لا تزال تتفاقم معاناة سكان أحياء حلب الشرقية تحت وطأة الغارات الكثيفة التي تنفذها طائرات روسية وسورية منذ أيام، جراء ندرة الخبز والمواد الغذائية الرئيسية، والنقص في الدم والمستلزمات الطبية الضرورية، في وقت نددت دول غربية بما وصفته „جرائم حرب“ تُرتكب في المدينة.وقال حسن ياسين، وهو أب لأربعة اطفال يقيم في حي الفردوس لوكالة فرانس برس „تحملنا القصف على مدار السنوات الماضية، ولم ننزح من حلب إلى مكان آخر. واليوم بالإضافة إلى القصف يقوم النظام بتجويعنا“، مضيفا بغضب „لا يوجد شيء في السوق، والوضع يزداد سوءا يوماً بعد يوم“.وبينما يختبئ هو وأسرته خوفا من الغارات في محل في أسفل المبنى الذي يقطن في الطابق الثالث منه، يقول „لا خبز ولا طعام ولا مياه صالحة للشرب“، متابعا „بتنا نأكل وجبة واحدة في اليوم، لم أشعر وأطفالي بالشبع منذ أسبوعين“.ولليلة الرابعة على التوالي، استهدفت عشرات الغارات بعد منتصف ليل الأحد الإثنين الأحياء الشرقية في مدينة حلب المحاصرة من قوات النظام السوري منذ شهرين تقريبا.وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان „عشرات الضربات الجوية“ التي استهدفت أحياء عدة في شرق المدينة، متسببة بمقتل شخصين، على الأقل، وإصابة آخرين بجروح، ما يرفع عدد الضحايا منذ ليل الخميس إلى 128 بينهم عشرون طفلا، و500 جريح.وقال مراسل لفرانس برس في اأاحياء الشرقية إن الغارات اشتدت فجرا خصوصا في حيي سيف الدولة والمشهد حيث تسببت باندلاع حرائق كبيرة.وشهدت الأحياء الشرقية تصعيدا في القصف الجوي منذ إعلان الجيش السوري الخميس بدء هجوم على هذه الأحياء بهدف استعادة السيطرة عليها.وتزداد معاناة نحو 250 ألف شخص يقيمون في الأحياء الشرقية مع شح إضافي في المواد الغذائية الرئيسية وارتفاع أسعار ما توفر منها. وتسببت الغارات بتوقف محطة ضخ مياه رئيسية عن العمل، السبت، وفق ما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة „يونيسف“.وقبل حملة القصف الأخيرة، كان عدد كبير من السكان يعتمد جزئيا على وجبات العدس والبرغل والأرز التي تعدها جمعيات خيرية تتوزع على أحياء عدة. لكن هذه الجمعيات أوقفت عملها جراء كثافة الغارات، خصوصا بعد استهداف طابور من الناس أمام مخزن لشراء اللبن الأحد في حي بستان القصر، ما تسبب بمقتل سبعة أشخاص، على الأقل، وفق المرصد.ولم تدخل أي مساعدات إنسانية إلى شرق حلب منذ نحو شهرين، في وقت لا تزال قافلة إنسانية تابعة للأمم المتحدة تنتظر عند الحدود التركية السورية فتح طريق لها إلى حلب الشرقية.وقال مراسل فرانس برس إن سعر ربطة الخبز التي تضم سبعة أرغفة ارتفع من 350 ليرة سورية (0.70 دولار) مطلع الأسبوع الماضي إلى 500 ليرة (دولار) أمس، فيما باتت سلع اخرى كاللحوم والسكر غير موجودة إطلاقا.وترتب الحملة الجوية الكثيفة ضغطا إضافيا على المشافي الرئيسية والبالغ عددها ثلاثة على الأقل. ونقل عن مصدر طبي قوله إن المشافي العاملة „تعاني ضغطا هائلا جراء العدد الكبير من الجرحى والنقص الحاصل في أكياس الدم“.وأضاف أن „أقسام العناية المشددة باتت ممتلئة بالمصابين، ويجري كل مشفى ثلاثين عملية جراحية في اليوم الواحد منذ بدء الغارات“.ومع تعرض العشرات لإصابات، خصوصا في الأطراف، تزداد وطأة عدم وجود جراحين متخصصين في الشرايين والأوعية الدموية في شرق المدينة. ويقول المصدر الطبي „جراء هذا الواقع، يتم التعامل مع الإصابات الخطيرة بعمليات بتر فورا“.ونقلت منظمة „سايف ذي تشيلدرن“ عن طبيب في شرق حلب يدعى أبو رجب قوله إن „الجرحى ممددون على الأرض، والفرق الطبية المرهقة تعمل بأقصى قدرتها على التحمل“، لافتا إلى أن نصف المصابين في المستشفيات هم من الاطفال.يشار إلى أن دمشق وموسكو تتعرضان لانتقادات دولية قاسية على ضوء التصعيد الأخير.وخلال اجتماع طارئ عقده مجلس الأمن حول سورية، الأحد، بناء على طلب الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، اتهمت سفيرة الولايات المتحدة سامنثا باور موسكو بأنها „تدعم نظاما قاتلا وتتمادى في الاستفادة“ من كونها تتمتع بالفيتو في مجلس الأمن.واعتبر السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر أن „جرائم حرب“ ترتكب في حلب، ويجب „ألا تبقى من دون عقاب“.وندد السفير البريطاني ماتيو رايكروفت بـ“الخروق الفاضحة للقوانين الدولية“ في حلب، متطرقا إلى احتمال اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية.!!
حلب..سوريا : جرائم حرب : دمار شامل وتفاقم المعاناة في ظل تواصل الغارات الروسية السورية الهمجيه على حلب!!
26.09.2016