تدور اشتباكات عنيفة يرافقها قصف متبادل في مدينة حلب، وقصف جوي على مناطق المعارضة، بعد تعليق اتفاق لإجلاء مدنيين ومقاتلين من المدينة، ما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين. وأكد مصدر قريب من نظام الأسد وقيادي في فصيل سوري معارض تعليق الاتفاق لإجلاء مدنيين ومقاتلين من شرق حلب، بعدما كان من المفترض أن يبدأ تطبيقه فجر الأربعاء.وتعرضت الأحياء التي لا تزال تحت سيطرة المعارضة في حلب لقصف عنيف، فضلا عن اشتباكات هائلة، ما أدى إلى سقوط جرحى من المدنيين، وشوهدت دبابة لقوات النظام أثناء إطلاقها القذائف باتجاه تلك الأحياء.وأفاد ناشطون من داخل الأحياء التي ما زالت تسيطر عليها المعارضة بحلب، باستهداف الأحياء المحاصرة بقصف جوي بالتزامن مع قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة والصواريخ.وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن اندلاع "اشتباكات عنيفة على خطوط التماس بين الطرفين يرافقها قصف عنيف في مدينة حلب".وقال: "أطلقت قوات النظام عشرات القذائف على مناطق سيطرة الفصائل المعارضة، وردت الأخيرة حتى الآن بإطلاق ثمانية قذائف على الأقل على مناطق النظام".ويأتي استئناف الاشتباكات والقصف بعد تعليق اتفاق تم التوصل إليه أمس الثلاثاء، برعاية روسية تركية لإجلاء مدنيين ومقاتلين من المدينة، وفق ما أكد مصدر مقرب من دمشق وقيادي في فصيل معارض.وأعلن الجيش الروسي الأربعاء أن القوات السورية استأنفت المعارك في شرق حلب. وأفاد في بيان بأن "مقاتلين متمردين اغتنموا الهدنة فتجمعوا عند الفجر وحاولوا خرق مواقع القوات السورية في شمال غرب حلب"، مؤكدا "مواصلة الجيش السوري عملياته لتحرير أحياء شرق حلب".في المقابل، اتهمت أنقرة النظام وحلفاءه بخرق الهدنة التي أعلنت أمس بموجب اتفاق روسي تركي.وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو للصحافة في أنقرة: "نرى الآن أن النظام (السوري) وبعض المجموعات (الداعمة له) تحاول منع تطبيق وقف إطلاق النار"، مؤكدا أنه "لم يكن بالإمكان تنفيذ عملية الإجلاء".وأوشكت قوات النظام على استكمال السيطرة على مدينة حلب التي شكلت ساحة معارك منذ العام 2012، تاريخ انقسامها بين الطرفين، بعدما أحرزت خلال شهر تقدما سريعا داخل الأحياء الشرقية، حيث بات مقاتلو المعارضة محصورين داخل بقعة جغرافية صغيرة. وقال المصدر القريب من دمشق لوكالة: "علقت الحكومة السورية اتفاق الإجلاء لارتفاع عدد الراغبين بالمغادرة من ألفي مقاتل إلى عشرة آلاف شخص".وأضاف: "تطالب دمشق أيضا بالحصول على قائمة بأسماء جميع الأشخاص المغادرين للتأكد من عدم وجود رهائن أو سجناء".في المقابل، أكد ياسر اليوسف عضو المكتب السياسي لحركة نور الدين الزنكي، أبرز الفصائل المعارضة في حلب، أن "الاتفاق الأساسي لم يتضمن تزويد النظام بأسماء المغادرين" من شرق المدينة. وقال إن "الاتفاق بات معلقا بعد عرقلة قوات النظام والإيرانيين تحديدا تطبيقه وربطه بملفات أخرى بينها مطالب تتعلق ببلدتي الفوعة وكفريا" المواليتين للنظام والمحاصرتين من الفصائل في محافظة إدلب (شمال غرب البلاد).واتهم "النظام السوري والمليشيات الإيرانية بعرقلة أي خطوة تنفيذية لأنه لم يكن لديهم أي يد في الاتفاق ولم يستشاروا"، مضيفا أن "الاتفاق تم بين الثوار وروسيا".وقال ناشطون سوريون من داخل حلب إن من عرقل الاتفاق وخرق الهدنة هي المليشيات الإيرانية، مفسرين ذلك بأن الاتفاق تم بين الروس والمعارضة السورية دون إشراك إيران.وتابع النشطون القول بأن إيران لما وجدت نفسها "خارج اللعبة" عملت على عرقلت الاتفاق، مشيرين إلى أن هذه النقطة أبرزت "الخلاف الكبير بين الإيرانيين والروس في سوريا"، وصراعهما على النفوذ!!
حلب..سوريا : غارات واشتباكات عنيفة وقصف متبادل بحلب بعد فشل الهدنة!!
14.12.2016