه الإسلامي في تلك الفترة، وقد اعتقل بعد أحداث 1991 التي شهدتها الجامعات التونسية؛ على خلفية صدور قرار 29 مارس/آذار، الذي يتعلق بتجميد المنظمة الطلابية التي نشط ضمنها. ثم غادر تونس وواصل دراسته في سوريا، وهناك تزوج، قبل أن يعود إلى تونس في 2011.الصحفي الإسرائيلي ايلي ليفي من القناة العبرية العاشرة كتب عبارة "اليد الطويلة لـ ..."، دون أن يكمل العبارة وقصد هنا الموساد، بعد هذه العبارة أورد خبر اغتيال مهندس الطيران التونسي محمد الزواري، خبير تصنيع وتطوير الطائرات بدون طيار في تونس.أما الصحفي الإسرائيلي الون بن دافيد من القناة نفسها فذكر، أن محمد الزواري هو خبير طائرات بدون طيار تربطه علاقة مع حماس، أُغتيل باطلاق نار في تونس والتونسيون اعتقلوا مشتبه بهم ويتهمون الموساد بتدبير الاغتيال.وفيما اعتبره البعض محاولة لتشتيت الأنظار؛ أوردت القناة العاشرة الإسرائيلية نقلا عن مصادر لم تسمها أن صحفية هنغارية قد تكون "المدخل لاغتيال محمد الزواري مهندس الطائرات بدون طيار في حركة حماس بتونس".وبحسب القناة العبرية؛ فإن الصحفية رتبت لقاء صحفي مع محمد الزواري، لا سيما وأنه كان منفتح على الإعلام وأجريت معه عدة لقاءات حول مشروعه الوطني الخاص بجميعة الطيارين في الجنوب، ووصل معها عدة أشخاص أجانب، مشيرة إلى أن الصحفية الهنغارية غادرت تونس على وجه السرعة بعد اللقاء.وعن الموقف الإسرائيلي؛ قالت القناة العاشرة أن لا تعليق إسرائيلي حول إغتيال محمد الزواري حتى الآن.أورلي هلر مراسل في القناة العاشرة الإسرائيلية قال "إن كان الموساد قد اغتال محمد الزواري فعملية الاغتيال لم تكن على ماضيه، بل على ما هو قادم، فالزواري يساعد حركة حماس للاستعداد للمواجهة القادمة مع إسرائيل"، حسب قوله.وبعد نحو خمس ساعات من ارتكاب جريمة الاغتيال أعلن المدير العام للأمن الوطني التونسي، عبد الرحمن بلحاج علي، استقالته من منصبه، دون ذكر الأسباب، لكن مصادر سياسية تونسية لم تستبعد أن تكون الاستقالة على خلفية جريمة الاغتيال، التي قد يكون لها أبعاد في الفترة المقبلة.وبحسب بيان مقتضب لوزارة الداخلية التونسية، فإن "عبد الرحمن بلحاج علي، المدير العام للأمن الوطني، قدّم استقالته لأسباب شخصية"، إلا أن موقع "الإخبارية" التونسية ذكر، مساء الخميس، أن الاستقالة جاءت عقب اجتماع عاصف جمع وزير الداخلية، الهادي مجدوب، بمدير عام الأمن الوطني، عبد الرحمن الحاج علي.من جانبه؛ أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان حادثة اغتيال المهندس التونسي "محمد الزواري"، وذلك عبر استهدافه من قبل مجموعة مسلحة -ما زال أفرادها مجهولين حتى اللحظة-، حيث قاموا بإطلاق النار عليه حتى أردوه قتيلاً بمنطقة العين في ولاية صفاقس جنوب تونس.وأفادت مصادر محلية أن "الزواري" ظهر مؤخراً على إحدى القنوات التونسية وتحدث عن تجربته في تأسيس "نادي الطيران بالجنوب"، مرجحة أن يكون نشاطه في هذا المجال سبباً في عملية اغتياله، حيث كان يسعى إلى كفاية تونس في مجال صناعة الطيران.وقال المرصد في بيان له "إن عمليات التصفية الجسدية هي مخالفة جسيمة للقانون والأخلاق، وتستوجب الوقوف عندها ملياً، خصوصاً أنها ليست حاثة الاغتيال الأولى من نوعها في تونس".وفي هذا السياق، دعا الأورومتوسطي السلطات التونسية إلى العمل الجاد على تقديم المتسببين بهذه الجريمة والجرائم التي سبقتها للعدالة، وإطلاع المؤسسات الحقوقية والمجتمع المدني على نتائج التحقيق، بما يضمن تحقيق الردع للمجرمين واستقرار السلم المجتمعي.أما رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي فقال إن من يقف وراء اغتيال المهندس محمد الزواري "قوى شيطانية دولية".ووصف الغنوشي في تصريح لاذاعة "موزاييك أف أم" مساء الجمعة 16 ديسمبر، حادثة الاغتيال بالعملية الارهابية!!
صفاقس ..تونس : مؤشرات على ضلوع جهاز الاستخبارات الصهيوني "الموساد" في اغتيال مهندس الطيران التونسي محمد الزواري!!
17.12.2016