أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
بغداد..العراق : هجوم وشيك على تلعفر لتأمين طريق إيران إلى سوريا!!
29.10.2016

تستعد ميليشيا الحشد الشعبي الشيعية للهجوم على تلعفر “القريبة من الحدود السورية” في خطوة ظاهرها قطع الطريق أمام هروب تنظيم داعش من الموصل، لكن هدفها الأساسي هو السيطرة على مدينة تشكل نقطة رئيسية في طريق العبور الإيراني عبر العراق باتجاه سوريا بدءا بديالى ومرورا بطوز خورماتو.وقال أحمد الأسدي المتحدث باسم الميليشيا الشيعية المدعومة من إيران إنها على وشك أن تشن هجوما على تلعفر، وإن العمليات هناك قد تبدأ في غضون بضعة أيام أو ساعات.وأعلن القيادي بـ”كتائب عصائب أهل الحق”، أحد فصائل الحشد الشعبي، جواد الطليباوي، الاثنين، أن “مقاتلي الحشد من جميع الفصائل وعددهم بالآلاف وصلوا إلى محور القتال في غرب الموصل، استعدادا لشن عملية عسكرية واسعة تستهدف تحرير قضاء تلعفر، وقطع الطريق بين الموصل وسوريا”.وفضلا عن تأمين الطريق أمام التمدد الإيراني، فإن السيطرة على المدينة التي تسكنها غالبية من التركمان ستمكن الحشد الشعبي من وقف التمدد الكردي غربا في اتجاه منطقة الجزيرة، فضلا عن تطويق التحرك التركي من الموصل إلى الرقة وإرباك خطط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.ويرى مراقبون عراقيون أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يريد أن يبحث للحشد الشعبي عن دور بعد استثنائه من اقتحام الموصل، وحجته في ذلك أنها البلدة الوحيدة ذات الأغلبية الشيعية في مناطق القتال.وأشار المراقبون إلى أن العبادي، الذي منع من اتخاذ قرار في شأن المعارك التي تهدف إلى استعادة الموصل، واقع تحت ضغوط هائلة يمارسها الحشد الشعبي وإيران والأحزاب الموالية لها في بغداد، وهو ما فرض عليه فتح باب تلعفر أمام الميليشيا الشيعية.وقال مراقب سياسي عراقي إنه وكما يبدو واضحا فإن القرار الأميركي الصارم بمنع الحشد الشعبي من القيام بأي دور في استعادة الموصل ينطوي على رسالة واضحة موجهة إلى طهران، مفادها أن الموصل تقع خارج الحصة الإيرانية.وأضاف المراقب في تصريح لـ”العرب”، “أن إيران ولمواجهة الفيتو الأميركي سعت من خلال ميليشياتها العراقية إلى الضغط على العبادي لتأمين طريقها الاستراتيجي الذي يقود إلى سوريا من خلال تلعفر”.ولم يستبعد المراقب أن تبادر الولايات المتحدة، في هذه المرحلة بالذات ولحماية رئيس الوزراء العراقي من ضغوط قد تؤدي إلى انهيار حكومته، إلى تقديم البعض من التنازلات لبعض الأطراف المحسوبة على إيران، في انتظار ما يمكن أن ينتج عن مرحلة ما بعد استعادة الموصل.ويبدو أن القلق الإيراني على أشده بسبب قبول واشنطن بالدور التركي واستثناء وكلاء إيران في المعركة، ذلك أن الموصل تشكل في جزء منها الطريق الذي يقود إلى الجزيرة السورية.وقد تلجأ إيران إلى فرض حل على تلعفر مختلف عن الحل الذي ستفرضه الولايات المتحدة على الموصل، بحيث ينشأ واقع يفرض على الجميع قطع صلة تلعفر الإدارية بالموصل، خاصة أن واشنطن قد لا تكون معنية في هذه المرحلة بمصير تلعفر.وسيجعل وقوع تلعفر في قبضة الحشد الشعبي، من المدينة جيبا طائفيا صغيرا قد يهدد وجوده بخطر اندلاع مناوشات طائفية بين الحين والآخر، ما قد يؤدي إلى إلحاق الضرر بفكرة قيام الإقليم السني. وهي الفكرة التي صارت تخيم على مرحلة ما بعد تحرير الموصل.ويعتبر المراقبون أن إيران ستعمل من خلال تكثيف وجودها في تلعفر على تسميم الأجواء التي تعرف أنها لن تكون لصالحها بعد تحرير الموصل.وتشكل تلعفر مسألة غاية في الأهمية بالنسبة إلى إيران بسبب موقعها الجغرافي الذي يجعلها بمثابة محطة طريق مركزية تضمن استمرار وصول التجهيزات المادية والأسلحة والحشود البشرية القادمة من إيران إلى سوريا.ويخشى المتابعون للشأن العراقي من ارتكاب الحشد الشعبي تجاوزات بحق المدنيين من التركمان السُنة، ممن لم يتمكنوا من مغادرة المدينة بسبب منع التنظيم بشكل صارم خروج الأهالي، الأمر الذي ربما سيؤدي إلى اندلاع صراع طائفي جديد.وتأتي تلك المخاوف في ظل اتهامات وجهتها منظمة العفو الدولية في تقرير أخير ضد الحشد والقوات العراقية بارتكاب “انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان بينها جرائم حرب” ضد مدنيين فارين من مناطق واقعة تحت سيطرة داعش.وتُعرف تلعفر بطبيعتها العشائرية، حيث تقطنها عشائر تركمانية كبيرة، ينتمي سكان المدينة وأحيانا حتى أبناء العشيرة الواحدة إلى المذهبين السُني والشيعي.ولا توجد إحصائية دقيقة حول الانتماء المذهبي لسكان تلعفر، إلا أن تقارير إعلامية تشير إلى أن المنتمين إلى المذهبين متقاربون من ناحية العدد داخل المدينة!!


1